إنتاج الكهرباء في سوريا والعراق ولبنان.. أرقام تكشف حقائق صادمة (تقرير)
أحمد بدر

يتشابه وضع قطاع الكهرباء في سوريا بشكل كبير مع الأوضاع في كل من العراق ولبنان، ولكن ما يجعل المعاناة السورية أكبر هو حجم الدمار الذي تشهده البنية التحتية للقطاع.
وفي هذا السياق، يوضّح مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبدالرحمن صلاح، أن سوريا الأكثر معاناة، بسبب التدمير الشديد الذي تعرّضت له البنية التحتية لقطاع الكهرباء منذ بداية الثورة على نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في عام 2011.
وأوضح أن حجم أبراج الكهرباء في سوريا ومحطات التوليد التي تعرّضت للقصف كبير جدًا، وهو ما جعل مهمة استعادة ما فقده القطاع عسيرة، ويجعل الأوضاع هناك في غاية الصعوبة.
لذلك، وفق صلاح، فإن حجم إنتاج الكهرباء في سوريا، يتراوح في الوقت الحالي بين 2300 و2600 ميغاواط، وهو رقم يقل بشدة عن الطلب داخليًا؛ ما يجعل ساعات الانقطاع طويلة جدًا.
جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدمها مستشار تحرير منصة الطاقة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على منصة "إكس" تحت عنوان "أزمات الكهرباء وأثر أجهزة التكييف في أسواق الطاقة العالمية".
تحركات مبشرة لقطاع الكهرباء في سوريا
أشار عبدالرحمن صلاح إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تحركات مبشرة لقطاع الكهرباء في سوريا، من جانب وزارة الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالاتفاقات مع عدد من الدول والشركات لدعم القطاع.
ولفت إلى الاتفاق مع قطر على الحصول على مليوني متر مكعب يوميًا من الغاز من خلال خط الغاز العربي عبر الشبكة الأردنية، وكذلك الاتفاق مع تركيا لاستيراد ما يقارب 6 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز، و1000 ميغاواط من الكهرباء.
إلا أن مدير تحرير الطاقة أكد أن الاتفاق مع تركيا -بنسبة كبيرة- لن يتحقق قبل نهاية هذا الصيف، خصوصًا فيما يتعلق بالربط الكهربائي بين البلدين.
وأضاف: "الاعتماد الكبير في إنتاج الكهرباء في سوريا الآن على مولدات الديزل، كما تنتشر محطات الطاقة الشمسية الصغيرة في المنازل وبعض المصانع لتغطية الفجوة الكبيرة بين إنتاج الكهرباء في سوريا وحجم الطلب اليومي".
وأوضح أن حجم الطلب اليومي هو 9 آلاف ميغاواط؛ أي أن الحديث عن عجز يومي يُقدَّر بنحو 6400 ميغاواط؛ ما يجعل الحكومة غير قادرة إلا على توفير أكثر من 6 ساعات يوميًا من الكهرباء بشكل رسمي للمنازل والمصانع والهيئات.
قطاع الكهرباء في لبنان
تطرّق مدير تحرير "الطاقة" إلى الحديث عن إنتاج الكهرباء في لبنان، مؤكدًا أن الوضع فيه يتشابه إلى حد كبير مع سوريا من حيث حجم العجز الكبير، ومن حيث اللجوء إلى تخفيف الأحمال باستمرار.
وأضاف: "محطات الكهرباء في لبنان يمكنها إنتاج 3000 إلى 3100 ميغاواط يوميًا، لكن نظرًا إلى عدم توافر الوقود؛ فإنها لا تنتج سوى 2000 ميغاواط حدًا أقصى يوميًا، مقارنة بإجمالي الطلب البالغ 5000 ميغاواط؛ أي أن هناك عجزًا بمقدار 3000 ميغاواط".
وعلى غرار قطاع الكهرباء في سوريا، يعتمد لبنان على مولّدات الديزل التي تنتشر في أغلب المنازل والمصانع، إلى جانب محطات الطاقة الشمسية الصغيرة التي يعتمد عليها بشكل كبير في غالبية المنازل وعدد لا بأس به من المصانع.
وتابع: "لا يمكن لإنتاج الكهرباء في لبنان تغطية سوى 4 إلى 6 ساعات فقط يوميًا، ولهذا السبب تعرّض لبنان أكثر من مرة إلى عتمة شاملة خلال الأشهر الماضية".
وحتى الآن، وفق صلاح؛ فإن الوضع في لبنان مستقر على 6 ساعات إضاءة فقط بشكل رسمي من خلال الشبكة القومية، أما الباقي فيُعتَمد فيه على مولّدات الديزل ومحطات الطاقة الشمسية.
وأشار إلى الاتفاق بين بيروت وبغداد على تزويد لبنان بـ120 ألف طن من الوقود شهريًا، تصل إليه على شحنتين أو 3 شحنات، وهذه الاتفاقية لا تزال سارية بين البلدين حتى الآن.
قطاع الكهرباء في الأردن
أوضح عبدالرحمن صلاح أن قطاع الكهرباء في الأردن يشهد استقرارًا كبيرًا؛ إذ تبلغ القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء هناك نحو 5000 ميغاواط، حسب أحدث بيانات منصة الطاقة.
وأضاف: "أقصى حمل كهربائي كان في الصيف الماضي وبلغ 4200 ميغاواط، وتقديرات منصة الطاقة تشير إلى تسجيل 4400 ميغاواط خلال ذروة صيف هذا العام، وتحديدًا في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب".
ولفت مدير التحرير إلى أن هذا الرقم هو الرقم نفسه المسجل في شتاء عام 2024، والمعروف أن الأردن يشهد طقسًا شتويًا شديد البرودة، ومن ثم يرتفع حجم الطلب على الكهرباء لأغراض التدفئة.
وتابع: "وضع قطاع الكهرباء الأردني مستقر بنسبة كبيرة للغاية، وتعتمد البلاد على الغاز الطبيعي بنسبة 93.5% تقريبًا في توليد الكهرباء، سواء كان هذا الغاز مستوردًا من مصر أو من إسرائيل، أو شحنات الغاز المسال من السوق العالمية".
وهناك -أيضًا- الربط الكهربائي مع مصر؛ لذلك من النادر، بالنسبة للأردن، حدوث انقطاع في الكهرباء، إلا في حالات طارئة مثل الخلل الفني في الربط الكهربائي مع مصر، الذي حدث منذ سنوات، وحينها لم يستمر الانقطاع إلا 3:30 أو 4 ساعات فقط.
موضوعات متعلقة..
- عدد ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا.. إعلان عاجل من وزارة الطاقة
- قطاع الكهرباء في سوريا يتلقى دعمًا جديدًا.. هل تُغير تركيا المشهد المأزوم؟ (تقرير)
- قطاع الكهرباء في سوريا.. نقص كبير في الوقود رغم المنحة القطرية
اقرأ أيضًا..
- أبرز 5 مناجم في لبنان.. كنوز تحت الأرض تحتاج إلى إدارة رشيدة للموارد
- شركات الطاقة المتجددة في أميركا تلغي استثمارات بأكثر من 14 مليار دولار (دراسة)
- قيود جديدة على صادرات الإيثان والبيوتان الأميركية إلى الصين.. وشركة تحذر
المصدر..