حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل بوفانينكوفو.. قصة 4.6 تريليون متر مكعب من الغاز الروسي

أحمد بدر

من بين أكبر حقول الغاز الطبيعي في روسيا يأتي حقل بوفانينكوفو الذي يمثّل إحدى الركائز الرئيسة في صناعة الطاقة الروسية، وصناعة الغاز العالمية، بفضل احتياطياته العملاقة التي تلبي جزءًا كبيرًا من حاجة أوروبا وآسيا، والاحتياجات المحلية.

وتُظهر بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الحقل الغازي الروسي العملاق يمثّل معجزة هندسية، تعكس قدرة موسكو على استغلال مواردها الطبيعية، حتى في أصعب الظروف والبيئات المناخية.

ويمثّل حقل بوفانينكوفو الذي يقع في منطقة يامال-نينيتس ذات المناخ القاسي، أهمية قصوى بالنسبة إلى روسيا، وذلك بفضل احتياطياته الضخمة من الغاز الطبيعي التي تجعله مكونًا مهمًا في إستراتيجية الطاقة التي تتبناها البلاد.

يُشار إلى أن حقل بوفانينكوفو الروسي يُسهم في تعزيز مكانة موسكو بصفتها واحدة من أحد أكبر مصدّري الغاز في العالم، كما أنه يُعد جزءًا من مشروعات شركة غازبروم العملاقة التي تهدف إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل بوفانينكوفو

توضح أبرز المعلومات عن حقل بوفانينكوفو أنه اكتُشف للمرة الأولى في عام 1971، وذلك خلال حملات الاستكشاف المكثفة في شبه جزيرة يامال، التي أجرتها حكومة الاتحاد السوفيتي السابقة، قبل تأسيس روسيا الاتحادية.

وكانت نتائج الدراسات الأولية قد أظهرت أن الحقل يحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي، لتتجه إليه الأنظار وتبدأ عمليات تطويره، واستمر العمل في تطويره وتعزيز إنتاجه حتى مع انهيار الاتحاد السوفيتي.

واستمر العمل على تطوير حقل بوفانينكوفو تحت إشراف شركة غازبروم، وهي واحدة من كبريات شركات الغاز في العالم، وتُعد الأكبر في روسيا، ليبدأ الإنتاج التجاري فعليًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حقل بوفانينكوفو في روسيا
حقل بوفانينكوفو في روسيا - الصورة من ذا بارنتس أوبزرفر

ويقع الحقل الغازي العملاق في شبه جزيرة يامال، التي تقع في المنطقة الشمالية الغربية من روسيا، إذ يحده من الشرق بحر كارا، ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالي، لذلك فإن المنطقة تشتهر بمناخها القاسي، مع وصول درجات الحرارة في الشتاء إلى مستويات منخفضة، وتغطيها الثلوج والجليد معظم العام.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن موقع حقل بوفانينكوفو يُعد إستراتيجيًا، بسبب قربه من الأسواق الأوروبية، وهو ما منحه أهمية جيوسياسية واقتصادية، ليصبح مثالًا مهمًا على قدرة روسيا بين الجمع بين التقنيات المتقدمة وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة.

وبفضل هذه القدرات التي يتمتع بها الحقل الغازي، فإنه يُعد مساهمًا رئيسًا في دعم الاقتصاد الروسي، إذ يُسهم بصورة كبيرة في جلب عائدات بالعملة الصعبة، نظرًا إلى اعتماد موسكو عليه في تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، يمثّل الحقل أهمية كبيرة بالنسبة إلى النفوذ الروسي في سوق الطاقة العالمية، إذ يعزّز مكانة موسكو بوصفها واحدة من كبريات القوى الاقتصادية عالميًا في مجال الطاقة، كما يمثّل أهمية بالنسبة إلى الداخل، بفضل آلاف فرص العمل التي يوفرها، بما يحقق التنمية في المناطق الشمالية من البلاد.

احتياطيات حقل بوفانينكوفو

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل بوفانينكوفو الذي يُعد من أكبر الحقول الغازية في العالم، تُقدر بنحو 4.6 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يجعله إحدى الدعائم الأساسية لإستراتيجية روسيا في تصدير الغاز إلى أوروبا وآسيا.

بالإضافة إلى ذلك، يضم الحقل الغازي العملاق الواقع في شمال روسيا، كميات ضخمة من احتياطيات السوائل الغازية والمكثفات، التي تُسهم بقوة في دعم قطاع التصنيع والبتروكيماويات، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

الغاز الروسي عبر خطوط الأنايب

يُشار إلى أن إنتاج حقل بوفانينكوفو كان قد سجل مستويات قياسية على مدى السنوات الماضية، ومنذ بدء عمليات الإنتاج التجاري فيه، إذ ينتج الحقل العملاق ما بين 90 و100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.

وبفضل هذا الإنتاج، أصبح الحقل الغازي من بين أكثر الحقول إنتاجية في روسيا، وذلك في ظل وجود التقنيات المتقدمة، وشبكة البنية التحتية الحديثة التي تمكنت شركة غازبروم العملاقة من توفيرها على مدى السنوات الـ20 الأخيرة.

تطوير حقل بوفانينكوفو

مرت جهود تطوير حقل بوفانينكوفو بعدد من المراحل الرئيسة، التي تمثّلت المرحلة الأولى منها -التي جاءت خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي- في إجراء عدد كبير من الدراسات الجيولوجية بهدف الوصول إلى تقييم دقيق للاحتياطيات.

أما المرحلة الثانية فكانت خلال العقد الأول من القرن الـ21، وتمثلت في تأسيس البنية التحتية الرئيسة، من منصات حفر وخطوط أنابيب، وآبار استكشافية وإنتاجية، وفق بيانات التطوير الروسية التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمثّلت المرحلة الثالثة من تطوير حقل بوفانينكوفو الروسي العملاق في بناء إدخال مزيد من التقنيات الحديثة، المستعملة لزيادة كفاءة الإنتاج، بالإضافة إلى توسيع الشبكة اللوجستية.

بينما تتمثّل المرحلة الرابعة الحالية في تطوير مرافق جديدة أكثر كفاءة لمعالجة الغاز وتصديره.

شركة غازبروم الروسية
شركة غازبروم الروسية - الصورة من مال نيوز

وما تزال شركة غازبروم الروسية العملاقة تعمل على تطوير حقل بوفانينكوفو، وتواصل إدخال تقنيات متقدمة للتغلب على التحديات الجغرافية والمناخية في المنطقة التي يقع فيها، لا سيما بعدما غادرت بعض الشركات العالمية روسيا، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ومع استمرار عمليات تطويره، يمثّل حقل بوفانينكوفو خطوة مهمة على طريق استفادة روسيا من مواردها الطبيعية بكفاءة، لا سيما تلك الموارد التي تقع في مناطق قاسية المناخ والتضاريس، ليمثّل الحقل حتى الآن دعامة رئيسة للاقتصاد الروسي، ومصدرًا مهمًا من مصادر الطاقة العالمية.

نرشّح لكم..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق