التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا تنخفض رغم طفرة الإنتاج.. هل الأرقام مضللة؟

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تُسجل انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا تراجعًا لافتًا في التقارير الرسمية؛ ما يوحي بأن القطاع يحرز تقدمًا ملموسًا في الحد من تأثيره البيئي.

وقفز إنتاج الفحم في أستراليا بنسبة 170% منذ عام 1990 حتى عام 2022، ومع ذلك لم ترتفع الانبعاثات المتسربة إلا بنسبة هامشية، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وتبدو هذه الفجوة بمثابة إنجاز بيئي يُحتذى به، لكن النظرة المتعمقة تكشف عن تحولات مقلقة؛ إذ إن غالبية الانبعاثات الحالية تأتي من مناجم سطحية (مكشوفة) تُقدر انبعاثاتها بناء على حسابات غير موثقة، بدلًا من القياسات المباشرة.

ومع انتقال الجهات التنظيمية من اعتماد متوسطات معيارية إلى تقديرات فردية دون تحقق، أدى ذلك إلى انخفاض كبير بالأرقام المُعلنة عن انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا.

أسباب انخفاض انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا

أظهر التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر) أن إنتاج الفحم في أستراليا بين عامي 1990 و2022 ارتفع من 201 مليون طن إلى 542 مليونًا، مدفوعًا بزيادة قدرها 224% في التعدين السطحي، مقابل 46% فقط في التعدين تحت الأرض.

ومع ذلك، لم ترتفع الانبعاثات المتسربة من المناجم إلا بنسبة 0.17% فقط خلال المدة نفسها، في حين انخفض متوسط كثافة انبعاثات قطاع الفحم بنحو 63%.

ورغم استثمار العديد من المناجم تحت الأرض في تقنيات الحد من الانبعاثات، أشار التقرير إلى أن السبب الرئيس لانخفاض الانبعاثات المتسربة على مدار الأعوام الـ30 الماضية يعود إلى:

  • التحول نحو التعدين السطحي.
  • الإغلاق غير المخطط لمناجم جوفية ذات انبعاثات عالية.
  • تغييرات في طريقة احتساب انبعاثات المناجم المكشوفة خلال السنوات الـ15 الأخيرة.

وبصفة عامة، بلغ صافي الانبعاثات في أستراليا 434.9 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بانخفاض 29% مقارنة بعام 2005، و32% مقارنة بعام 1990، إلا أن معدل الانخفاض خلال السنوات الـ3 الأخيرة تباطأ لأقل من 1% منذ جائحة كورونا.

ويوضح الرسم التالي -إعداد وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج العالم من الفحم بين عامي 1981 2024:

إنتاج العالم من الفحم

التوسع في التعدين السطحي

كشف التقرير عن أن التعدين السطحي في أستراليا أصبح يُشكِّل أكثر من 85% من إجمالي إنتاج الفحم بحلول 2022، مقارنة بأقل من 70% عام 1990.

وأوضح أن مناجم الفحم الجوفية تُجري قياسات مباشرة للانبعاثات المتسربة، لكن التعدين السطحي يعتمد على نماذج حسابية قديمة تعود لعام 1991 دون قياسات حقيقية مستمرة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتكشف الأرقام عن فجوة كبيرة بين الإنتاج والانبعاثات المبلغ عنها:

  • بين عامي 1990 و2022، ارتفع إنتاج مناجم الفحم السطحية بنسبة 224%، في حين زادت الانبعاثات المتسربة بنسبة 95%، أي أقل من نصف معدل نمو الإنتاج.
  • بين عامي 2005 و2022، زاد الإنتاج بنسبة 45%، في حين ارتفعت الانبعاثات المتسربة بنسبة 13% فقط، أي أن الانبعاثات زادت بأقل من ثلث معدل نمو الإنتاج.
عمليات تعدين تتسبب في انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا
منجم فحم - الصورة من أستراليان مايننغ

منهجية حساب انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا

من جهة أخرى، سلّط التقرير الضوء على التغييرات في منهجية حساب انبعاثات مناجم الفحم في أستراليا، موضحًا أن التحول من اعتماد تقديرات الانبعاثات على مستوى الولاية إلى تقديرات خاصة بكل موقع تعدين.

وأدى هذا التغير إلى تقليص الانبعاثات المعلنة من مناجم الفحم بملايين الأطنان من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بحسب إمبر.

ورغم التقديرات التي تشير إلى إغلاق نحو 44 منجم فحم بحلول 2040، فإنه يسعى العديد من المناجم تحت الأرض -المعروفة بانبعاثاتها العالية- إلى تمديد مدة التشغيل، في حين تخطط مناجم أخرى لتوسيع نشاطها إلى التعدين الجوفي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويُبرز التقرير ثغرات في آلية التقدير المعتمدة، وخاصة في ولاية نيو ساوث ويلز؛ حيث أدت التقديرات الخاصة بكل موقع إلى تراجع حاد في الانبعاثات المُبلغ عنها، ما يفصل بين نمو الإنتاج الفعلي من المناجم السطحية والانبعاثات المعلنة.

وفي هذا السياق، حذّرت "هيئة تغير المناخ" من أن ذلك يُهدد بتقويض الثقة بالنظام الوطني للإبلاغ عن غازات الدفيئة والطاقة.

وفي مواجهة التحديات، قررت الحكومة إلزام جميع المناجم السطحية باعتماد معامل انبعاث خاص بالموقع، إلى جانب تشكيل لجنة خبراء لمراجعة طرق قياس الميثان.

ومع ذلك، حذر التقرير من أن هذا التوجه قد يُفاقم مخاطر عدم الشفافية، ويزيد من فجوات التقدير، مشيرًا إلى أن استمرار الاتجاه يتطلب تدخلًا من الجهات التنظيمية، وتبنّي تقنيات قياس وتحقق أكثر دقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق