الطاقة المتجددة في السعودية.. 8 محطات بارزة برحلة التنويع وخفض الكربون حتى 2024
سامر أبووردة

تقف الطاقة المتجددة في السعودية بقلب التحول الوطني نحو مزيج كهرباء متنوع وفعال بيئيًا، مستندة إلى رؤية 2030 التي وضعت الاستدامة في صدارة أولوياتها.
فمع تزايد الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الاعتماد التقليدي على الوقود الأحفوري، باتت المملكة تتحرك بخطى مدروسة نحو توظيف طاقاتها الشمسية والريحية في مشروعات ذات طابع إستراتيجي وطموح عالمي.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات قطاع الطاقة المتجددة في السعودية، أخذت المملكة، منذ إطلاق البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، في توسيع استثماراتها بمجالات الطاقة النظيفة، مقرونة بتطوير بيئة تشريعية وتقنية تحتضن الابتكار وتحفّز الشراكات العالمية.
ولا يستهدف هذا المسار فقط خفض الانبعاثات، بل يسعى إلى تحقيق أمن الطاقة طويل الأجل وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
وتشير الأرقام إلى أن الطاقة المتجددة في السعودية حققت قفزات نوعية بخفض تكلفة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة؛ ما يعزز موقع المملكة بصفتها وجهة تنافسية عالمية في هذا القطاع.
ومن أبرز مظاهر هذا التحول، توسع محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح، والتوجه المتسارع نحو تقنيات الهيدروجين الأخضر واحتجاز الكربون وتخزينه.
ولا يقتصر التقدم على الجانب التقني فقط، بل يشمل خطوات تنظيمية ومؤسساتية أسهمت في ترسيخ حوكمة واضحة لقطاع الطاقة المتجددة، بما يضمن تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية في آنٍ واحد.
الطاقة المتجددة في رؤية السعودية 2030
بدأ المسار رسميًا عام 2017 بإعلان البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وإطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين، يليها تدشين المركز الوطني لبيانات الطاقة المتجددة.
وفي 2018، شيد أول مشروع لتحلية المياه باستعمال الطاقة الشمسية، كما أُسس أول مفاعل أبحاث نووية، ضمن جهود تطوير مزيج كهرباء شامل، وفق ما ورد بالتقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي عام 2019، رُبط أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بالشبكة الوطنية للكهرباء، وتغيّر مسمى وزارة الطاقة بعد فصل قطاعي الصناعة والثروة المعدنية عنها، ما أتاح تركيزًا أكبر على سياسات الطاقة المستدامة.
ثم شهد 2020 تأسيس الجمعية السعودية لاقتصادات الطاقة، وتبنّي مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، في إطار توجيه عالمي لخفض الانبعاثات.
وشهد عام 2021 انطلاقة مشروعات رئيسة مثل محطة سكاكا للطاقة الشمسية، ومشروع محطة سدير للطاقة الشمسية بقدرة 1.5 غيغاواط، إضافة إلى إطلاق منصة "شمسي" لتسريع تركيب الأنظمة الشمسية المنزلية.
محطات في مسار تحول الطاقة
في 2022، أُطلقت شركة الطاقة والمياه "إنوا" ضمن مشروع نيوم، تلاها افتتاح أول مركز للابتكار في مجال الهيدروجين على مستوى المنطقة؛ ما يعزز التكامل بين الطاقة المتجددة في السعودية والتقنيات المستقبلية.
أما عام 2023، فشهد انضمام المملكة إلى المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه، في خطوة تؤكد جدية المملكة بقيادة تحولات المناخ عالميًا.
وتواصل الزخم في 2024 مع تنفيذ 4 مشروعات للطاقة الشمسية ضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وتسجيل أرقام قياسية جديدة في تكلفة الإنتاج.
كما عُدّل اسم هيئة تنظيم المياه والكهرباء إلى "الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء"، وشُغّلت أول سيارة أجرة وحافلة نقل تعملان بالهيدروجين، بالإضافة إلى إطلاق أول مسح جغرافي عالمي لتحديد أفضل مواقع الطاقة المتجددة في السعودية، وهو مشروع غير مسبوق في العالم، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

نحو مستقبل منخفض الكربون
تمثل الطاقة المتجددة في السعودية ركيزة حيوية ببناء مستقبل منخفض الكربون؛ إذ تتكامل مشروعات طاقة الشمس والرياح والهيدروجين مع مبادرات الابتكار والتنظيم.
ومن خلال هذا التحول المنهجي، ترسخ المملكة دورها بصفتها قوة مؤثرة في مستقبل الطاقة العالمية، وتثبت أن الأمن المناخي والاقتصادي يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في السعودية تدعم شبكة الكهرباء بـ12 غيغاواط
- الطاقة المتجددة في السعودية.. أرقام عن أبرز 5 مشروعات (إنفوغرافيك)
- الطاقة المتجددة في السعودية أولوية للصين.. وتعاون وثيق لوضع المملكة بالصدارة
اقرأ أيضًا..
- التحول إلى السيارات الكهربائية.. دراسة تحدد 5 شروط لتوسيع انتشارها
- لتعزيز كفاءة الطاقة في الصناعات الدوائية.. تقنية أردنية بريطانية جديدة
- إضافات سعة طاقة الرياح عالميًا قد تقترب من 1 تيراواط بحلول 2030
المصدر..