رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

المغرب يستعد لبناء 3 محطات كهرباء تعمل بالغاز

يمضي المغرب قدمًا في خططه لتنويع مزيج الطاقة من خلال التوسع في محطات الكهرباء العاملة بالغاز، في خطوة من شأنها تلبية الطلب المتزايد مع استعدادات المملكة لاستضافة كأس العالم 2030.

ويخطّط المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لطرح مناقصة دولية على الشركات المتخصصة لإنشاء 3 محطات تعمل بالغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، بطاقة إجمالية تتراوح بين 300 و450 ميغاواط.

ويُعدّ المشروع، وفق بيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، جزءًا من إستراتيجية المغرب الهادفة إلى تنفيذ محطات جديدة لإنتاج الكهرباء باستعمال الغاز الطبيعي (دورة مفتوحة أو مركبة) بقدرات من 2 إلى 2.5 غيغاواط بحلول 2027.

ومن المخطط أن تدعم المحطات الجديدة قدرات توليد الكهرباء في المغرب، خاصة تلك التي تعمل بالغاز، والتي تقتصر حاليًا على محطتي تهدارت وعين بني مطهر اللتَيْن تُزَوَّدان بالوقود من خلال الأنبوب المغاربي الأوروبي.

موقع المحطات الجديدة

وقع اختيار المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على 3 مناطق لتنفيذ محطات كهرباء تعمل بالغاز، بقدرات تصل إلى 150 ميغاواط لكل منها.

ستُقام المحطات في 3 مناطق إستراتيجية في المغرب هي كالآتي:

  • عين بني مطهر.
  • القنيطرة.
  • المحمدية.

وجرى اختيار مواقع المحطات الـ3، نظرًا إلى موقعها الإستراتيجي والحاجة إلى معالجة الضغوط الهيكلية التي تؤثر في بعض مناطق شبكة الكهرباء الوطنية، سواء في الجهة الشرقية أو في المناطق الوسطى والشمالية.

محطة كهرباء تعمل بالغاز
محطة كهرباء تعمل بالغاز- أرشيفية

وسيتم تنفيذ المشروع بنظام عقود EPC (التصميم، والتوريد، والبناء)، التي تشمل جميع الخدمات من دراسات تقنية مفصلة، وتوريد المعدات الكهروميكانيكية وتركيبها، وأعمال البنية التحتية، واختبارات القبول، والتشغيل الصناعي.

وستزوّد المحطات بمحركات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو المسال، في دورات بسيطة سريعة التشغيل، مما يُتيح استجابة فورية لتغيرات منحنى الحمل، خاصة خلال ذروة الاستهلاك.

ومن المقرر أن تكون كل محطة قادرة على إنتاج ما بين 100 و150 ميغاواط، موزعة على وحدات متعددة متكررة، مع أنظمة تبريد ملائمة للظروف المناخية المحلية.

محطات الكهرباء العاملة بالغاز

بالإضافة إلى دورها في تأمين الإمدادات، ستحقق محطات الكهرباء العاملة بالغاز كفاءة حرارية تزيد على 45%، مما يوازن بين المرونة التشغيلية وتقليل انبعاثات الكربون بصورة ملحوظة.

وتهدف المحطات الجديدة إلى تعويض تقطع مصادر الطاقة المتجددة، التي تتزايد نسبتها في إجمالي الإنتاج، وسط خطط برفع إسهامها إلى 52% بحلول 2030.

وستوفّر المحطات الجديدة شبكة إنتاج عالية التجاوب، مما يعزّز متانة شبكة الكهرباء في المغرب ابتداءً من 2026، وهو الموعد المقرر لبدء تشغيلها.

ويدعم المشروع إستراتيجية المكتب الوطني الهادفة إلى تنويع مزيج الكهرباء بطريقة مدروسة، مع الجمع بين الغاز الطبيعي عالي الأداء والمتطلبات البيئية، تماشيًا مع التزامات الرباط المناخية الدولية نحو نموذج منخفض الكربون.

الكهرباء في المغرب

تُعدّ زيادة نسبة الغاز في مزيج توليد الكهرباء من أولويات المغرب، إذ إن إستراتيجية الطاقة المعتمدة منذ 2009 تركّز في المحور الأول منها على تعزيز الطاقات المتجددة إلى أكثر من 52% من الطاقة المنشأة في مزيج الكهرباء الوطني بحلول 2030.

ويستهلك المغرب حاليًا 44 تيراواط/ساعة في عام 2023 بنسبة نمو سنوي 4.5% منذ عام 2009، وسط توقعات بزيادة النمو من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية.

ويعمل المخطط الاستثماري لقطاع الكهرباء في المغرب على إضافة 9 غيغاواط من القدرات باستثمارات تصل إلى 9 مليارات دولار (90 مليار درهم) بحلول 2027، وتستحوذ الاستثمارات في الطاقة المتجددة على نحو 75% منها.

وينظر إلى الغاز الطبيعي بصفته عامل دعم لتسريع نمو مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب، إذ يُعطي لمنظومة الكهرباء المرونة للوفاء باحتياجات المستهلكين المتنامية، ويفتح المجال أمام اقتصاد الهيدروجين الأخضر.

يُشار إلى أن واردات المغرب من الغاز في 2024 ارتفعت بنسبة 3%، ما يعادل 25 مليون متر مكعب على أساس سنوي، حسب بيانات جمعتها منصة الطاقة (مقرّها واشنطن).

واستورد المغرب 886 مليون متر مكعب من الغاز عبر الأنابيب خلال 2024، مقابل 861 مليون متر مكعب في العام السابق له (2023).

وتأتي واردات المغرب من الغاز عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي، الذي كان يُستعمل سابقًا في تصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا، قبل أن يتوقف بموجب انتهاء العقد في 31 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021.

تُلبّي واردات المغرب من الغاز نحو 95% تقريبًا من استهلاك البلاد سنويًا، الذي يصل إلى 900 مليون متر مكعب، وتؤمّن الواردات -عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي- الوقود اللازم لمحطتَي كهرباء "تهدارت" و"عين بني مُطهر"، اللتَيْن توفّران نحو 10% من إجمالي الطلب في المغرب، وهي نسبة الغاز في مزيج الكهرباء.

وخلال عام 2023، ارتفعت حصة الغاز بمزيج توليد الكهرباء في المغرب إلى أعلى مستوياتها في 4 سنوات، مع دخول البلاد إلى السوق العالمية للغاز، إذ وقّعت أول اتفاقية شراء لها في 2022 بعد الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر وتوقف خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا.

الإنفوغرافيك الآتي من إعداد منصة الطاقة يستعرض مزيح الكهرباء في المغرب:

مزيج توليد الكهرباء في المغرب خلال 2023

وكان المغرب يعتمد على الجزائر في تأمين الوقود اللازم لمحطتَي الكهرباء العاملتَيْن بالغاز، قبل أن يتوقف ضخّ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، جرّاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدَيْن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق