شركات النفط والغاز تتجه للتنقيب منخفض المخاطر والتكلفة.. دولة عربية في الصورة
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

باتت شركات النفط والغاز في مواجهة مع تحديات غير مسبوقة، في خضم التقلبات الاقتصادية وارتفاع ضغوط الاستدامة.
فقد أدّت القيود المالية المتزايدة وانخفاض أسعار السلع الأساسية، إلى جانب انكماش عدد الأحواض الاستكشافية الواعدة، إلى تغيير طرق استكشاف المناطق الجديدة.
وأوضح تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن تركيز شركات النفط والغاز تحول نحو إستراتيجيات تتمثّل في استكشاف حقول النفط والغاز القريبة من مواقع الإنتاج الحالية أو الاستكشافات التي تقودها البنية التحتية (ILX)، التي تتميّز بأنها منخفضة التكلفة والمخاطر.
وتركز هذه الإستراتيجية على استغلال البنية التحتية الحالية، مثل مراكز الإنتاج وشبكات خطوط الأنابيب؛ ما يتيح للشركات الاستفادة من الاكتشافات الصغيرة التي ما تزال غير مستغلة.
تحول إستراتيجيات شركات النفط والغاز
أظهر التقرير، الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، أن التركيز على الاستكشافات المعتمدة على البنية التحتية ليست إستراتيجية جديدة، لكنها باتت مهمة في الوقت الراهن، إذ تسود أجواء من القلق داخل شركات النفط والغاز نتيجة الضغوط المختلفة.
وتتوقع ريستاد إنرجي نموًا طفيفًا في موازنات التنقيب إلى ما يزيد على 50 مليار دولار هذا العام، وستصبح إندونيسيا والولايات المتحدة والنرويج مراكز رئيسة في هذا القطاع.
وأوضح أن التراجع في آفاق استكشاف المناطق النائية، بالتوازي مع تراجع صناعة النفط عالميًا، وتزايد الضغوط من لوائح الانبعاثات وارتفاع التكاليف، أدى إلى إيجاد بيئة غير مواتية للتنقيب في الحقول الجديدة.
في المقابل، أصبحت الاستكشافات التي تقودها البنية التحتية الخيار الأمثل للعديد من شركات النفط والغاز لتحقيق عوائد سريعة.
فبعد أن وصل الإنفاق على الاستكشافات التقليدية إلى ذروته في عام 2013، مسجلًا أكثر من 117 مليار دولار سنويًا، تراجع هذا الرقم إلى نحو 50 مليار دولار في السنوات الأخيرة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
في الوقت ذاته، تُظهر الاتجاهات الحديثة تزايدًا ملحوظًا في الأنشطة المتعلقة بالاستكشاف المدعوم بالبنية التحتية، الذي يقدم مزايا واضحة مقارنة بالمشروعات التقليدية، أبرزها خفض تكاليف التطوير وتسريع مدة التنفيذ، فضلًا عن انخفاض الانبعاثات.
وأثبتت هذه الإستراتيجية نجاحها مع حفر ما يقرب من 900 بئر استكشافية خلال السنوات الـ5 الماضية، مع تحقيق معدل نجاح يصل إلى 42%، وهو معدل يفوق المعدل العالمي البالغ 32%.

اتجاهات الاستكشافات لعام 2025
بحسب تقرير ريستاد إنرجي، تُعد الاستكشافات المعتمدة على البنية التحتية حجر الزاوية للحفاظ على الإنتاج وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية الحالية.
ومن المتوقع أن تستمر في دفع عجلة الاستكشاف خلال السنوات المقبلة، مع تعزيز الكفاءة وفتح آفاق جديدة للاحتياطيات.
وبحلول عام 2025، تخطّط شركات النفط والغاز لحفر 100 بئر ضمن هذا النوع من الاستكشافات، إذ يُتوقع أن تكون منطقة جنوب شرقي آسيا في الطليعة، تليها أوروبا الغربية وأميركا الشمالية.
وستمتد أنشطة الحفر في جنوب شرقي آسيا عبر 4 دول هي إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند، لتشمل 15 حوضًا مختلفًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أما في أوروبا الغربية فستتركز الأنشطة في النرويج، في حين يُتوقع أن تكون منطقة المياه العميقة في خليج المكسيك الأميركي مركزًا رئيسًا للاستكشافات التي تقودها البنية التحتية خلال العام الجاري.
وتتوزع خريطة الاكتشافات المعتمدة على البنية التحتية والآبار حسب الدول، وكانت ليبيا الدولة العربية الوحيدة في هذه القائمة على النحو الآتي:
- إندونيسيا: 15 بئرًا.
- النرويج: 13 بئرًا.
- الولايات المتحدة: 11 بئرًا.
- أستراليا: 8 آبار.
- بولندا: 6 آبار.
- ماليزيا: 4 آبار.
- البرازيل: 3 آبار.
- ليبيا: 3 آبار.
- كولومبيا: 3 آبار.
- فيتنام: 3 آبار.
موضوعات متعلقة..
- شركات النفط الأوروبية تعيد حسابات تحول الطاقة.. وأخرى عربية ترفع الرهان
- هوامش التكرير تضرب شركات النفط الكبرى في مقتل.. وهذه توقعات 2025
- أغلب شركات النفط والغاز في بحر الشمال لا يخطط للاستثمار بالطاقة المتجددة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حصة الكهرباء النظيفة تكسر حاجز الـ40% لأول مرة
- أكبر حقل غاز في العراق.. 15 تريليون قدم مكعبة بمرمى النيران
- تفاصيل 3 مشروعات أمونيا عربية تنطلق في 2026
المصادر: