
من المتوقع أن تتجاوز عقود منصات الحفر البحرية 26 مليار دولار خلال الشهور الـ24 المقبلة، رغم التقلبات الأخيرة في أسعار النفط والغاز.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يظل كبار مقاولي الهندسة البحرية متفائلين بشأن سوق التركيبات تحت سطح البحر.
ويواصل المقاولون بناء عقودهم المتأخرة في جميع أنحاء العالم، بناءً على موافقة شركات الطاقة على مشروعات في أحواض المياه العميقة والمناطق الناضجة، في حين تتوافر المزيد من الفرص من المناطق الحدودية.
ومن أبرز المقاولين الذين يحظون بعقود لصالح شركات نفط وغاز عالمية، شركة سايبم الإيطالية (Saipem)، وشركات تكنيب إف إم سي (TechnipFMC).
مشروعات شركة سايبم تحت سطح البحر
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة سايبم الإيطالية (Saipem) إجمالي عقودها المتأخرة البالغة 32.671 مليار يورو (37.11 مليار دولار) في نهاية مارس/آذار 2025، مدعومةً بطلبات وعقود هندسة وتركيب البنية التحتية تحت سطح البحر لمشروعات النفط والغاز الرئيسة، وارتفاع أسعار منصات وسفن الحفر البحرية.
وبلغ إجمالي عقود شركة سايبم المتأخرة في مجال الخدمات القائمة على الأصول، بما في ذلك هندسة وتركيب وتشغيل البنية التحتية تحت سطح البحر ومشروعات تطوير الحقول الأخرى، نحو 21.053 مليار يورو (23.92 مليار دولار)، و10.384 مليار يورو (11.80 مليار دولار) لناقلات الطاقة، التي تشمل هندسة وإنشاء وتشغيل محطة احتجاز الكربون وتخزينه وأنظمة تحميل السفن.
(اليورو = 1.14 دولارًا أميركيًا).
ومن أبرز العقود في الربع الأول من عام 2025، أعمال الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب (EPCI) للهياكل البحرية، والرافعات، وخطوط التدفق لمشروع إكسون موبيل النفطي المقبل في المياه العميقة، "هامرهيد" في غايانا، بالإضافة إلى أنشطة الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب لإصلاح خطوط الأنابيب البحرية التالفة في قطر لصالح شركة قطر للطاقة.
وتوضح أرقام هذه العقود المتأخرة المستويات العالية المتوقعة لنشاط قطاع التنقيب والإنتاج البحري خلال السنوات القليلة المقبلة، مع تكثيف شركات الطاقة استثماراتها الرأسمالية في مشروعات النفط والغاز، لا سيما في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، بحسب التقرير الذي نشرته منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا" (Riviera Maritime Media).

مشروعات أخرى لمنصات الحفر البحرية
في فبراير/شباط 2025، أكدت شركتا سايبم وصب سي 7 (Subsea 7) اتفاقهما على شروط الاندماج، في صفقة ستُنشئ شركة رائدة في مجال خدمات الطاقة بإجمالي تراكمي قدره 43 مليار يورو (48.85 مليار دولار).
ومن جانبها، تتوقّع شركة تكنيب إف إم سي (TechnipFMC) نموًا قويًا في الطلبات والعقود لعملياتها البحرية في السنوات المقبلة من أحواض النفط والغاز الرئيسة في المياه العميقة والآفاق الجديدة.
وجمعت الشركة طلبات متراكمة بقيمة 14.9 مليار دولار للأنشطة البحرية، في نهاية مارس/آذار 2025، ولديها فرص استثمارية بقيمة 26 مليار دولار على مدى الشهور الـ24 المقبلة.
وحصدت تكنيب إف إم سي العديد من عقود الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب المتكاملة للبنية التحتية البحرية في مشروعات المياه العميقة والأحواض الناضجة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتوقع الشركة الفوز بمزيد من أعمال العقود في هذه المناطق، خاصةً في المناطق البحرية في البرازيل وغايانا والولايات المتحدة، وفي غرب أفريقيا، وبحر الشمال، في الوقت الذي تظهر فيه آفاق جديدة في قبرص والهند وموزمبيق وناميبيا وسورينام.
وخلال الربع الأول من عام 2025، حصلت شركة تكنيب إف إم سي على طلبات بقيمة 2.8 مليار دولار، بما في ذلك عقد الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب من شركة شل لأنظمة الإنتاج تحت سطح البحر في مشروع غاتو دو ماتو للمياه العميقة قبالة سواحل البرازيل، وعقد الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب من شركة إكوينور (Equinor) لتطوير المرحلة الثالثة من حقل يوهان سفيردروب في القطاع النرويجي من بحر الشمال.

عوامل مؤثرة في منصات الحفر البحرية
أوضح رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة تكنيب إف إم سي، دوغ بفردهيرت، أنه من أجل دفع عجلة نمو الأعمال، أعلنت الشركة مؤخرًا تحالفًا إستراتيجيًا مع شركة كيرن أويل آند غاز (Cairn Oil & Gas) لتنفيذ مشروعات مستقبلية في المياه العميقة قبالة سواحل الهند.
وأضاف: "تُبرِز قائمة فرصنا تحت سطح البحر الآن أكثر من 26 مليار دولار من فرص التعاقد الواردة خلال الشهور الـ24 المقبلة، وذلك عند استعمال متوسط قيم المشروعات.. بوضع هذا في الحسبان، فقد نمت قيمة هذه القائمة بنسبة تقارب 20% خلال الشهور الـ12 الماضية، وتمثل الزيادة الفصلية الثالثة على التوالي".
وشدد على أن "مجموعة الفرص المتاحة تحظى بدعم آفاق جديدة متعددة، بما في ذلك غايانا وسورينام وناميبيا وموزمبيق وقبرص، إذ تُقدم جميعها فرصًا طويلة الأجل بدورات تطوير تمتد إلى ما بعد نهاية العقد".
ويتوقع بفردهيرت بعض التأخير في قرارات الاستثمار في المشروعات، بسبب تقلبات أسعار النفط والغاز والتغيرات في الجدوى الاقتصادية للمشروعات، لكنه ما يزال متفائلًا بشأن الطلب على المدى الطويل.
وقال: "ما زلنا نعتقد أن المشروعات البحرية ستظل استثمارًا مفضلًا للمشغلين، إذ تجذب المياه العميقة حصةً متزايدةً من تدفقات رأس المال العالمية، مدفوعةً بتحسّن العوائد الاقتصادية بصورة كبيرة وسهولة الوصول إلى هذه الموارد".
وتابع: "هذا يمنحنا ثقةً مستمرةً في توفير أكثر من 10 مليارات دولار من الاستثمارات البحرية الواردة في عام 2025".
موضوعات متعلقة..
- ركود في سوق منصات الحفر البحرية.. ما الأسباب؟
- منصات الحفر البحرية تنتعش في الشرق الأوسط.. 4 عقود في شهرَيْن
- سوق منصات الحفر البحرية تنتعش في 2024.. وتوقعات بـ"تباطؤ" للعام الجديد (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تقرير أميركي يخفض توقعات أسعار النفط للمرة الثانية على التوالي
- مشروع الغاز المسال في أفريقيا قد يشهد انفراجة خلال 4 أشهر
- ما هو الهيدروجين المسال؟.. وأول مشروع عربي وعالمي لتصديره
- أكبر سفينة كهربائية في العالم.. وزن بطارياتها يتجاوز 275 طنًا (صور وفيديو)
المصدر: