تخلّت شركة أميركية عملاقة عن مشروعها لتشغيل مصنع صلب بالهيدروجين، والاعتماد على الوقود الأحفوري "المتوفر بسهولة" و"الأكثر اقتصادًا".
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستُجرى "تعديلات جوهرية" على مشروع إزالة الكربون الذي تنفّذه شركة كليفلاند-كليفس (Cleveland-Cliffs)، والذي كان يعتمد بشكل كبير على الهيدروجين.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الصلب الأميركية، لورينكو غونكالفيس، إلى تغيُّر أولويات الطاقة في عهد إدارة ترمب، بوصفها الدافع لإجراء هذه التغييرات.
وصرّح غونكالفيس بأن الشركة تعمل مع وزارة الطاقة الأميركية لاستكشاف تغييرات في نطاق المشروع "لمواءمته بشكل أفضل مع أولويات الطاقة في الإدارة".
تخلّي مصنع صلب عن خطط الهيدروجين
في إطار مشروع تشغيل مصنع صلب بالهيدروجين، كانت كليفلاند-كليفس ستتخلّى عن فرن الصهر بمصنعها في ميدلتاون بولاية أوهايو.
وبدلًا من ذلك، ستلجأ الشركة إلى مصنع حديد مختزل مباشر (DRI) جاهز للعمل بالهيدروجين، بطاقة إنتاجية تبلغ 2.5 مليون طن سنويًا، وفرنين كهربائيين للصَّهر بقدرة 120 ميغاواط، لتغذية البنية التحتية القائمة في الموقع بالحديد المنصهر.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يتطلب إنتاج طن متري واحد من الفولاذ الجاهز نحو 54 كيلوغرامًا من الهيدروجين في عملية الحديد المختزل المباشر.
لذا؛ فإن مصنعًا بهذا الحجم كان سيستهلك نحو 135 مليون كيلوغرامًا من الهيدروجين سنويًا، أو 370 ألف كيلوغرامًا يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا ما تنتجه منشأة هيدروجين أخضر بسعة 700 ميغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، لورينكو غونكالفيس: "سيؤدي هذا التغيير في النطاق إلى مشروع أقل تكلفة بكثير، لا يفترض توافر كميات هائلة من الهيدروجين، بل سيعتمد على الوقود الأحفوري المتوافر بسهولة والأكثر اقتصادًا".
يُذكر أن هذا المشروع حصل على منحة تصل إلى 500 مليون دولار من وزارة الطاقة في عهد إدارة بايدن، كما مُنح 9.5 مليون دولار في سبتمبر/أيلول 2024 لأنشطة المرحلة الأولى، التي شملت التصميم الهندسي الأولي، بحسب ما نقلته منصة "آر بي إن إنرجي" (RBN Energy).
خسائر شركة صناعة الصلب الأميركية
انخفضت أسهم شركة كليفلاند-كليفس بنسبة 15.9% يوم الخميس (8 مايو/أيار 2025)، بعد أن أعلنت خسارة ربع سنوية تجاوزت التوقعات، وقالت، إنها ستوقف بعض المرافق وتقلّص ساعات العمل في مرافق أخرى.
وأعلنت شركة صناعة الصلب الأميركية، يوم الأربعاء (7 مايو/أيار 2025)، خسارة قدرها 483 مليون دولار للأشهر الـ3 الأولى من عام 2025.
ونتيجةً لذلك، أعلنت الشركة عزمها على تقليص أعمالها "غير الأساسية"، والتركيز مجددًا على أعمالها "الأساسية" في صناعة الصلب لصناعة السيارات، بحسب ما جاء في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسرّحت شركة صناعة الصلب مئات الموظفين مؤقتًا، بعد تسجيلها هذه الخسارة الضخمة في الربع الأول من عام 2025، وتعتزم إغلاق مصانعها ذات الأداء الضعيف في عدّة ولايات ضمن إطار جهودها لخفض التكاليف.
وأعلنت الشركة -وهي واحدة من أكبر منتجي الصلب في أميركا الشمالية- تحقيق إيرادات بلغت 4.6 مليار دولار خلال الربع الأول من العام، بزيادة عن 4.3 مليار دولار عن الربع السابق، وفق ما نقلته منصة "كليفلاند" (Cleveland).
ومع ذلك، سجّلت الشركة خسارة معدلة قدرها 456 مليون دولار، وهي أكبر من الخسارة البالغة 332 مليون دولار التي تكبدتها في الربع الأخير من عام 2024.
وأرجع الرئيس التنفيذي لشركة كليفلاند-كليفس، لورينكو غونسالفيس، الخسائر إلى ضعف أداء العمليات، وانخفاض أسعار الصلب في نهاية العام الماضي (2024) ومطلع العام الجاري (2025).
وقال: "نتيجةً لذلك، نتخذ إجراءات حاسمة لتسهيل عملياتنا وتعزيز كفاءتنا.. سيحقق هذا وفورات كبيرة في التكاليف الثابتة، ويعزز تركيزنا على قوّتنا الأساسية: توريد الصلب لصناعة السيارات".
إستراتيجية شركة صناعة الصلب الأميركية
أشاد الرئيس التنفيذي لشركة كليفلاند-كليفس، لورينكو غونسالفيس، في بيانه الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بالرئيس دونالد ترمب، قائلًا، إن الرسوم الجمركية تدعم صناعة الصلب والسيارات الأميركية.
وأضاف أن الشركة حصلت على طلبات أكبر من شركات صناعة السيارات بفضل الجهود الفيدرالية لتعزيز إنتاج المركبات في الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، تُغيّر كليفلاند-كليفس نهجها تجاه ما وصفته بالأسواق "غير الأساسية"، مثل السكك الحديدية، والصفائح عالية الكربون، وفقًا لما صرّح به غونسالفيس.
وتراجعت الشركة عن خططها لإنشاء مصنع لإنتاج المحولات في ويرتون، بولاية فيرجينيا الغربية، الذي كان من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2026، وأن يوفر 600 فرصة عمل.
كما أعلنت كليفلاند-كليفس تغييرات تشغيلية أخرى استجابةً للخسائر، بما في ذلك إيقاف تشغيل 6 منشآت.
وأعلنت الشركة هذا الأسبوع إيقاف العمل بشكل كامل بمنشأتين في بنسلفانيا وواحدة في إلينوي؛ ما أدى إلى تسريح نحو 950 موظفًا بدءًا من 30 يونيو/حزيران تقريبًا.
وفي مارس/آذار 2025، أعلنت شركة تصنيع الصلب خططًا لإيقاف العمليات مؤقتًا في اثنين من مناجمها في مينيسوتا؛ ما أدى إلى تسريح 630 موظفًا مؤقتًا.
بعد ذلك بوقت قصير، أعلنت الشركة إيقاف العمل في منشآت ديربورن ووركس في ميشيغان، حيث من المتوقع تسريح ما يقرب من 600 عامل صلب آخرين، بدءًا من مايو/أيار 2025.
موضوعات متعلقة..
- أكبر شركة حديد وصلب في العالم تتراجع عن دمج الهيدروجين بالصناعة
- استعمال الهيدروجين الأزرق في صناعة الصلب أمل زائف.. لماذا؟ (دراسة)
- نصف شركات إنتاج الصلب الكبرى لا يمتلك أهدافًا للحياد الكربوني 2050 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط الخام العربية خلال أبريل.. 5 دول تشهد انخفاضًا (رسوم بيانية)
- مصر تتعاقد على محطة عائمة لاستيراد الغاز المسال
- شركة خليجية تقتنص صفقة طاقة بقيمة مليار دولار
- الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا.. مشروع جديد يقوده ملياردير أسترالي
المصادر:
- تحول مصنع صلب إلى الوقود الأحفوري بدلًا من الهيدروجين من منصة "آر بي إن إنرجي"
- نتائج أعمال شركة كليفلاند-كليفس من منصة "كليفلاند"
