تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

أول محطة كهرباء تعمل بالإيثانول في العالم.. تستمر 4 آلاف ساعة

محمد عبد السند

أطلقت البرازيل أول محطة كهرباء تعمل بالإيثانول في العالم، في خطوة من شأنها أن تفتح الباب على مصراعَيْه أمام استكشاف الوقود الحيوي بصفته مصدر طاقة مستدامًا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن المتوقع أن تحوي المحطة ما يمكن أن يصبح أول محرك يعمل بوقود الإيثانول في العالم والمصمم لإنتاج الكهرباء النظيفة على نطاق واسع.

وتُنفّذ المحطة في إطار مبادرة طموحة تقودها شركتان من البرازيل وفنلندا، مما يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة في تطوير حلول الطاقة المستدامة، وتشكيل مستقبل توليد الكهرباء المتجددة في البرازيل.

وتعوّل الدول الواقعة في أميركا اللاتينية على المشروع في خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري الحساس جدًا من الناحية البيئية، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050).

تعاون مثمر

تعاونت مجموعة التقنية الفنلندية وارتسيلا (Wärtsilä) مع شركة الطاقة البرازيلية إنرجيتيكا سوابي 2 (Energetica Suape II) المملوكة بحصة أغلبية لمجموعة "غروبو إيكونوميكو 4 إم" (Grupo Econômico 4M)، لتجريب حل مبتكر في مجال الطاقة النظيفة.

ويستهدف التعاون بين الشركتَيْن إظهار جدوى استعمال الإيثانول المنتَج من قصب السكر، لتوليد الكهرباء المتجددة على نطاق واسع.

وستُجرَى التجربة في محطة الطاقة "سوابي 2" الكائنة في مدينة ريسيفي شمال البرازيل؛ ما يمثل خُطوةً بالغة الأهمية في استكشاف الوقود الحيوي.

وسلّط المستثمر في مجموعة "غروبو إيكونوميكو 4 إم"، كارلوس ألبرتو فيلهو، الضوء على أهمية الشراكة المذكورة في تقديم حلول نظيفة وأكثر موثوقية، والالتزام المشترك لتحقيق الإبداع والاستدامة.

4 آلاف ساعة

يُتوقع أن تحوي أول محطة كهرباء تعمل بالإيثانول في العالم ما يمكن أن يصبح أول محرك يعمل بوقود الإيثانول في العالم، والمصمم خصيصًا لإنتاج الكهرباء على نطاق واسع، مع وجود خطط لبدء الاختبارات الفعلية في شهر أبريل/نيسان (2026).

ومن المتوقع كذلك أن تعمل المحطة لمدة تصل إلى 4 آلاف ساعة على مدى عامَيْن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولطالما اكتسب الإيثانول زخمًا بوصفه عنصرًا رئيسًا في مشهد الطاقة في البرازيل؛ إذ يُعد البلد اللاتيني أكبر منتج ومستهلك للإيثانول من قصب السكر في العالم.

وبناءً عليه تستهدف الشراكة المبرمة بين شركتي "وارتسيلا" و"إنرجيتيكا سوابي 2" تغيير تلك الصورة عبر تقديم اختبارات موسعة لتقييم الكيفية التي يمكن من خلالها دمج الإيثانول في نظام الطاقة بالبرازيل.

وتسلّط الوكالة الدولية للطاقة الضوء على الأهمية المتنامية للوقود الحيوي في مزيج الطاقة العالمي؛ إذ يُظهِر سيناريو الحياد الكربوني بحلول عام 2050 الذي تتبنّاه الوكالة، أن استعمال الوقود الحيوي العالمي لتوليد الكهرباء يتعيّن أن يتضاعف بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، لتحقيق أهداف المناخ.

وفي عام 2023، شكّل الوقود الحيوي قرابة 700 تيراواط/ ساعة من الكهرباء المولدة عالميًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 1250 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030؛ ما يُعد أمرًا مهمًا جدًا لاستكمال مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز موثوقية الشبكة.

قصب السكر
قصب السكر - الصورة من laballey

تحويل قصب السكر إلى كهرباء

أكد مدير التقنية في شركة "إنرجيتيكا سوابي 2"، خوسيه فوستينو كانديدو، أهمية مشروع أول محطة كهرباء تعمل بالإيثانول في العالم، مضيفًا: "تستهدف المبادرة تغيير الروايات المحيطة بالإيثانول في توليد الكهرباء، ونأمل في إظهار إمكانات هذا الوقود عبر إجراء الاختبارات المكثّفة عليه".

وأوضح كانديدو أن هذا الجهد أصبح ممكنًا بفضل الشراكة مع شركة وارتسيلا والدعم المقدم من وكالة بيزنس فنلندا (Business Finland)، الحكومية التي تشارك في تمويل برنامج دبليو آي إس إي WISE، وهو اختصار يشير إلى الأحرف الأولى من عبارة Wide and Intelligent Sustainable Energy أو "الطاقة المستدامة الواسعة والذكية".

وشرعت الحكومة الفيدرالية في البرازيل بدمج الإيثانول في إطار نظام الطاقة لديها عبر تضمين الوقود الحيوي في مزاد سعة الطاقة الاحتياطية المقبل المقرر عقده خلال شهر يوليو/تموز المقبل.

وسلّط المستثمر في مجموعة "غروبو إيكونوميكو 4 إم"، كارلوس ألبرتو فيلهو، الضوء على الفوائد التي تتأتى من دعم تقنيات توليد الطاقة من الإيثانول، قائلاً إن تلك التقنيات من الممكن أن تقدّم مصدر طاقة موثوقًا وميسور التكلفة إلى الشعب البرازيلي.

من جهته، أبرز رئيس شركة وارتسيلا إنرجي، أندريس ليندبرغ، التأثير المحتمل لتلك المبادرة في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتعزيز أمن الطاقة.

وأضاف ليندبرغ: "يبرز الإيثانول خيارًا متاحًا محليًا يمكن أن يؤدي دورًا حاسمًا في إزالة الكربون من قطاع الكهرباء"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وواصل: "الإيثانول وقود سهل النقل، ومن الممكن أن يصبح عنصرًا رئيسًا من حلول الطاقة المتاحة والقابلة للتطوير".

وفي إطار التعاون المذكور، ستقدّم وارتسيلا خدمات التشغيل والصيانة بموجب اتفاقية التشغيل والصيانة الموقعة في الربع الـ4 من عام 2024، التي ستظل سارية المفعول طوال مدة اتفاقية شراء الطاقة المبرَمة مع "إنرجيتيكا سوابي 2"، والمستمرة حتى نهاية عام 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.أول محطة طاقة تعمل بالإيثانول في العالم، من بيان على موقع شركة وارتسيلا.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق