التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

محطة سونكر.. مشروع مصري عملاق لاستقبال ناقلات النفط والغاز

سامر أبووردة

تُعدّ محطة سونكر واحدة من أبرز المشروعات الإستراتيجية العملاقة التي نفّذتها مصر خلال السنوات الأخيرة، في إطار خطتها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.

ووفقًا لبيانات المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقع المحطة في الحوض الثالث بميناء العين السخنة على ساحل البحر الأحمر، وقد صُمّمت لتكون منصة لوجستية متطورة لاستقبال المنتجات النفطية والغاز الطبيعي المسال المستورد وتخزينها وتداولها، ضمن جهود الدولة لتعزيز البنى الأساسية لقطاع النفط.

وخلال جولته التفقدية بمحطة سونكر، السبت 5 أبريل/نيسان 2025، أكد وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، أهمية المشروع في دعم إستراتيجية الدولة لتأمين احتياجات السوق المحلية من الوقود، وتعزيز قدرة مصر على استقطاب استثمارات جديدة في قطاع الطاقة.

وأوضح الوزير أن المحطة تُعدّ إضافة حيوية إلى منظومة تخزين المنتجات النفطية ونقلها، إذ نُفّذت وفق أحدث معايير التكنولوجيا والسلامة العالمية.

ويعكس مشروع المحطة رؤية الدولة المصرية في دعم البنى التحتية لقطاع النفط، ما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المحطة تأتي ضمن خطة متكاملة لرفع كفاءة مواني النفط، وتوسيع قدرة مصر على تداول الوقود والغاز الطبيعي، لا سيما مع التنامي المستمر في الطلبَيْن المحلي والإقليمي.

وتتكوّن محطة سونكر من رصيف بحري متخصص لاستقبال ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى منطقة تخزين إستراتيجية تضم مستودعات عملاقة لتخزين السولار والبوتاغاز بطاقة تخزينية تصل إلى 100 ألف متر مكعب من السولار، و150 ألف متر مكعب من البوتاغاز، ومحطتي محولات كهربائية قدرة 66 و22 كيلوفولت، وشبكات مياه وشبكة طرق.

وتتيح هذه الإمكانات الضخمة للمحطة استقبال أكبر ناقلات الوقود العالمية وإعادة ضخ المنتجات إلى الشبكة القومية بعد تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية.

معلومات عن محطة سونكر

تمتد محطة سونكر على مساحة 400 ألف متر مربع في منطقة التسهيلات النفطية بميناء السخنة، وتضم رصيفًا بحريًا بطول 415 مترًا وعمق 17 مترًا، بما يسمح باستقبال ناقلتَيْن عملاقتَيْن في آن واحد بسعة تصل إلى 120 ألف طن لكل ناقلة.

وتُسهم المحطة بفاعلية في دعم جهود مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة من خلال توفير منصة لوجستية متكاملة لتداول المنتجات النفطية والغاز الطبيعي، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويحتوي المشروع على خطوط أنابيب جديدة بطول 40 كيلومترًا، تربط السعات التخزينية للمحطة بشبكة نقل النفط الخام والمنتجات النفطية التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول.

وزير البترول يتفقد محطة سونكر للصب السائل بميناء السخنة
وزير البترول يتفقّد محطة سونكر للصب السائل بميناء السخنة - الصورة من صفحة مجلس الوزراء المصري في فيسبوك

كما أٌنشئت 3 خطوط رئيسة لنقل السولار والبوتاغاز، وخط إضافي للغاز الطبيعي لربط محطة سونكر بالشبكة القومية، إذ تُنفذ شركة غاسكو هذا المشروع بطول 17 كيلومترًا وقطر 36 بوصة.

استثمارات ضخمة

بلغت استثمارات المرحلة الأولى من محطة سونكر نحو 10 مليارات جنيه (197.707 مليون دولار)، وهو ما يعكس حجم الرهان الاقتصادي الكبير على المشروع.

(الدولار الأميركي = 50.58 جنيهًا مصريًا)

وتمثّل المحطة نموذجًا ناجحًا للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، إذ تُسهم وزارة المالية وشركتا مصر للبترول والتعاون للبترول بنسبة 37% من إجمالي المشروع، وهو ما يعزّز من قدرة الدولة على جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات في قطاع الطاقة.

وزير البترول يتلقى شرحًا لتفاصيل إنشاء خط الغاز الطبيعي
وزير البترول يتلقى شرحًا لتفاصيل إنشاء خط الغاز الطبيعي - الصورة من صفحة مجلس الوزراء المصري في فيسبوك

منصة رئيسة لتأمين إمدادات الوقود

تؤدي محطة سونكر دورًا محوريًا في تأمين إمدادات الوقود للسوق المحلية ومشروعات التنمية القومية، إذ تُعد باكورة مشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في قطبها الجنوبي، ونواة رئيسة لمشروعات الطاقة المخطط إنشاؤها بمحور تنمية القناة.

وتتضمّن المرحلة الثانية للمشروع إقامة مستودعات تخزين جديدة بسعة 200 ألف متر مكعب لكل من السولار والبيتومين والبنزين، وهو ما يعزّز من قدرة المحطة على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات النفطية والغاز الطبيعي، ويجعلها إحدى الركائز الأساسية في إستراتيجية مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الطاقة وتداولها.

نموذج للتحول الإستراتيجي

تؤكد محطة سونكر ريادة مصر في تطوير البنى التحتية لقطاع النفط والغاز الطبيعي، كما تمثّل نقطة انطلاق حقيقية ضمن مشروع قومي أوسع لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة.

وتُسهم المحطة في خطط تداول النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي وتوزيعها وتصديرها، في إطار إستراتيجية الدولة لزيادة الطاقة الإنتاجية واستدامة توفير الوقود للسوق المحلية.

وبهذا المشروع العملاق، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها في سوق الطاقة العالمية، مستفيدة من الإمكانات الضخمة لمحطة سونكر، التي أصبحت بالفعل أحد أهم مراكز استقبال المنتجات النفطية والغاز وتخزينها وتداولها في المنطقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. وزير البترول يتفقد محطة "سونكر" - الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري في فيسبوك.
  2. بيانات محطة سونكر من موقع شركة سونكر إنرجي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق