إلغاء هدف الطاقة المتجددة في الإقليم الشمالي الأسترالي.. و"قنبلة كربونية" على وشك الانفجار
محمد عبد السند

ألغت حكومة الحزب الليبرالي الريفي الجديدة في الإقليم الشمالي الأسترالي سي إل بي (CLP) هدف الطاقة المتجددة البالغة نسبته 50% والمحدد بوساطة حكومة حزب العمال السابقة، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
غير أن تركيز "سي إل بي" -وهو حزب سياسي محافظ من يمين الوسط في الإقليم الشمالي بأستراليا- على استعمال الغاز في توليد الطاقة ربما يجعل الإقليم عُرضة بشكل متزايد لانقطاع الكهرباء، إلى جانب وصف هذا الوقود بـ"القنبلة الكربونية الموقوتة" من قِبل جماعات البيئة.
ولا يُعدّ الإقليم الشمالي المنطقة الأولى التي تلغي هدف الطاقة المتجددة في أستراليا عقب عودة حكومة الائتلاف؛ إذ أجبرت حكومة الحزب الوطني الليبرالي الجديدة في ولاية كوينزلاند مشروعات طاقة رياح ضخمة على التقدم مجددًا بطلبات للحصول على تراخيص التخطيط، معلنةً حزمة تمويلية بقيمة 1.4 مليار دولار إلى محطة طاقة محلية عاملة بالفحم.
ويمثّل إلغاء هدف الطاقة المتجددة في الإقليم الشمالي الأسترالي انتكاسةً جديدةً لجهود المناخ في بلد يتطلع لرفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030، وخفض الانبعاثات 43%، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تحذيرات من انقطاع الكهرباء
تلقّت حكومة "سي إل بي" تحذيرات من مخاطر حصول انقطاع في الكهرباء إذا واصلت اعتمادها على محطة الغاز المتقادمة التي ما زالت تلبي نصيب الأسد من احتياجات الكهرباء في الإقليم.
ولم يكن الإعلان من قِبل وزير الطاقة والمصادر المتجددة المعيَّن حديثًا، غيرارد مالي، مفاجئًا نظرًا إلى عدم قدرة حكومة حزب العمال السابقة على اتّباع خريطة الطريق الخاصة بالمصادر المتجددة التي حددت مسارًا تفصيليًا يقود إلى الوصول بنسبة توليد الكهرباء من مصادر متجددة إلى 50% بحلول عام 2030، لكن قوبلت الخريطة بدلًا من ذلك بالتجاهل التام.
وقال مالي، إن هدف الطاقة المتجددة في الإقليم الشمالي قد جرى التخلّي عنه لأنه "سيكلّف 5 مليارات دولار، كما أنه سيعرّض الشبكة الرئيسة في الإقليم لمخاطر انقطاعات كبيرة في الكهرباء"، وفق ما ورد في بيان صادر اليوم الخميس 27 مارس/آذار قبيل كلمته أمام البرلمان.
وقال خبراء محليون، إن خطة حكومة الحزب الليبرالي الريفي في الإقليم الشمالي تهدد بحصول انقطاعات في الكهرباء إذا اعتمدت على توربينات الغاز القديمة في محطة تشانل آيلاند (Channel Island)، وهي محطة الطاقة الرئيسة في مدينة داروين؛ حيث يصعب العثور على المكونات والآلات البديلة لتلك التوربينات.
وأوضح مالي أن حكومة "سي إل بي" تطبّق سقفًا على فواتير المستهلكين؛ بهدف حمايتهم من أيّ تكاليف مرتفعة، مضيفًا أن الحكومة قد خططت كذلك لضخّ استثمارات في البنية التحتية للطاقة.
وأشارت الحكومة إلى أنها ستتوسّع في محطات الطاقة الشمسية الضخمة وبناء بطاريات تخزين الطاقة، في إطار مساعيها الرامية إلى خفض تكلفة الإمدادات، مع المحافظة على استقرار الشبكة.

قنبلة كربونية موقوتة
أشارت حكومة "سي إل بي" إلى تطوير حوض غاز بيتالو (Beetaloo) الذي وصفته الجماعات البيئية بأنه قنبلة كربونية موقوتة؛ "من أجل توفير مصدر وفير وموثوق به للغاز لدعم أمن الطاقة والنمو الاقتصادي لدينا".
وقال وزير الطاقة والمصادر المتجددة المعين حديثًا، غيرارد مالي، إن الإقليم الشمالي في أستراليا يدعم مستهلكي الكهرباء منذ مدة طويلة، وفق ما جاء في كلمته أمام البرلمان.
وتتطلب الشبكة الرئيسة في الإقليم الشمالي في أستراليا، التي تعتمد بنسبة 80% على الغاز في توليد الكهرباء، دعمًا بواقع 11.5 سنتًا/كيلوواط/ساعة من الحكومة، أو ما يعادل 1200 دولار لكل أسرة سنويًا.
وتابع مالي: "لو لم تفعل حكومة الإقليم الشمالي هذا؛ لدفع السكان المحليون أعلى أسعار طاقة في البلاد"، موضحًا أن مرافق الطاقة الحكومية الـ3 مثّلت 29% من إجمالي الديون المستحقة على الإقليم.

تحول طاقة كارثي
مثّل التحول إلى الطاقة المتجددة في الإقليم الشمالي بأستراليا كارثة إلى حدّ ما؛ بسبب الغطرسة السياسية، ورفض اتّباع خطة معقولة، إلى جانب التجاوزات من قِبل السلطات التنظيمية.
وبُنيت 4 محطات طاقة شمسية كبيرة قبل بضعة أعوام، لكن لم يُسمَح لها بتزويد الكهرباء إلى الشبكة بسبب القواعد المفروضة في أعقاب بنائها الذي تَطلَّب اقترانها بوجود بطاريات لتخزين الكهرباء.
ولا تمثّل مصادر الطاقة المتجددة حاليًا سوى 20% من مزيج الكهرباء في الإقليم الشمالي بأستراليا، وفق تصريحات مالي التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتفق الخبراء المحليون على أن التأخيرات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية تجعل من الصعب تحقيق هدف الطاقة المتجددة البالغة نسبته 50%، على الرغم من اهتمام شركتي صن كيبل (Sun Cable) وكوينبروك إنفراستركشر (Quinbrook Infrastructure) ببناء محطات طاقة شمسية وبطاريات لتخزين الكهرباء على نطاق واسع لتعزيز التصنيع المحلي.
موضوعات متعلقة..
- سياسات الطاقة المتجددة في أستراليا تحظى بدعم حزب الخضر (تقرير)
- الطاقة المتجددة في أستراليا أمام مستقبل غامض
- الطاقة المتجددة في أستراليا تتوسع وتزيل بعض "الشكوك المناخية"
اقرأ أيضًا..
- أفضل المواقع في العالم لتوليد طاقة المحيطات (دراسة)
- العراق يحدّد 4 دول لاستيراد الغاز المسال.. قطر والجزائر في المقدمة
- دولة أفريقية ترغب في استيراد النفط الجزائري
المصدر: