التقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

تفاصيل 3 مشروعات أمونيا عربية تنطلق في 2026

سامر أبووردة

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورًا غير مسبوق في قطاع الطاقة النظيفة، وتتصدّر المشروعات العربية للأمونيا المشهد الاستثماري المقبل، مع استعداد 3 دول عربية لإطلاق مشروعات عملاقة في هذا المجال الحيوي خلال عام 2026.

وتمثّل هذه المشروعات نقلة نوعية في إستراتيجية الدول العربية لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز ريادتها في أسواق الوقود منخفض الكربون على مستوى العالم.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ مشروعات الأمونيا العربية في كل من قطر والإمارات والسعودية من أبرز المبادرات التي تعكس توجه المنطقة نحو استثمار الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، سعيًا لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة، لا سيما في الأسواق الأوروبية والآسيوية.

وتأتي هذه المشروعات امتدادًا لجهود الدول العربية في ترسيخ مكانتها بصفتها لاعبًا رئيسًا في مستقبل الطاقة المستدامة، إذ لم تعد هذه المشروعات مجرد خطط أو رؤى مستقبلية، بل تحولت إلى استثمارات قائمة على أرض الواقع، مدعومة بسياسات تشريعية طموحة، وشراكات دولية واسعة.

وفي هذا السياق، يستعرض هذا التقرير أبرز مشروعات الأمونيا العربية التي ستدخل حيز التشغيل في عام 2026، موزعة على قطر، والإمارات، والسعودية، والتي ستُشكل علامة فارقة في مشهد الطاقة العالمي.

مشروع الأمونيا الزرقاء في قطر

تتصدّر الدوحة قائمة مشروعات الأمونيا العربية المرتقب تشغيلها في 2026، بإطلاقها مشروع الأمونيا الزرقاء في قطر بمدينة مسيعيد الصناعية جنوب الدوحة، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون طن سنويًا، وبتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 1.2 مليار دولار أميركي.

ويمثّل هذا المشروع أحد أكبر مشروعات الأمونيا الزرقاء في العالم، ومن المقرر دخوله مرحلة الإنتاج في الربع الثاني من عام 2026، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وسيتضمّن المصنع وحدة إنتاج أمونيا بقدرة 1.2 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى وحدة لحقن ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بطاقة 1.5 مليون طن سنويًا، مما يعزّز التزام قطر بالطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.

تدشين مشروع المصنع القطري عام 2022
تدشين مشروع المصنع القطري عام 2022 - الصورة من صفحة قطر للطاقة على منصة إكس

كما سيعتمد المصنع على توفير الطاقة من محطة الطاقة الشمسية الجاري إنشاؤها في مدينة مسيعيد، وهو ما يرسخ توجه قطر للطاقة لتحقيق الاستدامة البيئية في مشروعاتها المستقبلية.

مشروع الأمونيا الزرقاء في الإمارات

يُعد مشروع الأمونيا الزرقاء في الإمارات ثاني مشروعات الأمونيا العربية التي ستنطلق العام المقبل 2026.

وتُعد الإمارات من الدول الرائدة في تطوير مشروعات الأمونيا، إذ تستعد شركة أبوظبي للمشتقات الكيميائية "تعزيز" لتدشين منشأة لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون، بطاقة إنتاجية تبلغ مليون طن سنويًا في منطقة تعزيز الصناعية بمجمع الرويس، وذلك بالشراكة مع شركات عالمية مثل: "فرتيغلوب"، و"ميتسوي"، و"جي إس إنرجي".

ويهدف هذا المشروع إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على الأمونيا منخفضة الكربون، التي تُستعمل بوصفها وقودًا ناقلًا للهيدروجين النظيف، وهو ما يعزّز مكانة دولة الإمارات بصفتها مزوّدًا مسؤولًا للطاقة النظيفة في الأسواق العالمية.

ويعتمد المشروع على تقنيات متقدمة لالتقاط الكربون وتخزينه، فضلًا عن الاستفادة من خبرات أدنوك الرائدة في هذا المجال، ما يدعم خطة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي وتوسيع استثماراتها في الطاقة المستدامة.

منشأة في منطقة تعزيز الإماراتية
منشأة في منطقة تعزيز الإماراتية - أرشيفية

مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية

ضمن قائمة مشروعات الأمونيا العربية التي ستدخل الخدمة في 2026، يبرز مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية، الذي يُعد الأكبر عالميًا بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء.

ويمثّل هذا المشروع جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030 لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط التقليدي، إذ يعتمد مشروع نيوم على مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله إلى أمونيا خضراء قابلة للنقل والتصدير.

كما تسعى السعودية من خلال هذا المشروع إلى أن تصبح أكبر مصدر عالمي للأمونيا بحلول عام 2030، مدعومة بموقعها الجغرافي الإستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة في قطاع الطاقة.

مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر - الصورة من الموقع الرسمي للمشروع

أهمية أكبر مشروعات أمونيا عربية في خريطة الطاقة العالمية

تشكّل مشروعات الأمونيا العربية الثلاثة، المقرر انطلاقها في 2026، نقلة إستراتيجية كبيرة في مستقبل قطاع الطاقة بالمنطقة العربية، وتؤكد توجه الدول الـ3 نحو تعزيز دورها في سوق الطاقة النظيفة، إذ أظهرت الدراسات الصادرة عن المنظمة العربية للطاقة أن عدد مشروعات الهيدروجين في الدول العربية ارتفع من 34 مشروعًا في 2021 إلى 127 مشروعًا في نهاية 2024.

كما وضعت 9 دول عربية أهدافًا لإنتاج 8 ملايين طن من الهيدروجين منخفض الكربون سنويًا بحلول 2030، على أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 27.5 مليون طن سنويًا بحلول 2040.

ويُنتظر أن تُسهم مشروعات الأمونيا العربية الجديدة في قطر، والإمارات، والسعودية، في ترسيخ مكانة المنطقة بصفتها أكبر مصدر للأمونيا في العالم، بفضل التكامل بين إستراتيجيات الطاقة النظيفة والتطور التكنولوجي، فضلًا عن الدعم الحكومي والشراكات الدولية الواسعة.

ويظل عام 2026 محطة فارقة في تاريخ مشروعات الأمونيا العربية، إذ سيكون بداية انطلاقة قوية لهذه المشروعات الكبرى التي ستدعم تطلعات المنطقة للمساهمة الفاعلة في التحول العالمي نحو طاقة أكثر استدامة وأقل انبعاثات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. بيان المنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقًا).
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق