التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

انبعاثات الغاز المسال الأميركي المُصدر إلى أوروبا أقل من الفحم (تحليل)

بنسبة تزيد على 50%

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

زاد الاهتمام بدراسة انبعاثات الغاز المسال الأميركي في إطار المقارنة مع انبعاثات الدول الأخرى المصدرة، أو غيره من مصادر الوقود الأحفوري؛ ما قد يكون له تأثير محتمل في أسواق الاستيراد الأوروبية التي باتت أكثر حساسية لمسألة الانبعاثات.

وأظهر تحليل حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن انبعاثات صادرات الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا أقل من انبعاثات الفحم بأكثر من 50%.

وتشير هذه النتائج إلى أن انبعاثات الغاز المسال الأميركي قد تصبح أكثر تنافسية من حيث المعايير البيئية في أسواق الاستيراد الأوروبية التي قد تفرض ضرائب كربون على واردات الغاز المسال خلال السنوات القليلة المقبلة.

وكانت بعض الدراسات السابقة قد توصلت إلى نتائج مغايرة، تفيد بأن انبعاثات الغاز المسال قد تكون أعلى من الفحم في الواقع، إذا أُخِذ في الحسبان انبعاثات الميثان على طول سلسلة القيمة.

وتأتي هذه الدراسات في إطار الجدل حول دور الغاز الطبيعي في مسارات تحول الطاقة العالمية، ما بين مؤيد لاستمراره بصفته وقودًا انتقاليًا أقل تلويثًا للبيئة، ومعارض له كونه ضمن عائلة الوقود الأحفوري.

مقارنة انبعاثات الغاز المسال الأميركي

توصّل التحليل الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي إلى أن انبعاثات دورة حياة الغاز المسال الأميركي المُصدَّر إلى أوروبا تعادل 48% فقط من انبعاثات الفحم.

واستند التحليل إلى الانبعاثات الأعلى الناتجة عن حرق الفحم مقارنة بالغاز، إضافة إلى انبعاثات الميثان المرتفعة المرتبطة بالفحم القاري المستخرج من باطن الأرض في منطقة أبالاتشيا الأميركية، وهو مصدر رئيس للفحم الحراري المستورد في شمال غرب أوروبا.

ناقلة غاز مسال أميركية متجهة إلى آسيا
ناقلة غاز مسال أميركية متجهة إلى آسيا - الصورة من رويترز

كما كشف التحليل أن متوسط انبعاثات الغاز المسال الأميركي المُصدَّر للصين يعادل 63% من مستوى انبعاثات الفحم هناك.

ويرجع ذلك إلى انخفاض انبعاثات غاز الميثان المرتبطة بالفحم المستخرج من سطح الأرض في إندونيسيا، أحد أكبر المصدرين للفحم إلى الصين.

ورغم ذلك، فإن انبعاثات أنواع الفحم الإندونيسي -بما في ذلك أسوَؤها- ما تزال أعلى بنسبة 23% من أسوأ أنواع الغاز المسال الأميركي انبعاثًا، بسبب عمليات حرق الفحم، وما تتسبب فيه من انبعاثات كبيرة.

وكانت دراسة سابقة صادرة عن شركة أبحاث ريستاد إنرجي قد توصلت إلى أن انبعاثات الغاز المسال الأميركي المصدَّر إلى آسيا أقل بنسبة 50% من أنظف محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في القارة.

ورغم ذلك، فقد وجدت الدراسة بعض الحالات التي تنخفض فيها انبعاثات الفحم عن الغاز المسال في قطاع توليد الكهرباء، اعتمادًا على جودة الفحم المستعمل وكفاءة المحطات.

انبعاثات أحواض الغاز الأميركي

ما زالت انبعاثات الميثان المرتبطة بإنتاج الغاز غير التقليدي في أميركا غير محسوبة بدقّة؛ ما يثير المخاوف البيئية بشأن صادرات الغاز المسال الأميركية، وسط الاعتقاد السائد بأن الإنتاج غير التقليدي هو المغزى لمعظم مشروعات التصدير.

على العكس من ذلك، تشير بيانات وود ماكنزي إلى أن ثلثي إمدادات الغاز المغذية لمشروعات الغاز المسال في الولايات المتحدة تأتي من أحواض هاينزفيل والشمال الشرقي للبلاد، وهي أحواض ذات انبعاثات منخفضة.

في الوقت نفسه، لا تشكّل إمدادات الغاز من حوض برميان كثيف الانبعاثات سوى 10% من إجمالي ما يصل إلى قطاع الغاز المسال الأميركي.

وتقلّ كثافة أغلب الغاز المستخرج من حوض هاينزفيل عن 0.2%، كما تستعمل محطات التسييل الأميركية توربينات أكثر حداثة وكفاءة، ما يجعل كثافة انبعاثات الصناعة أقل بنسبة 20% عن المتوسط العالمي.

محطة غولدن باس للغاز المسال في أميركا
محطة غولدن باس للغاز المسال في أميركا - الصورة من Golden Pass LNG

إضافة إلى ذلك، فإن أغلب شحنات الغاز المسال الأميركي تُنقَل عبر سفن حديثة عالية الكفاءة وذات انبعاثات أقل من الناقلات ذات التوربينات البخارية عالية الانبعاثات.

وبصورة عامة، تشير دراسات انبعاثات الغاز المسال إلى ضرورة اتفاق الفاعلين في الصناعة والحكومات والهيئات التنظيمية والمنظمات غير الحكومية على حدّ أدنى من المواقف المشتركة المستندة إلى الحقائق والمعلومات التجريبية، وليس التشويه والتحيّزات المسبقة، بحسب مدير أبحاث الغاز المسال في وود ماكنزي دنيال تولمان.

ويعتقد تولمان أن الجهود المبذولة لتشويه الحقائق المشتركة بشأن صناعة الغاز المسال، وإن كانت حسنة النية وبدوافع بيئية، تُشتِّت الانتباه عن الأسئلة الحقيقية التي تواجه الصناعة وتعوق التقدم في الواقع، على حدّ تعبيره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحليل انبعاثات الغاز المسال الأميركي المصدر إلى أوروبا من وود ماكنزي
  2. تحليل انبعاثات الغاز المسال الأميركي المصدر لآسيا من ريستاد إنرجي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق