إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية.. السعودية تتصدر المشهد
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

رغم أن إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية يقتصر على كميات متواضعة من معادن محدودة؛ فإن التحول بات وشيكًا مع تنامي الاستثمارات والأهداف.
وفي قلب هذا التحول، تبرز السعودية والإمارات لاعبين رئيسين لا يكتفيان بالاكتشاف والإنتاج، بل يدفعان بقوة نحو بناء منظومة متكاملة تمتد من التنقيب إلى المعالجة وحتى الشراكات العالمية.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تشير المشروعات المعلنة في منطقة الشرق الأوسط إلى قفزة نوعية في قطاع المعادن الحيوية المتعلقة بالطاقة.
ومن المتوقع أن تبلغ القيمة السوقية لقطاع التعدين نحو 7.5 مليار دولار، في حين قد تصل قيمة عمليات التكرير إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2040.
إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية في 2024
بحسب أحدث البيانات من وكالة الطاقة الدولية، جاء أغلب إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية، مثل النحاس والزنك والبوكسيت، من إيران والسعودية، في حين بقي إنتاج المعادن الأخرى شبه معدوم.
وخلال العام الماضي، استحوذت المنطقة على نحو 2% من إنتاج النحاس العالمي؛ حيث جاءت إيران في المرتبة الأولى لتمثل 1.7%، في حين تشارك السعودية بحصة متواضعة تبلغ 0.3%.
كما تقدر احتياطيات المنطقة بنحو 2.2% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويمثل إنتاج الشرق الأوسط من الزنك نحو 1.3% من الإنتاج العالمي، مع تصدر إيران بحصة 1.2%، في حين أن حصة السعودية تمثل 0.1%، وتبلغ الاحتياطيات بالمنطقة 2.1%.
وتشكل السعودية وحدها مصدر إنتاج البوكسيت في الشرق الأوسط؛ حيث تستأثر بحصة 1.3% من الإنتاج العالمي، كما لا تتجاوز الاحتياطيات المتوافرة في المنطقة 0.6%.
وتسجل إيران والسعودية حضورًا متواضعًا في إنتاج الفضة؛ حيث تستحوذ كل منهما على حصة لا تتجاوز 0.1% من الإنتاج العالمي.
إستراتيجية المنطقة لاستخراج المعادن الحيوية
رغم أن إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية متواضعًا، لكن المنطقة تشهد تقدمًا ملحوظًا في أنشطة الاستكشاف، مع احتمال زيادة الإنتاج في السنوات المقبلة.
وتتصدر السعودية المشهد، معلنةً وجود رواسب ضخمة من الليثيوم والمعادن الأرضية النادرة والذهب والزنك والنحاس، مع تركيز خاص على تطوير قدرات إنتاج الليثيوم.
وخلال شهر يناير/كانون الثاني (2025)، كشفت شركتا أرامكو ومعادن عن مشروع مشترك بقيمة ملياري دولار لاستخراج الليثيوم وتطوير تقنيات الاستخراج المباشر، مع توقع بدء الإنتاج التجاري بحلول عام 2027.
في الوقت نفسه، تدخل سلطنة عمان على الخط من خلال مشروع مزون للنحاس، مع نشاط مكثف للاستكشاف في عدة مناطق.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج سلطنة عمان من الخامات المعدنية وصادراتها بين عامي 2021 و2023:
وعلى الرغم من توسع الاستكشاف المحلي لهذه المعادن؛ فإن دول الشرق الأوسط تُركِّز -حاليًا- على إبرام اتفاقيات التوريد الدولية وتطوير قدرات المعالجة، بدلًا من الاعتماد على إنتاج المواد الخام.
ويتجلّى ذلك في استثمارات تفوق 20 مليار دولار في مشروعات المعادن الحيوية، بقيادة السعودية والإمارات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما تشهد خريطة الاستثمار في المعادن الحيوية بالشرق الأوسط تحولًا يقوده رأس المال الحكومي؛ حيث تستحوذ شركات التعدين الحكومية وصناديق الثروة السيادية على حصص ملكية في مشروعات تعدين عالمية.
وتُظهر الإمارات نموذجًا بارزًا باستثمارات ضخمة في تكرير المعادن ومواد البطاريات ومبادرات الاقتصاد الدائري، إلى جانب توسيع نفوذها عبر موانٍ حيوية في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
سياسات المعادن الحيوية في الشرق الأوسط
من جهة أخرى، يتجه الشرق الأوسط نحو ترسيخ موقعه في سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الحيوية، عبر استثمارات مباشرة وشراكات دولية غير مسبوقة.
فقد خصصت السعودية 182 مليون دولار لتحفيز عمليات استكشاف المعادن، وأطلقت منتدى "مستقبل المعادن" في 2021 لدعم أهداف رؤية 2030.
في المقابل، توسعت الإمارات في بناء تحالفات دولية؛ أبرزها شراكة بقيمة 1.9 مليار دولار مع الكونغو الديمقراطية، وشراكة استثمارية مع كينيا بقيمة 500 مليون دولار.
أما قطر؛ فقد دخلت المشهد من بوابة الاستثمارات السيادية، مع التزامها بضخ 180 مليون دولار في شركة تيك ميت (TechMet) وهي ذراع استثمارية تدعمها مؤسسة تمويل التنمية الأميركية.
موضوعات متعلقة..
- من يفوز بسباق المعادن الحيوية في الشرق الأوسط؟ (تقرير)
- المعادن الحيوية في أفريقيا.. خريطة الإنتاج والاحتياطيات
اقرأ أيضًا..
- قدرة إعادة التغويز العالمية تتجاوز مليار طن سنويًا.. ومعدل الاستعمال دون 40%
- كم تنتج حقول النفط في البحرين يوميًا؟ (تقرير)
- إنتاج مصر من النفط الخام يهبط لأقل مستوى في 50 عامًا
المصدر..