تفاصيل أول شحنة نفط ضخمة تصل إلى سوريا.. ومليون برميل في الطريق
ياسر نصر

تقترب شحنة نفط ضخمة، تصل حمولتها إلى نحو مليون برميل، من شواطئ سوريا، بخطوة من شأنها أن تسهم في حل أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد.
وتشير بيانات مواقع تتبُّع ناقلات النفط التي ترصدها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن ناقلة نفط تحمل اسم "سكينة"، محمّلة بنحو مليون برميل من النفط الخام الروسي الثقيل في طريقها نحو سوريا.
وكشفت مصادر أن شحنة النفط القادمة إلى سوريا محمّلة على متن ناقلة خاضعة للعقوبات، وهو ما دفعها لإعطاء إشارات خاطئة بالتوجُّه نحو بورسعيد في مصر، للتحايل على أنظمة المراقبة والتتبع.
وبحسب بيانات التتبع، فإن موقع ناقلة النفط الروسية حاليًا لا يؤكد الجهة المعلَنة، وهي مصر، بل يشير باتجاهها نحو سوريا، على الطريقة نفسها التي اتّبعتها ناقلات أخرى في الأيام الماضية.
أول شحنة نفط إلى سوريا
في السياق نفسه، أكملت ناقلة النفط أكواتيكا -وهي إحدى الناقلات الخاضعة للعقوبات- تفريغ أول شحنة نفط ضخمة إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، في ميناء بانياس، ضمن خطط الحكومة الجديدة لوضع حلول لأزمة الوقود في البلاد.
وأظهرت بيانات، حصلت عليها منصة الطاقة من شركة كبلر، أن الناقلة على قائمة الحظر الأميركية، ومحمّلة بنحو 700 ألف برميل من النفط القطبي الروسي الخفيف الحلو، إذ كانت تعطي إشارات تتبّع خاطئة لتمويه مكانها الحقيقي.

وقال مدير العلاقات العامة بوزارة النفط السورية، أحمد سليمان، ردًا على وصول شحنات نفط روسية إلى دمشق: "نحن نتعامل مع شركات رسَت عليها المناقصات، هي من تورِّد النفط والمشتقات النفطية".
وأضاف في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "نحن لا نتعامل مع دول، والنفط القادم إلى سوريا عن طريق شركات، بعضها كان يحمل علم أذربيجان".
وتُكافح سوريا لإيجاد بديل للنفط الإيراني لمصافيها، في ظلّ صعوبات تواجهها في إنتاجها النفطي، إذ أوقفت مصفاة بانياس السورية، الأكبر في البلاد، عملياتها في ديسمبر/كانون الأول 2024، وسط نقص في النفط عقب تعليق الإمدادات الإيرانية.
شحنات صغيرة من النفط
قبل وصول شحنة النفط الروسية الكبيرة إلى سوريا، وصلت شحنات صغيرة خلال الأيام الماضية، كان آخرها وصول ناقلة بحمولة لا تتجاوز 20 ألف برميل إلى ميناء طرطوس السوري.
والناقلة مجهولة المصدر، وكان يُشَكّ بأنها منتجات نفطية للقاعدة الروسية في سوريا.
وبناءً على معلومات شركة كبلر، وصلت ناقلة أخرى تسمى "جيويا ميا" إلى ميناء طرطوس السوري، محمّلة بنحو 33 ألف برميل من المازوت أو ما يُعرَف بـ"الديزل"
وكانت السفينة موجودة في البحر المتوسط منذ مدة، وتبثّ وجهتها طرابلس في لبنان، وأصل الشحنة لا يمكن إثباته قطعيًا حيث يمكن أن يكون اليونان أو رومانيا أو روسيا.
وإذا صحّت إشارات الإرسال، فهذا يعني أن إحدى الشركات السورية التي رسا عليها أحد عقود توريد المازوت في المناقصة الأخيرة اشترت الشحنة.
وتعمل روسيا على إيجاد مشترين بدلاء لنفطها من القطب الشمالي، منذ أن أثّرت العقوبات الأميركية في يناير/كانون الثاني في شركة غازبروم نفط المنتجة للنفط الخام وناقلات النفط التي تنقله.
وتشير دلائل عديدة إلى أن موسكو تقف وراء شحنات النفط إلى سوريا من خلال شركات غامضة، وتخضع لعقوبات أميركية وأوروبية.
موضوعات متعلقة..
- بيع أول شحنة نفط من حقل احتياطياته 650 مليون برميل
- توريد أول شحنة نفط من شمال شرق سوريا إلى دمشق منذ رحيل الأسد
اقرأ أيضًا..
- الطلب العالمي على الطاقة يرتفع 2.2% في 2024.. وهذه حصة النفط
- امتياز غرب الدلتا يضيف 320 مليون قدم مكعبة لإنتاج مصر من الغاز
- أمن الطاقة في أفريقيا.. الوقود الأحفوري والمصادر المتجددة يلبيان احتياجات القارة (تقرير)