
اتخذت حرب المعادن النادرة بين الولايات المتحدة والصين بُعدًا جديدًا مع انضمام شركة أميركية إلى سوق دولة أفريقية غنية بالموارد.
وتُعدّ الدولة -وهي الكونغو الديمقراطية- المورد الأول في العالم لمعدن الكوبالت المستعمل في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
وتزعم الشركة الأميركية "كوبولد" (KoBold) بأن الكونغو الديمقراطية تفتقر إلى محطات المعالجة والكهرباء اللازمة للإنتاج.
في الوقت نفسه، توجد للصين مصالح كبيرة في الدولة الواقعة وسط أفريقيا؛ إذ تدير شركاتها معظم المناجم هناك في مقابل عدم وجود شركة أميركية كبرى نهائيًا، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومؤخرًا، أعلنت بكين فرض قيود على صادرات 7 معادن أرضية نادرة ردًا على القيود الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب وسط حرب تجارية مستعرة بين القوّتين الاقتصاديتين.
المعادن النادرة في الكونغو الديمقراطية
تختصّ شركة كوبولد ميتالز بنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن ثروات المعادن غير المستغلة.
وتراهن الشركة على الكونغو الديمقراطية لتطوير احتياطيات ليثيوم ضخمة رغم كونها محل نزاع قانوني بين شركتين صينية وأسترالية.

وفي رسالة بعثت بها إلى الحكومة في يناير/كانون الثاني، قالت الشركة، إن تلك الاحتياطيات قادرة على أن تتحول إلى منجم كبير وذي عمر مديد.
وعلاوة على الليثيوم، فإن الكونغو الديمقراطية هي أكبر موردي الكوبالت في العالم، وهما اثنان من المعادن النادرة اللازمة لتحول الطاقة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "كوبولد ميتالز أفريكا" مفيكي ماكايي، إن الشركة جاهزة للبحث عن أصول للاستحواذ، رغم أن تركيزها الرئيس كان ينصبّ على تحقيق اكتشافات جديدة.
وتراهن الشركة على ثروات الكونغو الديمقراطية لدفع الجهود الأميركية في ساحة التنافس مع الصين على المعادن النادرة.
واختارت الشركة مديرًا عامًا لها في البلاد مؤخرًا، وهو بنيامين كاتابوكا، ومن المقرر تعيين المزيد من الموظفين هناك.
كما من المقرر أن تتقدم بطلبات إلى الحكومة للحصول على تراخيص للتنقيب عن الليثيوم والنحاس والكوبالت، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب كاتابوكا، تتطلع الشركة إلى ضخ استثمارات بالمليارات في الكونغو الديمقراطية.
ونجحت الشركة بجمع 537 مليون دولار في آخر جولاتها للتمويل خلال يناير/كانون الثاني، ووصل المبلغ إلى مليار دولار حتى الآن.
وشملت قائمة المستثمرين بها شركة الاستثمارات "بريكثرو إنرجي فنتشرز" (Breakthrough Energy Ventures) التابعة لرجل الأعمال الشهير بيل غيتس، كما يدعم الشركة ثاني أغنى رجال العالم جيف بيزوس وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ.
مصالح مشتركة
يأتي دخول شركة التعدين الأميركية في وقت تسعى فيه الكونغو الديمقراطية إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن المعادن النادرة.
وبحث مستشار الرئيس دونالد ترمب لأفريقيا ماساد بولوس مع رئيس الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسكيدي تطوير اتفاق المعادن بين البلدين، كما رسما طريقًا للمضي قدمًا في تنفيذه، وفق ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وبحسب بولوس، ثمة مباحثات مماثلة مع دول أفريقية مجاورة، وأشار إلى أن دوره يتمثل في تيسير استثمارات القطاع الخاص وتمويلات الحكومة الأميركية في قطاع التعدين.
وأقرّ المستشار الرئاسي بصعوبة تطوير أعمال تجارية في الكونغو الديمقراطية في ظل ارتفاع مؤشر مدركات الفساد.
وبحسب منظمة الشفافية الدولية، فإن الفساد يُضعف الهياكل الحكومية، ويدمّر الموارد الطبيعية، ويقوّض الشفافية في اتخاذ القرارات المرتبطة بالبيئة.
وبعيدًا عن الشركة الأميركية الوافدة حديثًا، هناك العديد من رجال الأعمال الداعمين لقطاع التعدين، ولديهم مصالح بيئية في الكونغو الديمقراطية.
وتعهَّد صندوق بيزوس إيرث (Bezos Earth) بحماية حوض الكونغو عبر تقديم منح بقيمة 110 مليار دولار، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه يحتوي على انبعاثات غازات دفيئة قياسية بسبب تدهور التربة وإزالة الغابات وخسارة التنوع البيئي.
كما تدعم مؤسسة بيل غيتس البرامج الزراعية في المنطقة.
الصين وأميركا في الكونغو الديمقراطية
تدير شركات صينية العديد من المناجم في الكونغو الديمقراطية، وفي المقابل لا توجد شركة أميركية كبرى بالقطاع حاليًا.
وباعت آخر الشركات الأميركية -هي "فريبورت ماكموران" الأميركية (Freeport-McMoRan)- حصتها في منجم نحاس هناك لشركة صينية في عام 2016.
ويزعم المدير العام لشركة كوبولد في البلاد بنيامين كاتابوكا بأن الحكومة مهتمة باستثمارات بعض القوى الغربية للمساعدة في إحداث توازن أمام الصين.
كما تريد المزيد من قدرات معالجة المعادن على أراضيها، إذ تفتقر لمرافق البنية الأساسية اللازمة لذلك.
وعلاوة على ذلك، تكافح شركات التعدين في الحصول على ما يكفي من إمدادات الكهرباء اللازمة لمواصلة العمليات.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فالصين هي صاحبة أكبر احتياطيات من المعادن النادرة في العالم؛ إذ تستحوذ على 44 مليون طن متري من إجمالي الاحتياطيات العالمية البالغة حاليًا 90 مليون طن متري.
وعلى صعيد الإنتاج، تتصدر قائمة أكبر المنتجين في العام خلال العام الماضي بـ270 ألف طن متري، ويشكّل إنتاجها نحو 70% من الإمدادات العالمية، كما تعالج 90% منها.
موضوعات متعلقة..
- تقديرات المعادن النادرة في أوكرانيا تبلغ 15 تريليون دولار.. ترمب يريدها مقايضة (تقرير)
- المعادن النادرة في 3 دول أفريقية قد تنقذ أميركا.. المغرب في المقدمة
- إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية ينعش أنشطة المعادن النادرة
اقرأ أيضًا..
- انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وفرنسا.. محاولات لمواجهة سبب مجهول (القصة كاملة)
- السوق العربية المشتركة.. اجتماع بين 3 دول لبحث المشروع العملاق
- مشروع ضخم لتصنيع الألواح الشمسية في سلطنة عمان
- أدنوك الإماراتية تحصد 1.5 مليار دولار من أول إصدار صكوك للشركة
المصدر: