قيود جديدة على صادرات الإيثان والبيوتان الأميركية إلى الصين.. وشركة تحذر
هبة مصطفى

أربك قرار جديد -أصدرته وزارة التجارة الأميركية- خطط صادرات الإيثان والبيوتان إلى الصين، مع إعلان اشتراطات وقيود جديدة قد تنعكس سلبًا على السوق المحلية والعالمية.
وحذّرت شركة إنتربرايز برودكتس بارتنرز (EPP) -التي تتخذ من تكساس مقرًا لها- من تأثر صادراتها، وسط شكوك بشأن تداعيات القيود الجديدة على وضع الشركة المالي والتدفقات النقدية.
وكانت الوزارة الأميركية قد منعت شحن بضائع -من بينها بعض أنواع سوائل الغاز- إلى بكين، وألغت تراخيص بعض الموردين، الأربعاء 28 مايو/أيّار 2025 الجاري.
وحسب قاعدة بيانات صادرات سوائل الغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، تراجعت الصادرات الأميركية من الإيثان والبروبان والبيوتان إلى الصين، في أبريل/نيسان الماضي.
صادرات الإيثان والبيوتان
اشترطت وزارة التجارة الأميركية تقدّم الموردين بطلب ترخيص لصادرات الإيثان والبيوتان إلى الصين، في إطار الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس دونالد ترمب على بكين منذ توليه منصبه قبل أشهر.
وجذبت الصين 40% من إجمالي صادرات شركة "إنتربرايز برودكتس" لبعض سوائل الغاز، خلال العام الماضي 2024.
وحصلت بكين على 85 ألف برميل إيثان يوميًا، من أصل تحميلات الشركة الأميركية البالغة 213 ألف برميل خلال العام.

ويبدو أن الرياح المعاكسة الناجمة عن رسوم ترمب والرسوم الصينية المضادة ستُلقي بظلالها على سوق سوائل الغاز؛ إذ أكدت الشركة عجزها عن توقع تطورات السوق ومدى تأثر أسعار الإيثان والبيوتان.
وعلى الرغم من مخاوف الشركة من التداعيات على تدفقاتها النقدية، فإن كون الصين سوقًا خصبة لصادراتها من السوائل، جعلها تدق ناقوس خطر حول حالة عدم اليقين التي تسببت بها القيود الأخيرة، وتأثيرها في إنتاج وأسعار النفط والغاز الطبيعي.
ويُفسّر ذلك بأن شركات الطاقة الأميركية تنتج سوائل الغاز بوصفها مشتقات ثانوية ناجمة عن عمليات التنقيب عن الهيدروكربونات، وحال عجزها عن بيع هذه المنتجات قد تلجأ إلى خفض إنتاج النفط والغاز.
الصين.. سوق خصبة للسوائل
بنظرة أوسع نطاقًا من تحميلات الشركة، سجلت صادرات الإيثان والبيوتان الإجمالية من واشنطن إلى الصين مستوى قياسيًا خلال العام الماضي.
وبلغت صادرات نوعَي السوائل 227 و26 ألف برميل يوميًا على الترتيب، وفق ما نقلته رويترز عن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وللمقارنة، يبدو أن الرسوم الجمركية التي فرضها "ترمب"، والرد الصيني عليها بتعرفة أعلى؛ أسهما في تراجع صادرات سوائل الغاز خلال أبريل/نيسان الماضي.
وقُدرت صادرات سوائل الإيثان والبروبان والبيوتان بنحو 343 ألف برميل يوميًا، هبوطًا من 551 ألفًا في فبراير/شباط السابق له، طبقًا لبيانات نشرتها وحدة أبحاث الطاقة.
وكسرت القيود الجديدة دائرة المنفعة المتبادلة بين البلدَيْن، فمن جهة كانت شركات البتروكيماويات الصينية تستعمل الإيثان بوصفه مادة بديلة للنافثا وأقل تكلفة منها.
ومن جهة أخرى، يعاني المنتجون الأميركيون من فائض في سوائل الغاز ووفرة في المعروض مقابل الطلب المحلي، ما يجعل طلب بكين فرصة قوية لبيع الكميات الفائضة.
ويدخل كل من الإيثان والبيوتان في صناعة البلاستيك، والكيماويات، والتدفئة، والطهي.

قيود التصدير وشروط التراخيص
اشترطت وزارة التجارة الأميركية طلب الشركات لتراخيص تصدير سوائل الغاز إلى الصين، من بين قيود جديدة فرضتها مؤخرًا على بيع البضائع.
واضطرت شركات إلى وقف شحن صادرات الإيثان والبيوتان، بعد إلغاء التراخيص الممنوحة للموردين.
وفسر مكتب تابع للوزارة الأميركية هذا الإجراء بأن الصين قد تستعمل نوعَي السوائل في أغراض عسكرية.
ويعكس القرار تصاعد حدة التوترات التجارية بين البلدَيْن؛ لتصل إلى تقييد تصدير منتجات رئيسة لبعض القطاعات، خاصة بعد مخاطبة الوزارة الشركات -رسميًا- لإخطارها بالقرارات الجديدة.
وبجانب صادرات الإيثان والبيوتان، امتدت القيود إلى: الرقائق والبرمجيات ومعدات الطيران، وغيرها.
وفي الوقت ذاته، يبدو أن القيود لا تعد قرارًا نهائيًا وصريحًا بالحظر؛ إذ تراجع وزارة التجارة الأميركية كل طلب ترخيص شحن مقدم من شركة تصدير بصورة منفصلة، ما يجعل باب استمرار الصادرات مواربًا، وفق ما نقلته رويترز عن مصدر.
ومقابل هذه الإجراءات، ترى وزارة الخارجية الصينية أن هذه القرارات تستهدف ضرب استقرار سلاسل التوريد العالمية، مشيرة إلى أن واشنطن ترغب في "عزل" بكين.
وتمسّكت الوزارة الصينية بقدرتها على دفع وتيرة التطور، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط وسوائل الغاز الأميركية إلى الصين تتراجع.. ورسوم المواني تهدد التجارة
- إنتاج الإيثان في أميركا يقفز لمستوى قياسي خلال 2024
- صادرات البروبان الأميركية تسجل مستوى قياسيًا لهذه الأسباب (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أبرز 5 مناجم في سوريا.. كنوز وثروات ضخمة
- مخزونات النفط الأميركية تنخفض 2.8 مليون برميل الأسبوع الماضي
- 4 مشروعات ترفع طاقة إسالة الغاز العربية إلى 203 ملايين طن سنويًا بحلول 2030
المصادر..
- تحذير من تأثير القيود الجديدة في الصادرات والأسعار والعوائد، من رويترز.
- رد الصين على قرار وزارة الخارجية الأميركية، من رويترز.