رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

إزالة الكربون من ماء البحر.. مشروع بريطاني يقلل الانبعاثات 14 مليار طن سنويًا

محمد عبد السند

شرعت بريطانيا في تنفيذ مشروع تجريبي يستهدف إزالة الكربون من ماء البحر في إطار خُطة أوسع لخفض الانبعاثات الكربونية تحقيقًا لأهداف المناخ، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتعتمد تقنية المشروع المنفذ على الساحل الجنوبي للمملكة المتحدة بتمويل حكومي، على امتصاص الكربون من ماء البحر ومعالجتها لتصبح أكثر حموضةً؛ لينطلق منها بذلك غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُحتَجز بوساطة قشور جوز الهند.

ثم يُعاد ضخ الماء منخفض الكربون في ماء البحر بعد معادلته بمواد قلوية، ليصبح بعدها مستعدًا لامتصاص كمياتٍ أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون.

ويستهدف مشروع إزالة الكربون من ماء البحر تغطية 1% من سطح المحيطات؛ ما يفسح المجال أمام تقليل 14 مليار طن من الكربون سنويًا باستعمال الطاقة المتجددة، علمًا بأن مياه البحر تحوي كمياتٍ من غاز ثاني أكسيد الكربون تزيد بواقع 150 مرة، على نظيرتها الموجودة في الهواء.

مشروع تجريبي

بدأت الجهود الرامية لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من البحر على الساحل الجنوبي لإنجلترا عبر مشروع إزالة كربون تجريبي يحمل اسم سي كيور (SeaCURE) الممول بوساطة الحكومة البريطانية، في إطار جهود رسمية للبحث عن تقنيات جديدة لمكافحة التغير المناخي.

ودخل "سي كيور" حيز التنفيذ بعد أن زادت الآراء التي تفيذ بأن امتصاص الكربون من المحيط من الممكن أن يكون أكثر فاعلية من التقاطه من الهواء.

منشأة في مدينة وايموث لاختبار إزالة الكربون من ماء البحر
منشأة في مدينة وايموث لاختبار إزالة الكربون من ماء البحر – الصورة من "بي بي سي"

سعة امتصاص الكربون

في وجود مصنع تجريبي في وايموث يستهدف الخبراء إثبات صحة الآراء المذكورة؛ وتلقّى مشروع "سي كيور" تمويلات بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (4 مليارات دولار أميركي) من حكومة المملكة المتحدة لاختبار جدوى الاستفادة من سعة امتصاص الكربون الطبيعي من المحيط بهدف المساعدة على مواجهة التغير المناخي.

* (الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا).

ووفق تقارير، تمتص المحيطات قرابة رُبع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن أنشطة البشر، وفق أرقام تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويستهدف مشروع "سي كيور"، وهو أحد المشروعات الـ15 التي تحظى بدعم الحكومة البريطانية لاستكشاف إستراتيجيات إزالة الكربون، تركيزات أعلى من الكربون المذاب في مياه البحر.

ويستكشف فريق الباحثين حاليًا تأثير التقنيات التي ينتهجونها في الأنواع الحية البحرية التي تعتمد على الكربون المذاب؛ وأظهرت النتائج الأولية للدراسة وجود بعض التأثيرات، غير أن الباحثين يعكفون حاليًا على دراسة إستراتيجيات معينة لتخفيف تلك الآثار مثل التخفيف المسبق.

وكشفت تقارير عن أن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي يزيلها المشروع ضئيلة في الوقت الراهن؛ إذ لا تتجاوز 100 طن متري سنويًا على الأكثر؛ ما يعادل تقريبًا البصمة الكربونية لنحو 100 رحلة جوية عابرة للمحيط الأطلسي.

غير أنه نظرًا إلى حجم المحيطات العالمية، يعتقد القائمون على مشروع "سي كيور" أن لديه إمكانات كبيرة في إزالة الكربون من ماء البحر.

منشأة لمعالجة ماء البحر وإزالة الكربون
منشأة لمعالجة ماء البحر وإزالة الكربون - الصورة من "بي بي سي"

14 مليار طن

قال القائمون على مشروع "سي كيور" إنه من الممكن تطوير التقنية الجديدة بهدف إزالة 14 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا إذا جرت معالجة 1% من مياه البحر، بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

ويَستعمِل نظام "سي سيكور" الذي يشبه التقاط فقاعات ثاني أكسيد الكربون من مشروب غازي، الطاقة المتجددة لإزالة الكربون من ماء البحر، ثم يطلق مياه البحر تلك مرة أخرى إلى المحيط؛ حيث تعمل بشكل طبيعي على تجديد ثاني أكسيد الكربون المفقود عن طريق امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.

وتعمل التقنية المبتكرة على سحب مياه المحيط إلى نقطة معالجة على الشاطئ؛ ما يؤدي إلى رفع درجة حموضتها، ويؤدي بدوره إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون المتراكم بشكل طبيعي في صورة غاز.

وبمجرد إطلاقه يُمتَص غاز ثاني أكسيد الكربون ويُعالَج بوساطة قشور جوز الهند المحروقة بهدف زيادة تركيزه؛ ما يؤدي إلى بناء تيار من ثاني أكسيد الكربون الذي يصبح جاهزًا للتخزين الآمن.

وقال عضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وخبير في مجال احتجاز الكربون أوليفر غيدن: "إزالة الكربون مسألة ضرورية إذا كنت ترغب في الوصول إلى الحياد الكربوني ووضع حد للاحترار العالمي"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف غيدن: "التقاط الكربون من مياه البحر هو أحد الخيارات؛ والتقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرةً من الهواء هو خيار آخر، وهناك ما يتراوح بين 15 و20 خيارًا، وفي النهاية فإن استعمال أي من تلك الخيارات يعتمد على التكلفة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق