طاقة الشمس والرياح يمكن أن تشغل ثُلث مراكز البيانات في آسيان (تقرير)
محمد عبد السند

- مراكز البيانات في آسيان تحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء.
- توقعات بتضاعف استعمال الكهرباء في مراكز بيانات آسيان بحلول 2030.
- ينبغي أن تتعاون الحكومات والصناعة سويًا لتحديد أهداف كفاءة طاقة واضحة.
- تعتمد شبكات الكهرباء المغذية لمعظم مراكز البيانات على الوقود الأحفوري.
- تتزايد الانبعاثات الكربونية الناجمة عن مراكز البيانات في آسيان.
من الممكن أن تشغل طاقة الشمس والرياح ما يصل إلى 30% من مراكز البيانات في آسيان –رابطة دول جنوب شرق آسيا- بحلول نهاية العقد الحالي، دون الحاجة إلى الاعتماد على بطاريات تخزين الكهرباء، وفق تقرير حديث حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) على نسخةٍ منه.
ووجد التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة "إمبر" أن السياسات الداعمة لا غنى عنها حاليًا لمواءمة النمو الرقمي في المنطقة مع أهداف تحول الطاقة.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو استعمال الكهرباء في مراكز البيانات في آسيان بمعدل الضعف بحلول عام 2030، مقارنةً بعام 2024؛ ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لمنح أولوية إلى كفاءة الطاقة والكهرباء النظيفة لضمان النمو المستدام.
وبناءً على ذلك، يتعين على الحكومات والصناعة التعاون سويًا لتحديد أهداف كفاءة طاقة واضحة ودعم هذا التحول عبر الأطر الوطنية والتحفيزات المستهدفة.
كما أن تعزيز التعاون وتحسين شفافية البيانات سيمكّن مراكز البيانات في آسيان من قيادة التقدم المحرَز في النمو الرقمي والطاقة المستدامة.
هيمنة الوقود الأحفوري
لا تزال مراكز البيانات في آسيان التي تتطلب كمياتٍ هائلةً من الكهرباء لتشغيل السيرفرات "الخوادم"، وأنظمة التبريد، تعتمد بقوة في تشغيلها على مصادر الوقود الأحفوري، وفق دراسة إمبر.
وقالت الدراسة: "موارد الشمس والرياح الوفيرة تتركز في مواقع الشبكات الرئيسة المغذية لمراكز البيانات المنتشرة في 6 دول في آسيان وهي: إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام".
وأضافت: "يسلط هذا الضوء على الفرص السانحة أمام مراكز البيانات في آسيان لتعزيز استغلال طاقة الشمس والرياح بهدف إتاحة الكهرباء النظيفة إلى الشبكات ذاتها التي تستمد منها الكهرباء"، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهرت الدراسة أن الدول الـ6 المذكورة في آسيان تُعد أماكن ناشئة عالميًا من حيث وفرة مراكز البيانات، بسعة تلامس 2.9 غيغاواط.
ومع ذلك فلا تزال شبكات الكهرباء المغذية لمعظم مراكز البيانات في آسيان تعتمد بقوة على الوقود الأحفوري؛ ما يفرض تحديًا لتلك المنشآت التي تكافح من أجل تحقيق أهداف الطاقة النظيفة.
ومع توقعات بأن تمثل مراكز البيانات في آسيان ما يتراوح من 2% إلى 30% من الطلب على الكهرباء بحلول عام 2030 في كل البلدان المذكورة، باستثناء فيتنام، فإن الزيادة الناتجة في الانبعاثات تشكل تحديًا كبيرًا لقطاعات الطاقة لديها.
غير أن تباطؤ وتيرة إزالة الكربون من قطاع الطاقة يهدد التقدم المحرَز في هذا الخصوص بالبلدان المذكورة.

النمو الأسرع في ماليزيا
يُتوقع أن تسجل ماليزيا النمو الأسرع في الكهرباء المُستعمَلة في مراكز البيانات في آسيان، مع توقعات بارتفاع الطلب لديها من 9 تيراواط/ساعة في عام 2024 إلى 68 تيراواط/ساعة في عام 2030.
وسيمثل هذا الرقم 30% من إجمالي استهلاك الكهرباء في ماليزيا؛ كما أنه سيتجاوز إجمالي استعمال الكهرباء في سنغافورة في عام 2023.
ومن الممكن أن تتزايد الانبعاثات الكربونية الناجمة من مراكز البيانات في ماليزيا 7 أضعاف؛ لتصل إلى 40 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول عام 2030، وهو الرقم الأعلى في المنطقة.
وفي الفلبين يُتوقع أن ترتفع الانبعاثات الكربونية بواقع 14 مرة، في حين يمكن أن تتضاعف الانبعاثات في إندونيسيا، وفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، يبدو تحول مراكز البيانات في آسيان إلى الكهرباء النظيفة ممكنًا تقنيًا؛ إذ إن ثلث الطلب على الكهرباء المستعمَلة في تلك المراكز يمكن تلبيتها بطاقة الشمس والرياح بحلول عام 2030، دون الحاجة إلى بطاريات تخزين الكهرباء والتي تُعد إحدى أكبر العقبات أمام انتشار مصادر الطاقة المتجددة.
ومن الممكن تشغيل مراكز البيانات في آسيان دون التسبب بانبعاثات كربونية بفضل السياسات الداعمة والوصول السلس إلى الأسواق وتخطيط البنية التحتية.
وقالت محللة الطاقة في إمبر شابرينا ناديلا: "صناعة مراكز البيانات التي تحقق طفرة تنموية في آسيان مهددة بفشل جهود تحول الطاقة حال عدم اتخاذ إجراءات فورية".
وأضافت ناديلا: "منح أولوية إلى طاقة الشمس والرياح إضافةً إلى كفاءة الطاقة، بدعمٍ من السياسات الحكومية القوية، سيساعد في وضع إطار وطني لمراكز البيانات والتعاون من أجل ضمان قيادة تلك المراكز للنمو الرقمي المستدام بدلًا من الاعتماد على الوقود الأحفوري".
اتفاقيات شراء الكهرباء
تزداد أهمية السياسات التي تدعم مراكز البيانات في آسيان لشراء طاقة الشمس والرياح وتطبيق معايير كفاءة الطاقة، لتعزيز النمو المستدام لتلك المنشآت كثيفة الاستهلاك للكهرباء.
وتُعد اتفاقيات شراء الكهرباء بي بي إيه (PPA) طريقةً مفضلةً عالميًا لشركات التقنية الكبرى لتأمين إمدادات طاقة متجددة مستقرة عبر اتفاقيات مضمونة طويلة الأجل.
وبناءً على ذلك، يمكن أن تقود اتفاقيات شراء الكهرباء الموقعة بين الشركات نمو الاستثمارات غير المباشرة في قطاع الطاقة المتجددة.
كما أن كفاءة الطاقة تبرز محركًا رئيسًا آخر لدفة النمو في مراكز البيانات في آسيان؛ إذ إن الالتزام بمعايير الكفاءة في مرحلة التصميم ووضع التوجيهات الوطنية من شأنه أن يساعد في خفض معدلات استعمال الكهرباء وتخفيف الضغوط الواقعة على الشبكة.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط قد يرتفع 3%.. ودور الغاز يتزايد (تقرير)
- الطلب على الكهرباء في أفريقيا يسجل مستوى قياسيًا بقيادة 3 دول
- توقعات بنمو الطلب على الكهرباء عالميًا 4% سنويًا.. ما دور الصين؟
اقرأ أيضًا..
- تشغيل محطة تخزين كهرباء في الصين.. مساحتها تعادل 5 ملاعب كرة قدم
- معدن نووي.. أكبر منتج يورانيوم في العالم يجد ضالته في دولة أفريقية
- حقل نفط احتياطياته 3.3 مليار برميل يشهد تطورًا جديدًا
المصدر: