أكبر قاعدة لمفاعلات الطاقة النووية في العالم تحقق إنجازًا مهمًا

دينا قدري

2025-04-15

0 775

شهدت أكبر قاعدة لمفاعلات الطاقة النووية في العالم تقدمًا مهمًا في عمليات الاختبار، بما يضمن اكتمال التشغيل للوحدة الثانية لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكملت الوحدة الثانية من محطة تشانغتشو للطاقة النووية في الصين -الواقعة في أكبر قاعدة هوالونغ-1 في العالم- اختبارًا وظيفيًا حراريًا، استعدادًا لتحميل الوقود وربطها بشبكة الكهرباء الوطنية.

والاختبار الوظيفي الحراري هو عملية تتضمّن رفع درجة حرارة نظام تبريد المفاعل وإجراء سلسلة من الفحوصات، لضمان عمل جميع أنظمة السلامة والتبريد بصورة صحيحة.

ويُحاكي هذا الاختبار -الذي يُجرى قبل تحميل الوقود النووي- ظروف التشغيل الحرارية للمحطة، ويؤكد أن كلًا من الأنظمة النووية والتقليدية تُلبي معايير التصميم.

يُذكر أن الطاقة النووية تُمثل حاليًا 5% فقط من توليد الكهرباء في الصين، وتسعى بكين إلى مضاعفة هذه النسبة إلى 10% بحلول عام 2035، و18% بحلول عام 2060.

مفاعل هوالونغ-1 النووي

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يمثّل مفاعل هوالونغ-1 إنجازًا رئيسًا في تكنولوجيا الجيل الثالث النووية، ويُبرز التقدم الكبير الذي أحرزته الصين في تطوير حلول طاقة محلية متطورة لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء.

وتمتلك المفاعل شركة سي إن إن سي-غوديان تشانغتشو إنرجي (CNNC-Guodian Zhangzhou Energy Company)، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية النووية الصينية (CNNC) التي تمتلك حصة 51%، وشركة تشاينا غوديان كوربوريشن (China Guodian Corporation) التي تمتلك حصة الـ49% المتبقية.

وعلّقت كبيرة مهندسي شركة تشانغتشو إنرجي التابعة للمؤسسة الوطنية النووية الصينية، ماي بينغيون، على الإنجاز الأخير، قائلة: "اكتمل الاختبار التشغيلي للوحدة الثانية في محطة تشانغتشو للطاقة النووية".

وتابعت: "سنمضي قدمًا في تحميل الوقود وتوصيل الشبكة كما هو مخطط له.. وفقًا للجدول الزمني، ستدخل الوحدة الثانية التشغيل التجاري في الربع الأخير من العام الجاري (2025)".

واختتمت ماي تصريحاتها قائلة: "أصبح مفاعل هوالونغ-1 أكثر تقنيات الجيل الثالث النووية انتشارًا في العالم، سواءً قيد التشغيل أو الإنشاء.. هذا يُشير إلى أن التكنولوجيا النووية الصينية وقدرتها التنافسية الشاملة قد وصلتا إلى الصدارة عالميًا".

محطة تشانغتشو النووية

من المقرر أن تتكون محطة تشانغتشو النووية في نهاية المطاف من 6 وحدات، تبلغ قدرة كل منها مليون كيلوواط، لتشكل مركزًا للطاقة واسع النطاق مصممًا لتلبية احتياجات الصين من الكهرباء على المدى الطويل، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).

وفي 1 يناير/كانون الثاني عام 2025، دخلت الوحدة الأولى من محطة تشانغتشو للطاقة النووية رسميًا مرحلة التشغيل التجاري؛ ما يمثّل خطوةً مهمةً في البناء الموسع لمفاعل هوالونغ-1 النووي.

بينما الوحدة الأولى فقط هي التي تعمل تجاريًا حاليًا، تجري أعمال البناء في 3 مفاعلات أخرى على قدم وساق، ما يشير إلى التقدم في التطوير التدريجي للمشروع.

وبمجرد تشغيل جميع الوحدات الـ6 بكامل طاقتها، ستبلغ الطاقة الإجمالية المركبة لمحطة تشانغتشو للطاقة النووية نحو 7.2 مليون كيلوواط، ومن المتوقع أن ينتج كل مفاعل أكثر من 10 مليارات كيلوواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا.

ويُمكن لهذا أن يلبي الإنتاج السنوي والطلب المحلي على الكهرباء لمليون شخص في الدول المتوسطة النمو، وفقًا لما جاء في بيان أصدرته المؤسسة النووية الوطنية الصينية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن يُقلل الإنتاج السنوي للمحطة من استهلاك الفحم القياسي بمقدار 3.12 مليون طن، ويُقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 8.16 مليون طن، وهي فائدة بيئية تُضاهي زراعة أكثر من 70 مليون شجرة سنويًا.

وسيؤدي هذا دورًا حيويًا في دعم جهود الصين للانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون، ما يُساعد على تقليل الانبعاثات مع تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في البلاد من خلال مصادر موثوقة ومستدامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: