رئيسيةأخبار النفطنفط

صادرات نفط جنوب السودان في مأزق جديد.. ومحاولات لتجنّب توقفها

دينا قدري

تواجه صادرات نفط جنوب السودان مأزقًا جديدًا، من شأنه أن يُوقف الشحنات عبر الأراضي السودانية؛ ما استلزم تحركًا عاجلًا لحل الأزمة الأخيرة.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت دولة جنوب السودان أنها تُجري محادثات مع السودان لمنع توقف صادرات النفط التي تمر عبره.

وتهدف هذه المحادثات إلى إلغاء التوجيه الأخير الذي أصدرته الخرطوم، والذي طلب من شركات تشغيل النفط الاستعداد لوقف الصادرات.

وتعتمد جنوب السودان، وهي بلد غير ساحلي، بصورة كبيرة على جارها الشمالي في صادرات النفط الخام؛ وتشكل عائدات النفط أكثر من 90% من ميزانية جنوب السودان.

محادثات لمنع توقف صادرات نفط جنوب السودان

علّق وكيل وزارة النفط في جنوب السودان، دينق لوال وول، على أزمة توقف صادرات البلاد النفطية، قائلًا: "نعم، كانت هناك مشكلات في الأيام القليلة الماضية، لكن التدخل رفيع المستوى من جميع الجهات المعنية يُحرز تقدمًا واعدًا".

وأضاف وول: "نجري الآن محادثات مع نظرائنا في السودان لمواصلة الصادرات، بدلًا من توجيه شركات تشغيل النفط بالاستعداد لوقف التصدير".

وأشار وكيل وزارة النفط إلى أنه جرى التوصل إلى تفاهم لمواصلة إنتاج النفط وشحناته عبر السودان، متجاوزًا حالة عدم اليقين التي أعقبت الهجمات الأخيرة بطائرات دون طيار على ميناء بحري سوداني، وفق التصريحات التي نقلتها منصة "سودان تريبيون" (Sudan Tribune).

كما قال وول: "من الجيد أننا على دراية تامة بكيفية التعاون مع جميع الأطراف المعنية لمنع توقف النفط".

وكان وول قد أفاد اليوم الخميس (15 مايو/أيار 2025) بأن إنتاج جنوب السودان من النفط الخام تضاعف 3 مرات تقريبًا ليصل إلى 170 ألف برميل يوميًا بعد استئناف صادرات مزيج دار من السودان أواخر الشهر الماضي.

وأضاف وول أن إنتاج مزيج خام جنوب السودان الثقيل الحلو قد عاد إلى مستويات ما قبل الإغلاق، والبالغة نحو 110 آلاف برميل يوميًا، وفق ما نقلته منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).

أسباب توقف صادرات نفط جنوب السودان

كان السودان قد وجّه شركات النفط إلى بدء إغلاق خط الأنابيب الذي ينقل صادرات نفط جنوب السودان، في خطاب رسمي بتاريخ 9 مايو/أيار 2025، موقعًا من وكيل وزارة الطاقة والنفط السودانية محيي الدين نعيم محمد سعيد، إلى نظيره بوزارة النفط في جنوب السودان، دينق لوال وول.

هجمات في السودان
انفجارات في الميناء الجنوبي لمدينة بورتسودان - الصورة من وكالة الأناضول

وأفادت نسخة من الخطاب بأن الهجمات المستمرة في السودان تسبّبت في "خسائر فادحة في الاقتصاد الوطني والمستثمرين الأجانب على حد سواء"، مشيرة إلى ما يقرب من 18 شهرًا من الإنتاج المؤجل والتكاليف المرتبطة بإعادة تشغيل حقول النفط وأنظمة النقل.

وأرجعت الحكومة السودانية هذه الخطوة إلى الهجمات الأخيرة بطائرات دون طيار على البنية التحتية المدنية، التي قالت إنها استهدفت منشآت نفطية وأثرت في قدرة السودان على إدارة عمليات التصدير، وفق المعلومات التي نقلتها منصة "سودان تريبيون".

وعلى وجه التحديد، تناولت الرسالة بالتفصيل هجومًا بطائرة دون طيار في الساعات الأولى من يوم 9 مايو/أيار على محطة الضخ رقم 5 التابعة لشركة بترولاينز للنفط الخام بيتكو (PETCO) في الهودي، الذي أسفر، بحسب التقارير، عن "أضرار جسيمة".

وحذرت الوزارة من "خطر كبير جدًا" على عمليات التصدير، مشيرةً إلى الدور المحوري للمحطة.

وأشارت -أيضًا- إلى هجوم بطائرة دون طيار في 8 مايو/أيار على مستودع ديزل في ولاية النيل الأبيض تستعمله شركة البشاير لخطوط الأنابيب بابكو (BAPCO) لعملياتها.

وأوضح الخطاب أن "المواني والمطارات التي كانت تستعملها بيتكو وبابكو لاستيراد مواد أساسية لديها حاليًا شحنات معلقة من المواد الكيميائية الحرجة التي لا تستطيع تسلمها"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما ذكر أن الهجمات على محطات الكهرباء الفرعية تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في المحطات البحرية؛ ما أثر في قدرتها على تحميل النفط الخام في وقت واحد، وأن الهجمات على مستودعات الوقود تهدد بنقص حاد في الوقود لأنظمة النقل.

ونتيجةً لذلك "وجّه السودان شركتيّ بيتكو وبابكو لتقديم خريطة طريق سريعة تُمكّننا من إغلاق المنشآت"، حسبما جاء في الخطاب، مُضيفًا أن الخطة ستُنفّذ إذا استمرت الهجمات التي تُعرّض المنشآت للخطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. محادثات لمنع توقف صادرات نفط جنوب السودان من منصة "سودان تريبيون".
  2. تعليمات بوقف صادرات نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية من منصة "سودان تريبيون".
  3. إنتاج جنوب السودان من النفط الخام من منصة "آرغوس ميديا".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق