انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة ترتفع قرب 38 مليار طن
الغاز والفحم في صدارة المسبّبات
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

بلغت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة أعلى مستوى لها على الإطلاق في 2024، إذ ما يزال الوقود الأحفوري -وخاصة الغاز الطبيعي والفحم- المصدر الرئيس لارتفاع الانبعاثات.
وبحسب تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، وصلت انبعاثات القطاع إلى 37.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، بزيادة قدرها 0.8% مقارنة بـ37.3 مليارًا في 2023.
وأسهم هذا الارتفاع بدفع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 422.5 جزءًا في المليون، وهو أعلى بنحو 50% مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
في المقابل، ساعدت الطاقة الشمسية والرياح إلى جانب السيارات الكهربائية والطاقة النووية والمضخات الحرارية في تجنُّب إطلاق نحو 2.6 مليار طن من الانبعاثات، أي ما يعادل 7% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في 2024
واصلت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة مسارها التصاعدي في 2024 بقيادة الغاز والفحم، فقد قفزت انبعاثات الغاز بنسبة 2.5%، من 7.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في 2023، إلى 7.7 مليارًا في 2024.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى نمو استهلاك الغاز في دول رئيسة مثل الصين والولايات المتحدة والهند والشرق الأوسط، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
أمّا الفحم، فقد أسهم بدوره في زيادة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة، حيث ارتفعت 0.9%، من 15.5 مليار طن في 2023 إلى 15.6 مليارًا في 2024، مع ارتفاع الاستهلاك في الصين والهند وجنوب شرق آسيا، في حين تراجع الطلب في الاقتصادات المتقدمة، لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير إلى ارتفاع استهلاك النفط عالميًا بنسبة 0.8% في عام 2024، لكن الانبعاثات الناجمة عنه زادت بنسبة طفيفة بلغت 0.3% فقط، لتصل إلى 11.4 مليار طن، مقابل 11.3 مليارًا في 2023.
أمّا انبعاثات الطاقة الحيوية والنفايات، فقد سجلت زيادة بنسبة 3.5%، في حين شهدت العمليات الصناعية انخفاضًا في الانبعاثات بنسبة 2.3%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- القطاعات المسبّبة لانبعاثات غازات الدفيئة في 2023:
الاتجاهات الإقليمية لانبعاثات الكربون
على صعيد المناطق، ارتفعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بنسبة 1.5%، أي نحو 375 مليون طن، نتيجة ارتفاع الطلب على الطاقة وسط تسارع النمو الاقتصادي والسكاني.
فقد ارتفعت انبعاثات الغاز الطبيعي بنسبة 3.7%، والفحم بنحو 2%، والنفط بنسبة 0.3% في هذه المناطق، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي الصين، ارتفعت الانبعاثات بنسبة 0.4% على أساس سنوي، مدفوعة بموجات حر قياسية ونمو صناعي ملحوظ، أمّا الهند، فسجلت أعلى معدل نمو بين الاقتصادات الكبرى بنسبة 5.3%.
من جهة أخرى، سجّلت الاقتصادات المتقدمة انخفاضًا ملحوظًا في انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة خلال 2024، بلغ 1.1%، أي ما يعادل 120 مليون طن، مدفوعًا بتراجع كبير في انبعاثات الفحم والنفط بنحو 5.7% و0.5% على التوالي، في حين ارتفعت انبعاثات الغاز 0.9%.
وفي الولايات المتحدة، تراجعت الانبعاثات بنسبة 0.5% (20 مليون طن)، مع انخفاض انبعاثات الفحم بنسبة 4.5%، لكن ارتفعت انبعاثات الغاز الطبيعي بنحو 1.3%.
أمّا الاتحاد الأوروبي، فقد سجّل انخفاضًا أكبر بنسبة 2.2% (55 مليون طن)، مدفوعًا بهبوط حادّ في انبعاثات الفحم بنسبة 11% وتراجع طفيف في انبعاثات النفط بنسبة 0.3%، مع استقرار في انبعاثات الغاز.

أسباب ارتفاع انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة
تسبّبت مجموعة من العوامل المتداخلة في ارتفاع انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة خلال عام 2024.
فقد أدّت موجات الحر الشديدة عالميًا وضعف الرياح في أوروبا إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، لكنّ تحسُّن إنتاج الطاقة الكهرومائية -بعد موجات الجفاف الشديد في 2023- ساعد على كبح جزء من هذه الزيادة.
في الوقت نفسه، أدى الانتعاش المستمر لحركة الطيران بعد جائحة كورونا إلى زيادة الانبعاثات، بالإضافة إلى ذلك يعد عام 2024 سنة كبيسة، ما يعني يومًا إضافيًا من الانبعاثات، يُقدَّر تأثيره بما يصل إلى 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
على الجانب الآخر، أدى تسريع نشر 5 تقنيات نظيفة بين عامي 2019 و2024 -وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية- إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأسهمت هذه التقنيات في خفض أكثر من 10% من إجمالي انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عام 2024، وتتوزع على النحو التالي:
- الطاقة الشمسية الكهروضوئية: 1.4 مليار طن.
- طاقة الرياح: 900 مليون طن.
- الطاقة النووية: 190 مليون طن.
- السيارات الكهربائية: 80 مليون طن.
- المضخات الحرارية: 65 مليون طن.
موضوعات متعلقة..
- انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا ترتفع إلى مستوى قياسي في 2023
- ارتفاع انبعاثات الكربون من مراكز البيانات والعملات المشفرة يثير قلقًا عالميًا (تقرير)
- انبعاثات الكربون الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا تصل إلى مستويات قياسية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول المستوردة للبنزين في العالم
- معدن الثوريوم ثروة نووية خفية.. ودولة عربية تسيطر على احتياطي كبير
- اكتشاف أكبر احتياطي من الهيدروجين الطبيعي في العالم.. ثروة ضخمة
المصادر: