الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات قد يتضاعف.. والذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
بحلول 2030
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- من المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات بحلول عام 2030
- استهلاك مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد يتضاعف 4 مرات بحلول 2030
- الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة دفاعية قوية ضد التهديدات السيبرانية
- الذكاء الاصطناعي قد يُسرع الاكتشافات العلمية والابتكارات في قطاع الطاقة النظيفة
يشهد الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات تحولًا هائلًا في عصرنا الحالي، مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن الطلب على الكهرباء لدى هذه المراكز قد يتضاعف ليصل إلى 945 تيراواط/ساعة بحلول 2030.
وسيكون الذكاء الاصطناعي العامل المحوري في هذا النمو المطرد، مع توقعات بأن يرتفع الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بأكثر من 4 أضعاف بحلول 2030.
كما أشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُسهم في تحقيق تقدم مذهل بمجالات مثل الطاقة والبيئة، لكنه قد يتسبّب في نتائج غير متوقعة تؤثر في الاقتصاد.
استهلاك مراكز البيانات من الكهرباء
في عام 2024، استهلكت مراكز البيانات قرابة 1.5% من إجمالي استهلاك الكهرباء العالمي، أي ما يعادل قرابة 415 تيراواط/ساعة، وهو رقم يعكس النمو الكبير في الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
وتشهد هذه المراكز توسعًا غير مسبوق بنسبة 12% سنويًا في آخر 5 سنوات؛ إذ يتراوح استهلاك مراكز البيانات التقليدية من 10 إلى 25 ميغاواط، في حين تتخطى سعة مراكز البيانات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي 100 ميغاواط، وهو ما يعادل استهلاك 100 ألف منزل من الكهرباء سنويًا.
ومع تزايد الطلب على نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، تتسارع الاستثمارات في إنشاء مراكز بيانات ضخمة قادرة على استيعاب هذه التقنيات، ما يؤدي إلى ضغوط هائلة على شبكات الكهرباء المحلية، خاصة في المناطق التي تتركز فيها هذه المراكز.
على سبيل المثال، في أيرلندا تستهلك مراكز البيانات نحو 20% من إجمالي الكهرباء المتاحة، في حين تتجاوز النسبة 10% في 6 ولايات أميركية، وتتصدّرها ولاية جورجيا بنسبة 25%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات سيزداد بمعدل يتجاوز الضعف خلال السنوات الـ5 المقبلة، ويعادل ذلك استهلاك اليابان في الوقت الراهن.
وأضاف أن تأثيرات هذا النمو ستكون ملحوظة في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، إذ ستُسهم مراكز البيانات بنحو نصف نمو الطلب على الكهرباء، كما ستشكّل مراكز البيانات في اليابان أكثر من نصف النمو، أما في ماليزيا فستُسهم بنسبة قد تصل إلى الخُمس.

مستقبل الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات
بحلول عام 2030، يُتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات، ليصل إلى 945 تيراواط/ساعة، ما يمثّل نحو 3% من الإجمالي العالمي.
ويأتي هذا النمو السريع مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتطوير خوادم متخصصة، فمن المتوقع أن ينمو استهلاك الكهرباء من مراكز البيانات بمعدل 15% سنويًا حتى عام 2030، وهو أكثر من 4 أضعاف نمو استهلاك الكهرباء في القطاعات الأخرى.
وعلى الرغم من هذا النمو الملحوظ، ما يزال هناك الكثير من الغموض والشكوك حول مستقبل الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات، خاصة مع تعقيدات قطاع الطاقة الذي يتطلّب أوقاتًا أطول لبناء البنية التحتية اللازمة مقارنة بتطورات قطاع التقنيات السريعة.
وعلى مستوى الاقتصادات المتقدمة، ستُسهم مراكز البيانات بأكثر من 20% من نمو الطلب على الكهرباء حتى عام 2030، ما يُنعش قطاع الطاقة في هذه الدول بعد سنوات من الركود أو انخفاض الطلب، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وسيتطلّب نمو الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات إلى مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة، مع هيمنة للطاقة المتجددة والغاز الطبيعي بسبب التكلفة وتوافرهما في الأسواق الرئيسة.

الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
من المتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا عميقًا في قطاع الطاقة خلال العقد المقبل؛ إذ سيؤدي إلى زيادة هائلة في الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات حول العالم، وفي الوقت ذاته، سيخلق فرصًا كبيرة لخفض التكاليف وتعزيز القدرة التنافسية وتقليص الانبعاثات.
إلا أن الذكاء الاصطناعي لا يخلو من التحديات، إذ تضاعفت الهجمات السيبرانية على مرافق الطاقة 3 مرات في السنوات الـ4 الماضية، ما يفاقم مخاطر أمن الطاقة، في وقت أصبح فيه الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لمواجهة هذه الهجمات.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الطلب المتزايد على المعادن الأساسية اللازمة لتشغيل المعدات في مراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي يُثير مخاوف تتعلّق بالمعروض العالمي المحدود.
كما أوضح أن ارتفاع الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات سيؤدي إلى زيادة الانبعاثات، لكنها ستكون ضئيلة مقارنة بقطاع الطاقة الأوسع، ويمكن تعويضها من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُسهم في خفض الانبعاثات، وتسريع الابتكار في تقنيات الطاقة مثل البطاريات والطاقة الشمسية.
وشدد التقرير على أن الدول التي ترغب في الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي يجب أن تُسرع الاستثمارات في توليد الكهرباء والشبكات، وتحسين كفاءة مراكز البيانات ومرونتها، فضلًا عن تعزيز الحوار بين الحكومات وقطاعي التقنيات والطاقة.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الكهرباء لدى مراكز البيانات يرتفع بالنمو السريع للخدمات الرقمية (تقرير)
- أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة خلال 2025 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- دولة عربية تستورد الغاز المسال لأول مرة.. تفاصيل وموعد تسلّم الشحنة
- خفض توقعات سعة طاقة الرياح الأميركية 40% بسبب سياسات ترمب
- ما أثر انخفاض أسعار النفط في اقتصادات دول الخليج؟ أنس الحجي يجيب
المصادر: