أخبار الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في الدنمارك تعود إلى الواجهة.. وزير يكشف التفاصيل

أسماء السعداوي

تقترب محطات الطاقة النووية في الدنمارك من العودة إلى الإسهام في مزيج توليد الكهرباء لدى الدولة الاسكندنافية الواقعة شمال أوروبا.

وفي تحول كبير، كشف وزير المناخ والطاقة والمرافق، لارس آغارد، عن مقترح لإلغاء الحظر المفروض منذ 40 عامًا على مفاعلات الطاقة النووية، حسب آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي عام 1985، مرّر البرلمان الدنماركي قرارًا بعدم بناء محطات الطاقة النووية بعد تزايد معارضتها، كما تحظر القوانين استعمالها في التخطيط أو الربط بشبكة الكهرباء.

وبحسب الوزير، تستهدف الخطوة تحقيق أمن الطاقة، وتجنّب حالات انقطاع الكهرباء، كما حدث في إسبانيا والبرتغال خلال شهر أبريل/نيسان الماضي (2025).

محطات الطاقة النووية في الدنمارك

رفض وزير المناخ والطاقة في الدنمارك، لارس آغارد، فكرة العودة إلى استعمال تقنيات الطاقة النووية التقليدية المحظورة قبل 40 عامًا.

وتراجعت شعبية المفاعلات النووية التقليدية بعد حادثة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا خلال عام 1986، وكارثة فوكوشيما في اليابان في عام 2011.

وأشار آغارد إلى المفاعلات المعيارية الصغيرة، وهي بديل أصغر حجمًا وأرخص من حيث التكاليف وأسرع في التنفيذ، على عكس المفاعلات التقليدية التي يستغرق بناؤها عقودًا.

وزير المناخ والطاقة في الدنمارك لارس آغارد
وزير المناخ والطاقة في الدنمارك لارس آغارد - الصورة من منصة "recharge news"

ورغم جذبها استثمارات كبيرة، ما زالت تقنية المفاعلات المعيارية في مراحل التصميم أو تنتظر موافقات جهات التنظيم حول العالم.

"لكن معرفة حجم الإمكانات لا تكفي، سنحتاج -أيضًا- إلى معرفة ما يعنيه الأمر للمجتمع الدنماركي"، وفق تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي كلمته أمام البرلمان اليوم الأربعاء (14 مايو/أيار)، قال إن الحكومة ستُجري تحليلًا للمكاسب والعيوب المحتملة لتقنيات الطاقة النووية "الجديدة"، على أن يصدر تقرير في هذا الشأن خلال العام المقبل (2026).

وأوضح أن الدنمارك لا تمتلك خبرة حديثة وكافية في مجال الطاقة النووية، متسائلًا: "هل يمكننا القول بثقة إن هذه التقنية آمنة؟ أين سنصرف النفايات النووية؟ هل السلطات جاهزة إذا حدث خطأ ما؟".

يُشار إلى أن الدنمارك كانت تمتلك مفاعل أبحاث نوويًا خارج العاصمة كوبنهاغن حتى عام 2001، وكان يُستعمل لتخزين النفايات النووية داخله، ثم قرر البرلمان في 2018 إقامة محطة خاصة بحلول عام 2073.

ومن أجل ذلك، يقول الوزير إنه من المهم بدء تحليل إمكاناتها، ومعرفة ما إذا كانت التقنية ستكمل وتدعم المصادر الأكثر التي ستهيمن على مزيج الكهرباء وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأضاف: "بالتأكيد، نعرف أنه لا يمكن اعتماد منظومة الكهرباء على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فحسب".

توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الدنمارك

يؤيد رئيس الوزراء السابق، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أندريس فوغ راسموسن، فكرة رفع الحظر على محطات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الدنمارك.

ووصف الحظر بـ"السخيف"، قائلًا إن طاقة الشمس والرياح جيدة ما دامت الرياح تهب والشمس تشرق، لكن يجب إضافة محطات حمل أساسي لا تعمل بحرق الوقود الأحفوري كالفحم والغاز.

ويُقصد بمحطات الحمل الأساسي (baseload plants) تلك المحطات التي تولّد تيارًا ثابتًا من الكهرباء على مدار الساعة، بغضّ النظر عن الطلب على الشبكة، بحسب قاعدة مفاهيم الطاقة لدى منصة الطاقة المخصصة.

يأتي ذلك بعد إعلان صندوق الاستثمارات الدنماركي "كابيتال 92" (92 Capital) خططًا لجمع 397 مليون دولار لدعم صناعة الطاقة النووية المتقدمة وسلسلة إمدادها.

كما استثمر الصندوق في شركتي المفاعلات المعيارية الصغيرة "بليكالا" السويدية (Blykalla) و"ستيدي إنرجي" الفنلندية (Steady Energy).

وعقب إلغاء الحظر على محطات الطاقة النووية في الدنمارك، ستنضم كوبنهاغن إلى دول أوروبية أخرى تستثمر في التقنية في توليد الكهرباء الخالية من الانبعاثات.

لكن التكاليف تجاوزت الميزانية المقررة في فرنسا والمملكة المتحدة وفنلندا، وعانت الأخيرة بسبب تأخير افتتاح محطة "أولكيلوتو 3" (Olkiluoto 3) لمدة 14 عامًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. الدنمارك تدرس إلغاء حظر الطاقة النووية من وكالة رويترز.
  2. معلومات إضافية من صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق