سقف أسعار النفط الروسي قد يهبط إلى 45 دولارًا للبرميل
أسماء السعداوي

كشف مسؤولون مطلعون النقاب عن تفاصيل حزمة العقوبات المقترحة التي تستهدف سقف أسعار النفط الروسي وخطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم" (Nord Stream).
وتعتزم المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي الذي يضم في عضويته 27 دولة- تقديم حزمة العقوبات رقم 18 اليوم الثلاثاء (10 يونيو/حزيران 2025) إلى الأعضاء، وفق آخر تحديثات قطاع النفط والغاز عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وحال اعتمادها بحلول يوليو/تموز المقبل، ستشمل الإجراءات -أيضًا- إدراج المزيد من ناقلات أسطول الظل والمصارف الروسية إلى القائمة السوداء للعقوبات.
وتستهدف هذه الخطوة تشديد قبضة العقوبات على موسكو لتكبيل يديها عن تمويل الحرب في أوكرانيا بعد غزو أراضي الأخيرة في مطلع شهر فبراير/شباط (2022).
سقف أسعار النفط الروسي
تشمل الجولة الجديدة من العقوبات التي تعتزم المفوضية الأوروبية الكشف عنها، اقتراحًا بخفض سقف أسعار النفط الروسي إلى 45 دولارًا للبرميل، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ويُقارن ذلك بارتفاع أسعار النفط في العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم شهر أغسطس/آب المقبل، التي سجلت في تعاملات اليوم الثلاثاء 65.52 دولارًا للبرميل.
وكان سقف الأسعار عند 60 دولارًا للبرميل الذي فرضته مجموعة السبع الصناعية ودول الاتحاد الأوروبي الـ27 وأستراليا قد دخل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول (2022).
ويوضح الرسم البياني الآتي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إيرادات صادرات النفط الروسي سنويًا حتى أبريل/نيسان 2025:
وعلاوة على ذلك، تشمل الحزمة الجديدة حظر استعمال مرافق البنية الأساسية لخطوط أنابيب نورد ستريم 1 و2 التي كانت تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا وتعرّضت للتفجير في سبتمبر/أيلول (2022).
وكشفت تحقيقات ألمانية في أغسطس/آب (2024) عن تورّط غواص أوكراني الجنسية في تخريب الخطوط الممتدة في بحر البلطيق.
وفي 16 مايو/أيار الماضي (2025)، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بولا بينهو، إن العقوبات المقترحة تستهدف إحباط أي محاولة لجذب المستثمرين لخطوط الأنابيب بما يصب في النهاية في صالح موسكو.
ورغم التفجيرات ووقف نقل الغاز الروسي من خلالهما، قالت بينهو، إن تخريب خط نورد ستريم-1 قابل للإصلاح، كما يُمكن من الناحية النظرية منح ترخيص لتشغيل خط نورد ستريم-2.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تقاربًا؛ إذ تسعى واشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما حفّز تكهنات بشأن عودة شبكة نورد ستريم من سباتها العميق.
العقوبات على النفط والغاز الروسي
بعد إعلان اليوم حزمة العقوبات المرتقبة على تجارة النفط والغاز الروسيَّيْن، من المقرر إجراء محادثات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لبحث تفاصيل القيود قبل دخولها حيز التنفيذ.
ويجب أن تحظى الخطة بدعم الأعضاء كافّة، لكن سلوفاكيا والمجر لوحتا قبلًا بإمكان معارضة فرض عقوبات إضافية على موسكو، ورغم ذلك، ثمة تفاؤل بالتوصل لتوافق قبل حلول شهر يوليو/تموز المقبل (2025).

كان رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو قد اتهم -في تصريحات سابقة- الغرب بشيطنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغير وجه حق.
ومنذ توليه منصبه، قرر وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وانتقد دعم الاتحاد الأوروبي لكييف، كما هددت بلاده (سلوفاكيا) بعرقلة أي أجراء يستهدف حظر النفط الروسي إلى أراضيها.
وكان الغاز الروسي القادم من حقول غرب سيبيريا يُضخ عبر شبكة الأنابيب الأوكرانية التي تمتد إلى الحدود مع سلوفاكيا ثم يصل إلى النمسا وسلوفاكيا والمجر، قبل أن تفشل البلدان المتناحرتان في تجديد اتفاق مرور الغاز الروسي عبر أراضيها بنهاية العام الماضي (2024).
وعلاوة على ذلك، كشف مسؤولون مطلعون عن أن جولة العقوبات الجديدة ستشمل إدراج المزيد من المصارف الروسية ضمن القائمة السوداء.
كما ستشمل القائمة ناقلات تابعة لأسطول الظل الروسي، وهي ناقلات تتهرّب من العقوبات، وتدور حول مالكيها الشبهات وتفتقر إلى الصيانة والتفتيش والتأمين، وتنقل النفط الروسي والإيراني والفنزويلي الخاضعة للعقوبات.
كما ستتضمن الجولة الجديدة إجراءات لحماية مصالح بلجيكا؛ حيث تسببت العقوبات في تجميد مبلغ 190 مليار يورو (217.1 مليار يورو) في البنك المركزي الروسي.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز والنفط الروسية.. مسارات متباينة في ظل العقوبات وسقف الأسعار (مقال)
- انخفاض إيرادات صادرات النفط الروسي إلى أقل مستوى منذ 2023
- واردات الهند من النفط الروسي.. نمو ملحوظ رغم الاضطرابات والضغوط (مقال)
اقرأ أيضًا..
- الرقائق الإلكترونية الكورية تنجو من "مقصلة" رسوم ترمب الجمركية
- كهرباء ومياه دبي تضيف 800 ميغاواط من الطاقة النظيفة إلى إنتاجها في 2025
- المفاعلات النووية الصغيرة وتكلفة الطاقة المتجددة تعززان أمن الطاقة الأفريقي
- لماذا لم تنخفض أسعار النفط مع زيادة إنتاج أوبك+؟ أنس الحجي يكشف 5 أسباب
المصدر: