تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

قطاع النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو يترقب نتائج أكبر عطاء في التاريخ

الدولة تأمل تحقيق اكتشافات غاز باحتياطيات 60 تريليون قدم مكعبة

أسماء السعداوي

بعد نحو شهر، سيُغلَق الباب أمام أحدث عطاءات منح تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو التي تعوّل عليها الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لزيادة الإنتاج والصادرات.

وفُتح الباب أمام قبول طلبات المشاركة في يناير/كانون الثاني (2025)، ومن المقرر إغلاقه في مطلع يوليو/تموز المقبل، على أن تُعلَن النتائج في بداية أكتوبر/تشرين الأول، بحسب آخر تحديثات قطاع النفط والغاز العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ووصف تحليل حديث الجولة بأنها الأكبر بتاريخ قطاع النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو على الإطلاق؛ إذ تسعى لإطلاق العنان لموارد الهيدروكربونات بالمناطق البحرية على الحدود، بعد أن فشلت جولتان في عامي 2021 و2022 بجذب مستثمرين، وهو ما تحاول تجنُبه بتقديم امتيازات في العقود الجديدة.

وأعرب وزير الطاقة سستيوارت يونغ عن أمله في أن تُثمر أعمال التنقيب الجديدة بتحقيق اكتشافات غاز باحتياطيات 60 تريليون قدم مكعبة؛ إذ إن الاحتياطيات القابلة للاستخراج أقل من 12 تريليون قدم مكعبة، كما انخفض إنتاج الغاز خلال العام الماضي (2024) إلى 2.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في المتوسط.

التنقيب عن النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو

تشمل أحدث عطاءات النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو طرح 26 مربعًا بالمياه العميقة قبالة السواحل الشرقية والشمالية من البلاد، وعلى مساحة 29 ألفًا و177 كيلومترًا مربعًا.

وسيكون اختيار العروض المقدّمة بناء نظام النقاط الشامل لتقييم عوامل مختلفة حاسمة تشمل تقاسم أرباح الإنتاج ومكافآت التوقيع (مدفوعات الشركات المختارة للحكومة عن توقيع عقود منح الامتياز).

منصة نفطية في ترينيداد وتوباغو
منصة نفطية في ترينيداد وتوباغو- الصورة من موقع شركة "ترينيتي" للتنقيب والإنتاج

وبعد إعلان الفائزين، ستحكم عقود تقاسم الإنتاج العلاقة مع الحكومة، حيث تضمن إجراء الأعمال وفق المعايير الدولية وحصول الأطراف كافة على الحصة العادلة من إيرادات استخراج النفط والغاز وبيعهما.

وعلى مدار 10 أعوام، ستكون مدة عقد التنقيب مقسّمة على 3 مراحل، مع إمكان تمديد لمدة 25 عامًا إضافية بشرط تحقيق اكتشاف نفط أو غاز بكميات تجارية.

ومن المتوقع بدء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد لمساحة 6 آلاف و500 كيلومتر مربع في حوض توباغو (Tobago) قريبًا.

كما شهدت البلاد أنشطة مسح زلزالي مكثفة، كان أبرزها بين عامي 2014 و2015، عندما أجرت شركة وودسايد الأسترالية (Woodside) مسحًا ثلاثي الأبعاد لمساحة 20 ألفًا و977 كيلومترًا مربعًا.

وبحسب التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة، كان مسح "وودسايد" الأوسع نطاقًا في الجزء الغربي من الكرة الأرضية على الإطلاق.

وتستهدف الحكومة تحسين فهم مواقع التنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة، وتعزيز جولة العطاءات لهذا العام، إذ تروّج الدولة لنفسها بوصفها خيارًا تنافسيًا وجاذب جيولوجيًا أمام شركات الطاقة الباحثة عن فرص بحرية جديدة.

عطاءات النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو

ستكون جولة عطاءات النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو المقرر إعلان نتائجها في الربع الأخير من 2025 هي الأكبر في تاريخ البلاد، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن تحليل لمنصة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).

وإذ نجحت الجولة في جذب المستثمرين -كما تأمل السلطات-، فإنها ستضيف احتياطيات جديدة، وستدفع الابتكار قدمًا، وتدعم أمن الطاقة على المدى الطويل.

وجاءت أبرز سمات مواقع العطاء الجديد كالتالي:

  • لم تنجح نصف المربعات المطروحة حاليًا في جذب مستثمرين عند طرحها سابقًا في عامي 2021 و2022.
  • وتقع معظم المربعات في حوض حدودي شهير بشمال شرق الكاريبي، حيث أُعلنت اكتشافات غاز طبيعي، كما يشهد أعمال تطوير حاليًا في حقول تطورها شركة وودسايد وهي "بونغوس 2" و"بيلي 1" و"بوم 1" و"هاي هات 1" و"نوك 1".
  • تشمل الجولة مربعات في حوض توباغو الصاعد ومنطقة كولومبوس (Columbus) في حوض ترينيداد.
  • من بين أهم المربعات المطروحة "تي تي دي إيه غيه 5" وأخرى مجاورة حيث موقع اكتشاف غاز "لو كليرك" في عام 2017، باحتياطيات قابلة للاستخراج تصل إلى 5 تريليونات قدم مكعبة.
  • تضم القائمة أيضًا مربعات عديدة قريبة من مشروع "كاليبسو" (Calypso) في المربع رقم 23 والمربع "تي تي دي إيه إيه 14" الذي من المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأنه في نهاية 2025 أو العام المقبل، باحتياطيات 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
عمال شركة وودسايد في ترينيداد وتوباغو
عمّال شركة وودسايد في ترينيداد وتوباغو- الصورة من الموقع الرسمي

فرص ترينيداد وتوباغو

تأمل الحكومة بأن تفتح أحدث جولة عطاءات النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو فصلًا جديدًا في تاريخ التنقيب عن الموارد بمحاولة إستراتيجية لجذب الاستثمارات الدولية، وبثّ الحياة بأنشطة الإنتاج والتنقيب في منطقة ما زالت تحمل إمكانات واعدة.

وعلى نحو خاص، تستهدف الجولة إطلاق العنان للموارد في المناطق الأقل تطويرًا بالمناطق الحدودية؛ إذ إن المواقع بالمياه العميقة ما زالت متخلّفة بشكل كبير عن ركب التطوير.

ومنذ 2021، تطرح الحكومة كل عام جولات عديدة للمنافسة على منح تراخيص النفط والغاز، وثمة تأخيرات في إبرام العقود لمدّة وصلت إلى عام، لكن ظهرت علامات على الرغبة في تحسين الفرص الاستثمارية

ولتحسين استغلال تلك الفرص، دعا التقرير إلى اتّباع الخطوات التالية:

  • إضافة بنود مالية تنافسية في العقود لجذب المستثمرين مثل الحوافز الضريبية والمرتبطة بالإتاوات.
  • تحسين الكفاءة التنظيمية عبر تيسير العمليات وتحسين التواصل بما يقلل الوقت والتكاليف عند منح التراخيص.
  • رسم مسار تنموي واضح يحمل مواعيد زمنية ومحطات محددة تمنح المستثمرين الثقة لضخّ أموالهم في المشروعات طويلة الأمد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تفاصيل جولة عطاءات التنقيب عن النفط والغاز في ترينيداد وتوباغو من "إس آند بي غلوبال"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق