التقارير تقارير الغاز تقارير دورية رئيسية غاز وحدة أبحاث الطاقة

إمكانات إنتاج الغاز الحيوي تقارب تريليون متر مكعب سنويًا.. وهذه أبرز التحديات (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

2025-05-28

0 692

يمتلك الغاز الحيوي والميثان الحيوي إمكانات هائلة غير مستغلة، يمكن أن تؤدي دورًا في خفض الانبعاثات وتحسين إدارة النفايات، إلى جانب دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز أمن الطاقة.

وكشف تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إمكان إنتاج ما يقرب من تريليون متر مكعب سنويًا -أي ما يعادل حاليًا ربع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي- اعتمادًا على مخلّفات عضوية، بأساليب مستدامة.

ولا يُستغل -حاليًا- سوى 5% من إمكانات المواد المستدامة في إنتاج الغاز الحيوي والميثان الحيوي، ما دفع أكثر من 50 دولة إلى إطلاق سياسات جديدة داعمة منذ عام 2020؛ فالغاز الحيوي يتمتع بمزايا فريدة، حيث يمكن استعماله في التدفئة والصناعة وإنتاج الكهرباء.

بينما يشكّل الميثان الحيوي، الذي يُعرَف بالغاز الطبيعي المتجدد، بديلًا للغاز التقليدي، إذ يمكن ضخّه في شبكات الغاز القائمة دون الحاجة إلى تعديلات معقّدة.

الغاز الحيوي يكتسب زخمًا

زاد الاهتمام بالغاز الحيوي عقب الارتفاع الحادّ في أسعار الغاز الطبيعي خلال أزمة الطاقة لعام 2022، ما أدى إلى نمو ملحوظ في استهلاكه.

وحاليًا، يبلغ الإنتاج السنوي من هذا المصدر نحو 40 مليار متر مكعب مكافئ للغاز الطبيعي، ويتركز معظمه في أوروبا والولايات المتحدة والصين، إذ يُستغل في التدفئة وتوليد الكهرباء محليًا.

أمّا الميثان الحيوي، فيشهد نموًا سنويًا يبلغ نحو 20%، إلّا أن إنتاجه العالمي لا يتعدى 10 مليارات متر مكعب فقط، أي 0.2% فقط من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي.

وتوقّع التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء 28 مايو/أيار (2025)، ارتفاع إمكانات الإنتاج المستدام للغاز الحيوي إلى نحو 1.4 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، مع انخفاض متوسط التكاليف بنسبة 20%، نتيجة تحسين المحاصيل وتقدّم التقنيات.

واللافت أن 80% من هذه الإمكانات تتركز في الاقتصادات الناشئة والدول النامية، وتتصدرها البرازيل والصين والهند، حيث يفوق حجم الإمكانات في الهند استهلاكها الحالي من الغاز الطبيعي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي المقابل، تحتلّ الولايات المتحدة الصدارة بين الاقتصادات المتقدمة من حيث الإمكانات، بينما تُعدّ أوروبا الأكثر استغلالًا لقدراتها، إذ تستغل نحو 40% من إمكاناتها المستدامة، مقارنة بأقل من 5% فقط في الهند.

منشأة لإنتاج الغاز الحيوي - الصورة من أغرو آند كيمستري

عوائق تواجه الغاز الحيوي

رغم الزخم وتمتُّع التقنيات وسلاسل التوريد اللازمة لإنتاج الغاز الحيوي بتقييمات عالية فيما يتعلق بأمن الطاقة، ما يزال القطاع يصطدم بتحديات كبيرة، أبرزها العقبات اللوجستية وتعقيد إجراءات الترخيص.

وأوضح التقرير أن هذا الوقود يعتمد على موارد لا مركزية، ما يجعل نقل المواد الخام الضخمة وذات كثافة منخفضة للطاقة أمرًا مكلفًا لمسافات طويلة، ويستلزم إنشاء عدد كبير من المحطات الصغيرة لتحقيق إنتاج وطني مُجْدٍ.

وفي بعض الدول، قد يستغرق الحصول على الترخيص لإنتاجه ما يصل إلى 7 سنوات، مع الامتثال إلى العديد من اللوائح البيئية والمحلية.

كما أن الدمج بين أهداف الطاقة والزراعة وإدارة النفايات، الذي يجعل هذا المصدر جذابًا، يخلق تحديات كبيرة عبر سلاسل قيمة مجزّأة، فضلًا عن عدم وجود نموذج واحد يناسب جميع المشروعات، إذ تختلف الظروف والتحديات حسب الموقع لكل مشروع.

إضافة إلى ذلك، تفوق تكاليف إنتاج الميثان الحيوي نظيرتها في الغاز الطبيعي في العديد من الأسواق، ما يجعل تحقيق تنافس كبير يتطلب دعمًا سياسيًا، أو فرض تسعير للكربون.

وأوضح التقرير أن إمكانات إنتاج الميثان الحيوي عالميًا يمكن أن تزيد 5 أضعاف مقارنة بالإنتاج الحالي، بتكلفة مساوية أو أقل من أسعار الغاز بالجملة.

تعزيز فوائد الغاز الحيوي

لا تقتصر فوائد الغاز الحيوي على توليد الكهرباء، فهو يسهم -أيضًا- في معالجة النفايات وتوفير أسمدة عضوية، بل يمكن دمجه مع الهيدروجين لإنتاج وقود اصطناعي منخفض الانبعاثات.

ومع ذلك، يحذّر التقرير من أن تحقيق الفوائد البيئية مرهون بتطبيق أفضل ممارسات إدارة انبعاثات الميثان، إذ تطلق المنشآت الحالية انبعاثات ميثان تتراوح بين 2% و5.5% من إجمالي إنتاجها، وهي نسب تتجاوز المعدلات في صناعة النفط والغاز.

من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن متوسط الاستثمارات العالمية في الغاز الحيوي والميثان الحيوي قد يقفز من ملياري دولار سنويًا -حاليًا- إلى نحو 15 مليارًا بحلول 2050 في سيناريو السياسات الحالية، بل قد تصل إلى 45 مليارًا في سيناريو التعهدات المعلنة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي الاتحاد الأوروبي وحده، قد يؤدي تطوير هذا القطاع إلى تفادي استيراد ما يعادل 30 مليار دولار من الغاز بين عامي 2024 و2035، مع توفير 200 ألف فرصة عمل، معظمها في المناطق الريفية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..