التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

الطلب الآسيوي على الغاز المسال الأميركي يرتفع رغم التقلبات السعرية

هبة مصطفى

تترقب صادرات الغاز المسال الأميركي مدة حذرة خلال فصل الصيف، وسط توقعات بتقلبات في معدل الطلب الأوروبي والآسيوي.

وتُشير التوقعات إلى تراجع في الطلب الأوروبي على الإمدادات الأميركية، ما يُفقِد الأخيرة مشتريًا قويًا وسوقًا رئيسة.

ومقابل ذلك، يبدو أن دول شرق آسيا مقبلة على موجات من درجات الحرارة المرتفعة، التي تدفع الطلب على الكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء في اتجاه صعودي.

وقد تمهّد التقلبات الجوية الطريق نحو فتح مجال أكبر للإمدادات الأميركية، حسب توقعات المحللين وبيانات صادرات وواردات الغاز المسال العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

الطلب الآسيوي على الغاز المسال

توقعت شركات الكهرباء والمرافق زيادة الطلب الآسيوي على الغاز المسال، بدءًا من شهر يونيو/حزيران 2025 حتى نهاية أغسطس/آب المقبل.

وتعمل الشركات الحكومية والعامة على زيادة إنتاج الكهرباء من المصادر المختلفة، ومن بينها محطات توليد الكهرباء بالغاز المعتمدة بشكل رئيس على واردات الغاز المسال.

يأتي ذلك في ظل استقرار متوسط درجات الحرارة فوق معدلاته الطبيعية، والتوقعات بمزيد من الارتفاع في شرق آسيا، خاصة: الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية.

وعلى سبيل المثال، يتجاوز متوسط درجات الحرارة في اليابان مستوياته المعتادة لمثل هذا الوقت من العام بنحو 6%، خلال الأشهر الـ3 حتى نهاية أغسطس/آب.

ويأتي هذا رغم أن طوكيو سجلت ثاني أكبر مستوردي الغاز المسال العام الماضي 2024، وفق بيانات سوق لندن للأوراق المالية "مجموعة بورصات لندن" الواردة بمقال منشور في رويترز.

ناقلة غاز مسال تغادر سواحل لياونينغ الصينية بعد تفريغ شحنة-
ناقلة غاز مسال تغادر سواحل لياونينغ الصينية بعد تفريغ شحنة- الصورة من وكالة رويترز

** تجدر الإشارة إلى أن اليابان أزاحت الصين من صدارة قائمة أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم، خلال الربع الأول من العام الجاري، وفق بيانات التقرير الفصلي لوحدة أبحاث الطاقة، ويمكنكم مطالعته من (هنا).

ويمتد ارتفاع درجات الحرارة أيضًا لكل من: كوريا الجنوبية، وتايوان، وهونغ كونغ، ومدن صينية عدّة.

صادرات الغاز المسال الأميركي إلى آسيا

تُشير توقعات صادرات الغاز المسال الأميركي إلى آسيا لارتفاع يواكب حجم الطلب، وتقلبات درجات الحرارة.

وتجتمع عوامل الرطوبة وتوقعات الأمطار مع ارتفاع درجات الحرارة، لتعزز معدل الطلب على الكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء.

ويلقي ذلك بالمزيد من الضغوط على شبكات الكهرباء الإقليمية في آسيا، ويسعى المنتجون للتكيف مع هذه المستجدات بتعديل مستويات الإنتاج.

وكان معدل الطلب خلال الأشهر الـ3 (من شهر يونيو/حزيران 2025 وحتى نهاية أغسطس/آب) من العام الماضي دليلًا على ذلك، إذ سجل ارتفاعًا بنحو 9% مقارنة ببقية أشهر العام.

ولجأت الشركات إلى محطات الكهرباء العاملة بمصادر الوقود الأحفوري، لتلبية الطلب في أوقات الذروة، خاصة إذا انخفض إنتاج مصادر الطاقة المتجددة.

وزاد متوسط توليد الكهرباء بالفحم والغاز في القارة بنحو 5%، خلال الأشهر المذكورة، مقارنة ببقية أشهر العام الماضي.

ويمهّد معدل الطلب على الكهرباء الطريق لواردات إضافية من الغاز المسال -خاصة الأميركي.

وقُدِّر متوسط صادرات الغاز المسال الأميركي إلى آسيا بنحو 7.8 مليون طن متري شهريًا، لأشهر (مايو/أيّار، ويونيو/حزيران، ويوليو/تموز)، مقارنة بمتوسط 2.23 مليون طن شهريًا للأشهر المتبقية خلال لأعوام من 2021 حتى العام الماضي، وفق بيانات كبلر.

ناقلة غاز مسال أميركية
ناقلة غاز مسال أميركية - الصورة من Asia Sentinel

تحديات السوق

في خضم المتغيرات المناخية المؤثرة في الطلب على الكهرباء والغاز المسال، تواجه السوق الآسيوية تحديات كبرى، أبرزها التقلبات السعرية المحتملة.

وتحتاج بعض دول آسيا إلى زيادة واردات الغاز المسال لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فتلبّي الطلب المرتفع المتوقع، وتزيح الفحم من مزيج الكهرباء.

وتصطدم هذه الطموحات بارتفاع سعر الغاز المسال، إذ قُدِّرت بيانات زيادة أسعار الإمدادات الأميركية بنسبة تصل إلى 35% على متوسط العام الماضي.

وقُدِّر سعر الغاز المسال الأميركي خلال العام الجاري -حتى يونيو/حزيران الجاري- بنحو 8.54 دولارًا/ألف قدم مكعبة.

وقد تنقذ السوق الأوروبية المشتري الآسيوي من هذه المعضلة، حال استمرار الاتجاه نحو تقليص الواردات إلى أدنى المعدلات السنوية.

وصدّرت أميركا 6 ملايين طن شهريًا إلى أوروبا على مدار الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري، مقابل 1.6 مليون طن شهريًا إلى آسيا.

ورغم استحواذ أوروبا على 70% من الشحنات الأميركية خلال النصف الأول من العام الجاري، مقابل أقل من 20% لصالح المشترين الآسيويين، فإنه يبدو أن هذه المعادلة ستتغير.

ولتفسير ذلك، يتعين توجيه الأنظار إلى القرار الأوروبي حيال ملء مرافق التخزين، وفق سيناريوهين:

1) الاتجاه لملء مرافق التخزين خلال أشهر الصيف، ما يؤدي إلى ضغط في الإمدادات والأسعار بالنسبة لآسيا.

2) إرجاء التخزين إلى فصل الخريف وتقليص واردات الغاز المسال، ما يتيح وفرة الإمدادات إلى آسيا بأسعار مخفضة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق