تشغيل الطائرات دون طيار بالهيدروجين.. سلاح جديد لأول مرة بالمنطقة العربية
دينا قدري

أثار تشغيل الطائرات دون طيار بالهيدروجين مخاوف من تعزيز قدرات الجماعات المسلحة في النزاعات، رغم العديد من المزايا من استعماله بوصفه وقودًا نظيفًا.
ووفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يسعى الحوثيون اليمنيون -الذين هاجموا في وقت سابق سفنًا تجارية في البحر الأحمر- إلى تطوير طائرات دون طيار تعمل بالهيدروجين، قادرة على السفر لمسافات أطول بـ3 مرات من التقنية الحالية.
وقال مركز أبحاث التسليح خلال النزاعات -في تقريره-، إن محققيه الميدانيين اكتشفوا أدلة على خطط الحوثيين، بعد أن استولوا على "كمية كبيرة من المكونات غير المعلنة لتطوير أسلحة تقليدية متطورة، بما في ذلك طائرات دون طيار" جنوب غرب اليمن في أغسطس/آب من العام الماضي (2024).
وتستطيع الطائرات دون طيار التي تعمل بالبطاريات أن تطير لمسافة 1200 كيلومتر (750 ميلًا) تقريبًا قبل الحاجة إلى إعادة شحنها، لكن نظيرتها التي تستعمل خلايا وقود الهيدروجين يمكنها أن تطير لمسافة أبعد بـ3 مرات بفضل وزنها الأخفّ، كما يصعب اكتشافها بوساطة أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء.
تشغيل الطائرات دون طيار بالهيدروجين
تعليقًا على خطط الحوثيين لتشغيل الطائرات دون طيار بالهيدروجين، قال مركز أبحاث التسليح خلال النزاعات: "في حال نجاحها، ستُمثّل هذه التجربة تصعيدًا كبيرًا في قدرات الحوثيين، ما يُمكّن المركبات غير المأهولة -سواءً كانت جوية أو برية أو بحرية- من حمل حمولات أكبر، والسفر لمسافات أطول بكثير مما تسمح به مصادر الطاقة التقليدية".
وتابع: "على حدّ علم مركز أبحاث التسليح أثناء النزاعات، تُعدّ هذه أول محاولة لاستعمال وقود الهيدروجين في أنظمة غير مأهولة من قِبل أيّ جهة مسلحة غير حكومية، على مستوى العالم".
ومن بين المواد المضبوطة أسطوانات غاز تحتوي على هيدروجين وُضعت عليها علامات خاطئة على أنها "أسطوانات أكسجين"، وصمامات خزانات لأنظمة خلايا وقود الهيدروجين، ومئات الطائرات التجارية دون طيار، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف المركز: "تشير الوثائق التي عُثر عليها مع خزانات الغاز بوضوح إلى أنها في الواقع أسطوانات هيدروجين، مُخصصة للاستعمال في نظام خلايا وقود للطائرات دون طيار".
وتابع: "تُظهر العلامات الموثقة على الأسطوانات والعناصر الأخرى أن كل واحدة منها من إنتاج شركة صينية مختلفة، تُعلن كل منها في موقعها الإلكتروني أن هذه العناصر مُخصصة للاستعمال جزءًا من أنظمة خلايا وقود الهيدروجين للطائرات دون طيار".
وقد راجع مركز أبحاث التسليح خلال النزاعات وثائق النقل المُرفقة بالمكونات، التي أشارت بوضوح أيضًا إلى الاستعمال المُراد في الطائرات دون طيار، بحسب ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

استعمال الهيدروجين
وصف مركز أبحاث التسليح خلال النزاعات، التوجه نحو الهيدروجين بأنه "مُقلق".
وقال المركز في تقريره: "في سياق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب الرامية إلى تقييد ومنع الجماعات المسلحة غير الحكومية من تطوير أنظمة طائرات دون طيار أكثر تهديدًا، يُمثّل هذا الاكتشاف تطورًا مُقلقًا".
وتابع: "تتميز المحركات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين أكثر هدوءًا بشكل ملحوظ مقارنةً بمحركات البنزين والديزل، ما يُتيح قدرة أكبر على التخفي".
وأشارت التقارير إلى أن مدى الطائرات دون طيار التي تعمل بالهيدروجين يتجاوز 3 أضعاف -على الأقل- مدى الطائرات التي تعمل ببطاريات الليثيوم التقليدية.
"هذا من شأنه أن يُفاقم بشكل كبير التهديد المُحتمل الذي يُشكّله الحوثيون، القادرون على مهاجمة مواقع في الدول المجاورة، بالإضافة إلى أهداف بحرية في المياه الإقليمية"، بحسب المركز البريطاني.
ورغم قدرتها على حمل المتفجرات، فإنه يُمكن استعمال الطائرات دون طيار أيضًا للمراقبة بعيدة المدى.
وأضاف مركز أبحاث التسليح خلال النزاعات: "بينما قد تمنع التكلفة والسلامة والعوائق التقنية جهاتٍ مسلحة أخرى غير حكومية من محاولة اعتماد وقود الهيدروجين مصدر طاقة للأنظمة غير المأهولة، فإن هذا الاكتشاف يُظهر أن جماعات ذات موارد جيدة مثل الحوثيين قد تسعى بنشاط إلى التغلب على هذه القيود".
وصرّح المحقق في مركز أبحاث التسليح خلال النزاعات، تيمور خان، بأن استعمال الطائرات دون طيار التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين "قد يُعطي الحوثيين عنصر مفاجأة ضد القوات العسكرية الأميركية أو الإسرائيلية، إذا ما استأنفوا أيًّا من الصراعات".
موضوعات متعلقة..
- خطر الانفجار يهدد الطائرات الهيدروجينية.. ما القصة؟
- الطائرات الهيدروجينية "تقصف" أهداف الحياد الكربوني (تقرير)
- أكبر مشروع لخلايا وقود الهيدروجين للطائرات ينطلق بحلول 2029
اقرأ أيضًا..
- 4 حقول نفط وغاز في السعودية تعزز الإنتاج خلال 2025
- أكبر مصدري الغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي.. ما ترتيب الجزائر وليبيا؟
- مشروع غاز مسال بطاقة 3.5 مليار قدم مكعبة يوميًا يترقب بدء الإنتاج
- التبريد بالطاقة الشمسية.. تقنية عراقية جديدة لتقليل استهلاك الكهرباء
المصدر: