رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

أكبر منتج إيثانول حيوي في بريطانيا يتجه لإغلاق أحد المصانع

هبة مصطفى

تضرر أكبر منتج إيثانول حيوي في بريطانيا من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتداعياتها، إلى حدٍّ وصل بتهديد مصنع تابع له في يوركشاير.

ومن المتوقع أن تحسم شركة "إيه بي إف شوجر ABF Sugar" مصير مصنع "فيفرغو"، بحلول منتصف شهر يونيو/حزيران 2025، أو مطلع يوليو/تموز المقبل على أقصى تقدير.

وحسب تحديثات الرسوم الجمركية الأميركية والقرارات المضادة لها لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)،توصلت أميركا وبريطانيا إلى تفاهم أولي بشأن شحنات الإيثانول، لكن لم يُقرّ الاتفاق رسميًا بعد.

وحتى الآن، تسببت هذه القرارات في تقلبات قوية للسوق المحلية البريطانية، ولم يقتصر الأمر على أكبر المنتجين فقط، لكنه امتدّ إلى انتشار حالة من اليقين بشأن تداعيات الاتفاق المرتقب.

القرارات والرسوم

بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا جمركية على صادرات السيارات والمعادن البريطانية إلى بلاده، توصَّل الطرفان إلى ما يشبه "التسوية" بتخفيف هذه الرسوم مقابل حصة سوقية للإيثانول الحيوي.

وبذلك، يمكن للمملكة المتحدة تصدير السيارات والمعادن لأميركا بقيود محدودة، مقابل فتح السوق البريطانية أمام منتجي الإيثانول الحيوي لدى واشنطن وإلغاء الرسوم المفروضة بنسبة 19% عليهم.

دونالد ترمب
دونالد ترمب - الصورة من ecfr.eu

وحدَّد الاتفاق -الذي لم يُقَرّ رسميًا بعد- حجم الحصة السوقية المتاحة للمورّدين الأميركيين بنحو 1.4 مليار لتر، وبالنظر إلى أن هذا الحجم يعادل السوق المحلية البريطانية بالكامل، انتابت المنتجين حالة من عدم اليقين بالاستحواذ الأميركي على سوقهم.

وحذّرت أكبر الشركات المنتجة في البلاد "إيه بي إف" وشركة إنسوس "Ensus" المنافسة لها من التهديدات الوجودية التي تواجه صناعة الإيثانول الحيوي البريطاني، جراء منح المنتجين الأميركيين هذه الإعفاءات والاستثناءات.

مصنع فيفرغو

تسببت القرارات الجمركية والاستثناءات المرتقبة بـ"هزة قوية" لأكبر منتج إيثانول حيوي في بريطانيا، ما عزّز حالة عدم اليقين في "البيئة السوقية الصعبة".

وكان مصنع فيفرغو البريطاني قد واجه صعوبات وتحديات كادت أن تتجه به إلى الإغلاق في أبريل/نيسان الماضي، وفي خضم محاولات الشركة للنهوض به وتجاوز العراقيل، جاء الاتفاق المحدث بين أميركا وبريطانيا ليشكّل ضربة جديدة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إيه بي إف"، بول كينوارد، إن هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل المصنع والسوق المحلية بعد الاتفاق الجديد، ما عطّل توقيع الشركة عقود التوريدات الجديدة من القمح (المادة الخام للإيثانول).

ومن المفترض انتهاء هذه العقود منتصف الشهر الجاري، ولفت متحدث باسم مصنع "فيفيرغو" إلى أنه من الضروري تأمين إمدادات القمح قبل هذا التاريخ لضمان استمرار سير العمل.

ويحسم مجلس إدارة الشركة مصير المصنع خلال انعقاده مطلع الشهر المقبل، وفق ما أورده موقع إس بي غلوبال.

وتصل الطاقة الإنتاجية لشركتَي "إيه بي إف" و"إنسوس" من الإيثانول الحيوي 800 مليون لتر سنويًا، من مصنعيهما في: سالتيند، وتيسايد.

وقود الإيثانول
مصنع لإنتاج الإيثانول - أرشيفية

سوق الإيثانول الحيوي البريطانية

يشكّل الإعفاء الممنوح للمنتجين الأميركيين مصدر خطر على سوق الإيثانول الحيوي البريطانية، ودفع ذلك أكبر المنتجين المحليين لتحديد مطالب إنقاذ ضرورية، تشمل:

  • زيادة حدود مزج الإيثانول مع البنزين، من 10% حاليًا إلى 15 أو 20%.
  • مراجعة معايير استعمال الإيثانول الحيوي في قطاعي: الشحن والطيران، خاصة أن اللوائح الحالية ترفض استعمال الوقود المنتج من محاصيل غذائية.
  • إعادة النظر في قيود وقود الطائرات المستدام، إذ تُلزم القوانين البريطانية المورّدين بأن تتضمن تسليماتهم من الوقود نسبة قدرها 2% من وقود الطائرات صديق البيئة، مع التخطيط لرفع هذه النسبة إلى 10% بحلول 2030.

وقالت شركة "إيه بي إف"، إن القطاع يحتاج إلى دعم حكومي قدره 150 مليون جنيهًا إسترلينيًا (204 مليون دولار أميركي)، لتجاوز التحديات الأخيرة.

ويأتي هذا بعد اقتحام المورّدين الأميركيين المحتمل للسوق البريطانية، خاصةً أن هناك منافسة فعلية بعدما زادت أسعار القمح الذي يعتمد عليه المنتجون في المملكة المتحدة.

ولم تؤثّر هذه التقلبات في المنتجين الأميركيين، لاعتمادهم على الذرة في إنتاج الإيثانول الحيوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق