أول مشروع لنقل الكهرباء تحت سطح البحر في الشرق الأوسط يحرز تقدمًا
دينا قدري

يتقدم أول مشروع لنقل الكهرباء تحت سطح البحر في الشرق الأوسط بخطى ثابتة نحو بدء التشغيل، في إطار السعي المستمر لخفض انبعاثات الكربون.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكملت شركة جان دي نول (Jan De Nul) تركيب جزء من خطوط مشروع لايتنينغ، الذي من المُقرر أن يربط عمليات شركة أدنوك البحرية بشبكة الطاقة النظيفة البرية التابعة لشركة طاقة.
وتوصلت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) إلى الإغلاق المالي للمشروع بقيمة 3.8 مليار دولار في سبتمبر/أيلول 2022.
وأُعلِن لاحقًا أن المشروع -الذي يُوصَف بأنه الأول من نوعه لخطوط التيار المستمر عالي الجهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- سيبدأ العمل في عام 2025.
تفاصيل مشروع نقل الطاقة المتجددة
بموجب العقد، الذي يُوصف بأنه أكبر عقد لتركيب الخطوط في تاريخها، تتولى شركة "جان دي نول" مسؤولية تصميم وتركيب ودفن وحماية مجموعتين من الخطوط البحرية بطول يقارب 1000 كيلومتر، بين جزيرتي الغلان وداس في الخليج العربي ومحطتي التحويل البريتين في المرفأ والشويهات في أبوظبي، لنقل كهرباء الطاقة المتجددة.
في تقرير نتائجها المالية لعام 2024، كشفت شركة "جان دي نول" أنها ركّبت 3 خطوط، يبلغ طول كل منها 140 كيلومترًا، بالإضافة إلى دفن جزء منها في قاع البحر وتغطية الجزء الآخر بالصخور لحمايته.
كما أفادت الشركة أنها ركّبت 23 خط أنابيب في جزيرة الغلان لسحب الخط إلى البر، وفق المعلومات التي نقلتها منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
ويتولى تحالف يضم شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو)، وشركة كيوشو للطاقة الكهربائية (كيودن)، وشركة كهرباء فرنسا (إي دي إف) بناء نظام النقل، وسيمتلكه ويشغّله بالشراكة مع شركتي أدنوك وطاقة، على أن يُعاد المشروع بالكامل إلى أدنوك بعد 35 عامًا من التشغيل.
ومن جانبها، توفر شركة هيتاشي إنرجي (Hitachi Energy) 4 محطات تحويل لوصلتي التيار المستمر عالي الجهد، بين المرفأ والغلان، وبين الشويهات وداس.

أول مشروع لنقل الكهرباء تحت سطح البحر
بقدرة 3.2 غيغاواط، يُعدّ مشروع لايتنينغ أقوى حل لتوليد الكهرباء من الشاطئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى الآن، وأول حل لتوليد الكهرباء من التيار المستمر عالي الجهد من الشاطئ خارج المياه النرويجية.
الغرض الرئيس من ربط خط التيار المستمر عالي الجهد هو تشغيل عمليات الإنتاج البحرية لأدنوك وإزالة الكربون منها، وذلك من خلال استبدال مصدر كهرباء بري صديق للبيئة الكهرباء البحرية الحالية للشركة، ما يُقلل من تأثيره البيئي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى دعم هدفها المتمثل في إزالة الكربون من عمليات الإنتاج البحرية.
من المتوقع أن يسهم المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية لعمليات "أدنوك" البحرية بأكثر من 30% عبر تغيير مولدات الكهرباء الحالية، التي تعتمد على توربينات الغاز، إلى مصادر أكثر استدامة عبر شبكة كهرباء أبوظبي البرية التي تشغّلها شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو) التابعة والمملوكة بالكامل لشركة "طاقة".
وتمتلك كل من "أدنوك" و"طاقة" حصة بنسبة 30% لكل منهما في المشروع، في حين يمتلك شركاء ائتلاف تقوده "كيبكو" مجتمعَين حصة 40% في المشروع على أساس التشييد والتملك والتشغيل والنقل (BOOT).
ونظرًا لارتفاع أسعار الفائدة وقت إتمام التمويل، تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 3.8 مليار دولار مقابل 3.6 مليار دولار، التي أُعلِنَت في 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
خفض الانبعاثات في الإمارات
في وقتٍ سابق، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لأدنوك، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "يؤكد إتمام تمويل هذا المشروع الإستراتيجي قدرة أدنوك على هيكلة وإتمام صفقات مبتكرة ومرنة، تسهم في ضمان مستقبل منخفض الكربون، وذلك ضمن جهودنا المستمرة للحدّ من الانبعاثات في مجال العمليات".
وتابع: "يسهم هذا المشروع المبتكر في دفع جهود خلق القيمة لإمارة أبوظبي بصورة مسؤولة ومستدامة، كما يرسّخ مكانة دولة الإمارات وجهةً جذابة وموثوقة لاستثمارات رؤوس المال العالمية".
كما قال: "بصفتها مزودًا مسؤولًا وموثوقًا لإمدادات الطاقة منخفضة الكربون، تستمر أدنوك بالعمل مع شركائها لتطوير حلول عملية ومجدية تجاريًا تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية"، بحسب ما جاء في بيان صحفي نشرته أدنوك عند إتمام تمويل المشروع.
من جانبه، صرّح رئيس مجلس إدارة شركة "طاقة" محمد حسن السويدي، قائلًا: "تسهم طاقة بدور حيوي وفعّال في تسريع التحول بقطاع الطاقة في دولة الإمارات، من خلال تقديم محفظة متكاملة من الحلول من شأنها توفير مصادر نظيفة للطاقة لدعم التنمية الاقتصادية".
وأضاف: "يأتي إتمام عملية الإغلاق المالي إنجازًا مهمًا في هذا المشروع الفريد، الذي ستقوم طاقة من خلاله بتزويد مرافق أدنوك البحرية بإمدادات طاقة منخفضة الكربون بطرق آمنة وفعّالة من خلال نظام شبكة نقل الكهرباء التابع لشركة ترانسكو".
وتابع: "تواصل مجموعتنا إثبات قدرتها على الاستفادة من خبراتها الواسعة لإزالة الكربون من قطاع الطاقة، وذلك بالاعتماد على بناء الشراكات الإستراتيجية وإضافة القيمة لأصحاب المصلحة".
موضوعات متعلقة..
- تطورات جديدة في مشروع أدنوك لنقل الكهرباء تحت سطح البحر
- مشروعات نقل الكهرباء في أفريقيا الممولة خارجيًا تُقدّم حلولًا للمحطات المتعثرة (تقرير)
- 3 طرق لحماية أنظمة نقل الكهرباء من الاضطرابات المناخية القاسية
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: سوء بيانات أسواق النفط يتفاقم مع عقوبات ترمب ورسومه الجمركية
- مناورة الغاز الإسرائيلي ورفع الأسعار.. تحرك عاجل من مصر
- أبرز 5 مناجم في موريتانيا.. حقائق وأرقام تكشف عن كنوز الثروات التعدينية
- توليد الكهرباء من حركة الإنسان عبر شريط لاصق.. ابتكار جديد
المصادر:
- تطورات أول مشروع لنقل الكهرباء تحت سطح البحر في الشرق الأوسط من منصة "أوفشور إنرجي"
- إتمام تمويل أول مشروع لنقل الكهرباء تحت سطح البحر في الشرق الأوسط من الموقع الرسمي لشركة أدنوك