توقعات بانخفاض إنتاج الفحم في أميركا.. ما الأسباب؟
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

شهد إنتاج الفحم في أميركا تراجعًا غير مسبوق خلال العقدَيْن الأخيرَيْن، وسط توقعات باستمرار هذا التوجه في المستقبل القريب.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن إنتاج الفحم خلال عام 2023 بلغ 578 مليون طن أميركي (524.25 مليون طن متري)، وهو ما يعادل أقل من نصف الإنتاج الذي تحقّق في 2008، عندما وصل إلى ذروته مسجلًا قرابة 1.17 مليار طن أميركي.
(الطن الأميركي = 0.907 طنًا متريًا)
وأشار التقرير إلى استمرار تراجع إنتاج الفحم في أميركا خلال عام 2024، ليصل إلى 512 مليون طن أميركي (464.38 مليون طن متري)، وسط توقعات بأن يشهد انخفاضات جديدة خلال السنوات اللاحقة.
ووفقًا للبيانات، سينخفض الإنتاج إلى 483 مليون طن أميركي (438.08 مليون طن متري) في 2025، ويستمر في التراجع ليصل إلى 467 مليون طن أميركي (423.57 مليون طن متري) في 2026.
أسباب انخفاض إنتاج الفحم في أميركا
بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الثلاثاء 8 أبريل/نيسان (2025)، فإن انخفاض إنتاج الفحم في أميركا لم يقتصر على نوع معين، بل شمل جميع الأنواع تقريبًا.
وأوضح التقرير أن الفحم يُصنّف حسب محتوى الكربون وعمق الرواسب، على النحو الآتي:
- الفحم الصلب أو الأنثراسيت (Anthracite)، وهو الأعلى في الكربون والطاقة.
- الفحم القاري أو الأسفلتي (Bituminous coal).
- الفحم شبه القاري (Subbituminous coal).
- الفحم البني (Lignite)، وهو الأدنى تصنيفًا.
وسلّط التقرير الضوء على مجموعة من العوامل التي أدّت إلى تراجع إنتاج الفحم في أميركا، وأبرزها:
- ارتفاع تكاليف عمليات التعدين.
- تشديد اللوائح البيئية.
- المنافسة من مصادر أخرى لتوليد الكهرباء، مثل الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة.

إنتاج الفحم في أميركا حسب المناطق
وفقًا لتقرير إدارة معلومات الطاقة، تستخرج شركات التعدين الفحم القاري من حوضي أبالاتشيا وإلينوي، حيث يغطيان مساحات واسعة في شرق الولايات المتحدة.
ويوجد الفحم شبه القاري في مناطق مختلفة بغرب الولايات المتحدة، خصوصًا في حوض باودر ريفر الواقع شمال شرقي وايومنغ وجنوب شرقي مونتانا.
أما الفحم البني فإنتاجه يتركّز في مناطق الغرب الأوسط، وبالأخص في داكوتا الشماليك وتكساس.
ويستخرج منتجو الفحم في الولايات المتحدة الأنواع الـ4، وتُباع عادة إلى محطات توليد الكهرباء لإنتاج البخار عن طريق حرقه.
ويتميّز الفحم القاري بمنطقة أبالاتشيا بخصائص معدنية تجعله مادة أساسية في صناعة الصلب عبر أفران الصهر، إذ صدرت الولايات المتحدة 51 مليون طن أميركي (46.26 مليون طن متري) من الفحم القاري خلال عام 2023، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
من جهة أخرى، تتجه شركات إنتاج الفحم في أميركا إلى بيع الفحم شبه القاري لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم داخل البلاد، مع تصدير جزء من الإنتاج إلى دول آسيوية.
ورغم انخفاض تكاليف التعدين لهذا النوع من الفحم، فإن ارتفاع تكاليف نقله لمسافات طويلة بوساطة السكك الحديدية يحد من قدرته على المنافسة.
أما الفحم البني فيُباع غالبًا لمحطات الكهرباء القريبة من المناجم، إذ يمثّل القرب من الأسواق عاملًا اقتصاديًا حاسمًا بالنظر إلى قيمته الحرارية المنخفضة.
موضوعات متعلقة..
- انبعاثات الغاز المسال الأميركي المُصدر إلى أوروبا أقل من الفحم (تحليل)
- الفحم وتحول الطاقة.. كيف يتحول الوقود الأكثر تلويثًا إلى ثروة للمستقبل؟
- مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند ما تزال في قبضة الفحم
اقرأ أيضًا..
- حصة الكهرباء النظيفة تكسر حاجز الـ40% لأول مرة
- حقل غاز عربي عملاق يواجه أزمة في تصدير أول شحنة.. ماذا يحدث هناك؟
- تفاصيل 3 مشروعات أمونيا عربية تنطلق في 2026
المصادر: