
يبدو أن الرقائق الإلكترونية في كوريا الجنوبية قد نجت من مقصلة الرسوم الجمركية الأميركية، التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، إذ ارتفعت بالتزامن مع تراجع جميع الصادرات الأخرى.
وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) فإن الاقتصاد الكوري الجنوبي يواجه حالة قوية من الضعف حاليًا، بسبب تباطؤ أنشطة البناء، بالإضافة إلى تدهور ظروف التصدير.
وأوضح مركز أبحاث حكومي في كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران (2025)، أن قطاع الرقائق الإلكترونية يشهد ارتفاعًا، على الرغم من تأثر اقتصاد البلاد برسوم ترمب الجمركية.
وقال المعهد الكوري للتنمية في تقييمه الاقتصادي الشهري الأخير، إن الاقتصاد ما يزال يُظهر زخمًا ضعيفًا بصورة عامة؛ إذ ما تزال الاستثمارات في قطاع البناء ضعيفة كما يتباطأ نمو الصادرات.
نمو قطاع الرقائق الإلكترونية
كشف التقييم الاقتصادي الشهري الذي يعده المعهد الكوري للتنمية عن نمو قطاع الرقائق الإلكترونية في كوريا الجنوبية، وذلك بسبب الطلب العالمي المتزايد على هذه المواد.
في الوقت نفسه، أشار المعهد إلى أن ضعف الاستثمارات في قطاع البناء يؤثر بالسلب في الطلب المحلي، في حين تظهر علامات تباطؤ في الإنتاج الصناعي بوجه عام، لا سيما في قطاع البناء.
وتظهر الصادرات -بما في ذلك صادرات الرقائق الكورية- علامات على استمرار حالة التباطؤ الاقتصادي، لا سيما في القطاعات المُعرّضة لرسوم ترمب الجمركية مثل السيارات.

وأكّد التقييم الاقتصادي أن استمرار الاتجاه الصعودي في قطاع الرقائق الإلكترونية في كوريا الجنوبية، يشير إلى وجود طلب قوي ومتزايد عالميًا على هذه المواد، التي تدخل في عدد كبير من الصناعات، وأهمها السيارات والهواتف.
وعلى الرغم من وجود بعض التحسّن في معنويات السوق المحلية، بسبب تراجع حالة عدم اليقين السياسي والتقدم في المحادثات التجارية بين أميركا والصين، فإن المعهد ما يزال يحذّر من ارتفاع المخاطر الخارجية.
الرقائق الإلكترونية في كوريا الجنوبية
على الرغم من أن قطاع الرقائق الإلكترونية في كوريا الجنوبية ما يزال متصدرًا على المستوى العالمي، فإن المخاوف تحيط بمستقبله، في ظل مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسيطرة على هذا القطاع الحيوي والمهم.
وكان تقرير سابق قد توقع أن تشهد سوق الرقائق -مع وصول ترمب إلى السلطة- تحولًا كبيرًا في ميزان القوى؛ لسبب بعيد عن تحقيق اختراقات تقنية أو أزمات أمنية مفاجئة.

ويتوقع الخبراء -ويحذرون- أن رسوم ترمب الجمركية قد تترك تأثيرًا يصعب التراجع عنه، قد يدعم الصين في توجهها نحو ترسيخ قدمها في هذه السوق الحيوية والمهمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
في 13 أبريل/نيسان الماضي (2025)، قال الرئيس دونالد ترمب إنه سيُعلن نسبة الرسوم الجمركية على واردات الرقائق الإلكترونية من الصين خلال هذا الأسبوع بغرض إعادة ضبط العلاقة في هذا القطاع الحيوي.
وفي اليوم نفسه، فُتح تحقيق بشأن العلاقة بين واردات الرقائق الإلكترونية والأمن القومي الأميركي، ما يشير إلى إمكان امتداد هذه الرسوم وهذه الإجراءات إلى السوق العملاقة في كوريا الجنوبية.
وحذّر محللون من أن إدارة ترمب لم تفرّق بين خصومها المعروفين، بل طالت إجراءاتها حلفاءها في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تستثمر في صناعة الرقائق الإلكترونية مع شركة أميركية
- شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية تترقّب صفقة بيع ضخمة
- هل تصمد سلاسل توريد الرقائق الإلكترونية في وجه تغير المناخ وندرة المياه؟
اقرأ أيضًا..
- 4 دول عربية تعاني أزمة كهرباء.. ماذا عن المغرب والجزائر؟ (مقال)
- ما أثر عودة إنتاج دول أوبك+ إلى الأسواق؟ أنس الحجي يكشف التفاصيل
- منطقة البصرة.. عاصمة العراق النفطية وصاحبة الحقول الضخمة (تقرير)
المصدر..