تشغيل السفن بالطاقة النووية.. تعمل 10 سنوات دون التزوّد بالوقود (فيديو)
دينا قدري

وقّعت 3 شركات اتفاقية جديدة بهدف تشغيل السفن بالطاقة النووية، في إطار الجهود المبذولة لخفض انبعاثات قطاع الشحن، فضلًا عن الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
وأعلنت شركة "ديبلويبل إنرجي" الأميركية (Deployable Energy)، ومجموعة تصميم السفن "سي ترانسبورت" الأسترالية (Seatransport)، تعاونها مع "لويدز ريجستر" البريطانية (Lloyd’s Register) لتطوير توليد الطاقة النووية لأغراض الشحن البحري وتطبيقات أخرى.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تهدف الخطة إلى تسخير قوة تقنية المفاعلات المعيارية الدقيقة (MMR) للسفن.
وتتمتع لويدز ريجستر بخبرة واسعة في مجال الابتكار البحري والنووي، وستقود البرنامج لضمان الجودة والبروتوكولات وجوانب السلامة، بحسب البيان الذي نُشر في 14 أبريل/نيسان 2025.
مفاعلات نووية معيارية دقيقة
تخطّط الشركات لتطوير سفينة إنقاذ بطول 73 مترًا (239 قدمًا)، مزوّدة بما بين مفاعلَيْن و5 مفاعلات نووية معيارية دقيقة (MMR) بقدرة 1 ميغاواط كهربائية.
ويعني استعمال الطاقة النووية للدفع أن السفينة ستتمكّن من العمل لمدّة تصل إلى 10 سنوات دون الحاجة إلى التزود بالوقود؛ أي أنها تستطيع البقاء في البحر لمدة طويلة لمهام الإنقاذ وتقديم المساعدة للمناطق المتضررة.
علاوةً على ذلك، يمكنها -أيضًا- أن تُغذّي عند الحاجة الشبكة الساحلية للمناطق المتضررة بالكهرباء عند رسوها في الميناء.
ويوضح الفيديو الآتي -الذي نشرته شركة سي ترانسبورت- مزايا المفاعلات النووية المعيارية الدقيقة:
ووُضع المفهوم في اجتماع اللجنة الاستشارية الأسترالية الأخير لشركة لويدز ريجستر، حيث وقّع المدير التجاري لشركة لويدز ريجستر في أسترالاسيا، ريمكو هوتينتوت، الاتفاقية مع الأطراف الأسترالية.
(أسترالاسيا هي منطقة تشمل أستراليا وغينيا الجديدة ونيوزيلندا والجزر المحيطة بها).
وقالت المديرة الفنية العالمية لشركة لويدز ريجستر، كلودين شارب باتيل: "مع تقدّم التقنيات النووية نحو التطبيقات البحرية، تتمتع لويدز ريجستر بمكانة فريدة تُمكّنها من المساعدة في تطوير هذه المبادرات.. فنحن نُوظّف خبرتنا الواسعة في مجال السلامة البحرية والنووية؛ ما يُرسي أسسًا متينة لشحن آمن وقابل للتأمين والتطوير يعمل بالطاقة النووية".
وأضافت: "إن خبرتنا الواسعة في مجال المفاعلات المعيارية الصغيرة في قطاع الدفاع تُبرهن التزامنا بالسلامة والابتكار"، بحسب ما جاء في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بطارية نووية أميركية
ضمن الاتفاقية، ستُزوّد شركة ديبلويبل إنرجي الأميركية بطاريتها النووية "يونيتي" قيد التطوير بقدرة 1 ميغاواط، التي يُمكن وضعها في حاوية شحن قياسية بطول 20 قدمًا.
ووفقًا للشركة الأميركية، فإن بطارية يونيتي النووية قادرة على "التفوّق على الديزل من حيث السعر والأداء.. إنها نظام طاقة قابل للنقل، يعمل بنظام التوصيل والتشغيل الفوري".
وأشارت الشركة إلى أن البطارية التي تُطوّرها يُمكن استعمالها في بيئات مُختلفة، مثل: تشغيل مراكز البيانات، والعمليات البحرية، والدفاع، وغيرها من السيناريوهات.
من جانبها، ستُقدّم شركة سي ترانسبورت الأسترالية، تصميم السفينة؛ الذي سيشمل كل شيء بدءًا من المفهوم الأولي، ووصولًا إلى التصاميم الهيكلية المُتقدّمة، وموافقات التصنيف، وتفاصيل الإنتاج، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).
يُذكر أن الشركة الأسترالية تُقدّم خدمات تصميم واستشارات بحرية حول العالم، مُتخصصة في السفن التجارية، بما في ذلك العبّارات، وسفن إعادة الشحن، وسفن الشحن أو العمل، منذ أكثر من 40 عامًا.
الذكاء الاصطناعي يُعزّز الطاقة النووية
في وقت سابق من شهر مارس/آذار 2025، أعلنت شركة لويدز ريجستر البريطانية أنها ستستعمل خدمة مايكروسوفت آزور أوبن إيه آي (Microsoft Azure Open AI) لتحسين العملية التنظيمية للتقنيات النووية.
وأعلنت الشركة البريطانية -آنذاك- أنها ستكون من أوائل المؤسسات البحرية التي تستعمل الذكاء الاصطناعي لسد الفجوة بين التطبيقات الأرضية والبحرية للتكنولوجيا النووية.
كما ستعزّز هذه القدرات نشر الطاقة النووية في التطبيقات البحرية، بحسب ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتؤمن شركة لويدز ريجستر بأن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على اختراق الحواجز التي قد تسمح بإطلاق العنان لإمكانات الطاقة النووية في مجالات الطاقة النووية العائمة، والطاقة البحرية، وتشغيل السفن.
وستعمل قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية في "أزور" على تحليل بيانات التراخيص التاريخية، ما يسمح لمهندسي التراخيص بصياغة وثائق تصاريح جديدة بسرعة أكبر، وجاهزة للمراجعة والتحسين.
كما يمكنها البحث بسرعة عن اللوائح والسوابق وغيرها من المعلومات القيّمة المدفونة في مجموعات البيانات التنظيمية الضخمة.

وكانت لويدز ريجستر قد أصدرت، في يوليو/تموز 2024، تقريرًا شدّد على كيفية تسخير الطاقة النووية لجعل الشحن الخالي من الانبعاثات واقعًا ملموسًا.
وأشار التقرير إلى أن الطاقة النووية لن تُعزّز نطاق ومدة عمليات السفن فحسب، بل ستُطيل أيضًا من دورات حياتها.
ثم وقّعت اتفاقية مع شركتي كور باور (Core Power) وإيه بي مولر ميرسك (AP Moller-Maersk) لإجراء دراسة لفهم اعتبارات السلامة والتنظيم لسفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري تبشر بفوائد بيئية واعدة (تقرير)
- المفاعلات المعيارية الصغيرة قد تحفز قطاع بناء السفن في أميركا (تقرير)
- تسيير سفن الحاويات بالمفاعلات المعيارية الصغيرة
اقرأ أيضًا..
- متى يصل إنتاج النفط والغاز في أميركا إلى ذروته؟.. تقرير يجيب
- واردات الأردن من الغاز المسال في 3 أشهر.. دولة واحدة توفر كل الشحنات
- القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب.. 3 عوامل تدعم جذب الاستثمارات
- الربط الكهربائي بين الجزائر وتونس وليبيا.. هل تتحقق الصفقة الكبرى؟ (مقال)
المصادر:
- توقيع اتفاقية بين 3 شركات لتشغيل السفن بالطاقة النووية من الموقع الرسمي لشركة "لويدز ريجستر".
- معلومات إضافية عن الاتفاقية من منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ".
- استعمال الذكاء الاصطناعي لتحسين التقنيات النووية.