رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

مركز جديد لإنتاج الهيدروجين في أوروبا.. كيف يتحول بعيدًا عن الفحم؟

دينا قدري

يجذب مركز جديد لإنتاج الهيدروجين في أوروبا اهتمام كبرى الشركات العالمية، في ظل السباق المحتدم للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، من أجل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وتسعى أكبر منطقة لتعدين الفحم البني في أوروبا إلى إنشاء المنطقة الصناعية الأكثر إثارةً في القارة، بعد اتخاذ قرار بترك الفحم في باطن الأرض.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تشهد منطقة حوض التعدين على نهر الراين (Rheinisches Revier)، في ولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية، تحولًا غير مسبوق.

وتتطور هذه المنطقة -مركز الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة- لتصبح مركزًا حقيقيًا لإنتاج الهيدروجين ومبيعاته؛ إذ ستحقق إنتاجًا محايدًا تمامًا للمناخ في السنوات المقبلة.

ومن ثم، سيكون الهيدروجين الوقود الرئيس للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مع توقعات بأن ينمو الطلب على هذا المصدر النظيف للطاقة بشكل كبير في السنوات المقبلة.

منطقة حوض التعدين على نهر الراين

تقع منطقة حوض التعدين على نهر الراين في قلب أوروبا، وتوفر سلسلة قيمة متطورة للغاية؛ ما جعل العديد من الشركات العالمية يتخذها مقرًا لها، بما يمدّ المنطقة بالخبرات العالمية في صناعة الهيدروجين.

وتُعدّ الأبحاث العملية المتطورة، والشركاء الصناعيون المرموقون، والبنية التحتية المتطورة، عوامل مُسهِمة بقوة في تطوير هذه المنطقة، لا سيما عند اقترانها بأدوات تمويل سخية.

وفي عام 2022، أكدت دراسة أن منطقة حوض التعدين على نهر الراين لا تتمتع بإمكانات هائلة لمبيعات الهيدروجين فحسب، بل تتمتع أيضًا بسلسلة قيمة رائعة.

منطقة حوض التعدين على نهر الراين
إحدى الباحثات في مجال الهيدروجين - الصورة من الموقع الرسمي لمنطقة حوض التعدين على نهر الراين

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ترتبط منطقة حوض التعدين على نهر الراين بشبكة أنابيب الهيدروجين في شمال الراين-وستفاليا، وهي الأطول في ألمانيا.

وتُصنّع الشركات هناك أجهزة التحليل الكهربائي، وخزانات التخزين العازلة، والضواغط، ومحطات التعبئة، بل وتُطوّر تقنيات تشغيل الهيدروجين.

وتُبنى حاليًا أكبر منشأة للتخزين بناقلات الهيدروجين العضوي السائل (LOHC) في العالم في كيمبارك دورماغن، كما أن أقوى جهاز تحليل كهربائي بتقنية تبادل البروتون (PEM) في أوروبا قيد الإنشاء بحديقة شل للطاقة والكيماويات في راينلاند.

مشروعات الهيدروجين في ألمانيا

تستمر قائمة مشروعات الهيدروجين الرائدة في النمو؛ فعلى سبيل المثال، تعمل اتحادات إقليمية من قطاعي الصناعة والبحث على عمليات الإنتاج المربحة لخلايا الوقود وأجهزة التحليل الكهربائي.

وتُقدّم كل من الحكومات الفيدرالية والمحلية دعمًا سخيًا، وتُظهر أيضًا التزامًا كبيرًا بالهيدروجين بطرق أخرى، كما تعمل مدن ومقاطعات منطقة حوض التعدين على نهر الراين لدمج التدابير في خرائط طريق الهيدروجين، وتجمع الخبرات في مجموعات.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز منطقة حوض التعدين على نهر الراين ببيئة علمية فريدة وموجهة نحو الأعمال، بحسب ما أكدته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight) في تقريرها.

وتمتلك كل من المدرسة العليا التقنية الراينية الوستفالية بآخن (RWTH Aachen)، ومركز أبحاث يوليش (Forschungszentrum Jülich)، معاهد متخصصة في الهيدروجين، وقد رسّختا مكانتهما بصفتهما قائدتين دوليتين تعملان عن كثب في هذا المجال.

كما ينسّق مركز أبحاث يوليش تَجمُّعَ هيلمهولتز للهيدروجين (HC-H2)، الذي يقدّم مشروعات تجريبية كبيرة ويعزز الشراكات، ويمكنه أيضًا أن يكون وسيطًا للتعاون مع المستثمرين.

كهوف الملح لتخزين الهيدروجين

في سياقٍ متصل، أكد تقرير صادر عن الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي (BMWK) أن ألمانيا ستحتاج إلى بناء -أو تحويل- كميات هائلة من كهوف الملح لتخزين الهيدروجين خلال العقود المقبلة، إلّا أن آلية الدعم المطلوبة لم تُحدَّد بعد.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يكمن جزء من المشكلة في عدم اليقين بشأن "فجوة التمويل"، أو الفرق في الاستثمار وما يمكن استرداده من إيرادات بمرور الوقت، مما ستتعيّن تغطيته من أموال الدولة.

تخزين الهيدروجين في كهف ملحي
مشروع تجريبي لتخزين الهيدروجين في كهف ملحي - الصورة من منصة "هيدروجين إنسايت"

وأفاد التقرير الصادر عن الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي بأن كهوف الملح في ألمانيا ستكون كافية لتلبية طلب البلاد على تخزين الهيدروجين في المدى الطويل، وكذلك طلب دول أوروبية أخرى.

ومن المتوقع أن يؤدي التخزين دورًا مهمًا، ليس فقط في ضمان إمداد مستقر بجزيئات الهيدروجين الأخضر للصناعة والنقل، بل أيضًا في تخزين الكهرباء طويل الأمد وتحقيق التوازن الموسمي للطاقة المتجددة، بحسب ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت".

ويكتسب هذا أهمية خاصة في ألمانيا، التي شهدت فترات من الركود الاقتصادي، حيث ينخفض إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحتاج الشبكة إلى دعم من مولدات الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. مركز الهيدروجين في أوروبا يتحول بعيدًا عن الفحم من منصة "هيدروجين إنسايت"
  2. كهوف الملح لتخزين الهيدروجين في ألمانيا من منصة "هيدروجين إنسايت"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق