أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

توربينات الرياح الصينية وسيلة ابتزاز ألمانيا.. حرب اقتصادية وضغط سياسي "عن بُعد"

أسماء السعداوي

أجَّج تحليل حديث نار الجدل الدائر حاليًا بشأن قدرة توربينات الرياح الصينية على التجسس والإضرار بمصالح الأمن القومي والنظام السياسي في أوروبا.

ورصدت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) فتح تحقيق رسمي في بريطانيا لتقييم احتمالات القدرة على التجسس بعد احتدام الجدل داخل الحكومة والبرلمان والمخابرات.

وتجاوزت الشكوك الحدود لتصل إلى ألمانيا، حيث طلب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إعداد تقرير حول قدرة توربينات الرياح صينية الصُنع على التجسس وتهديد المشروعات في بحر الشمال.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعوّل عليه كلٌّ من لندن وبرلين على توليد الكهرباء من طاقة الرياح تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتحقيق هدف الحياد الكربوني، سواء سياسيًا بمضاعفة مستهدفات التركيب والإنتاج، أو عبر تقديم دعم حكومي سخي للمطورين، ولو على حساب فواتير المواطنين.

والصين هي صاحبة أكبر قدرات تصنيع توربينات الرياح في العالم بنسبة 60%، وتستحوذ شركاتها على المراكز الأولى المسيطرة على السوق العالمية، وعلى رأسها غولد ويند (Goldwind) وإنفجين (Envision).

توربينات الرياح الصينية في ألمانيا

طلبت وزارة الدفاع الألمانية من معهد الدفاع والدراسات الإستراتيجية -وهو مركز أبحاث محلي- إجراء بحث لإثبات قدرة توربينات الرياح الصينية على التجسس أو نفيها.

وعلى نحو خاص، استهدف معدّو التقرير مزرعة الرياح البحرية "ووتركانت" (Waterkant) بقدرة 270 ميغاواط، التي يطورها صندوق إدارة الأصول الألمانية "لوكسكارا" (Luxcara).

وعمومًا، من المقرر دخول المشروع حيز الإنتاج في عام 2024، وسينتج كهرباء تكفي لتزويد نحو 400 ألف منزل سنويًا بالكهرباء سنويًا.

تجدر الإشارة إلى أن "ووتر كانت" هو أول مشروع رياح في ألمانيا يستعين بشركات توربينات الرياح الصينية.

شعار شركة مينغيانغ الصينية على توربين رياح
شعار شركة مينغيانغ الصينية على توربين رياح- الصورة من "wind power monthly"

وأبرم الصندوق في العام الماضي (2024) اتفاقًا مع شركة "مينغ يانغ سمارت إنرجي" الصينية (Mingyang Smart Energy) لتوريد 16 توربين رياح بقدرة 18.5 ميغاواط للواحد.

وأثارت شركة مينغ يانغ الجدل -أيضًا- في بريطانيا بسبب اختيارها لتطوير مزرعة رياح بحرية "غرين فولت" (Green Volt) قبالة سواحل إسكتلندا لمخاوف من تدخُّل الحكومة الصينية في صنع القرار داخل الشركات، ولو كانت خاصة، واستعمالها لأغراض التجسس.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة لتفاصيل الأزمة، فالتوربين هو أقوى توربين رياح بحرية في العالم، يتميز بشفرات كبيرة مصنوعة من ألياف الكربون المعروفة بأدائها العالي، وتعمل التوربينات بنظام دفع هجين يسمح بحركة متكاملة مُدمجة أسهل.

وفي يوليو/تموز الماضي (2024)، انتقدت هيئة صناعة طاقة الرياح في أوروبا "ويند يوروب" (Wind Europe) الصفقة، كونها ضربة للشركات المحلية في وقت تتراجع فيه هوامش الأرباح.

كما حذّرت من مخاطر لأمن الطاقة، لأن توربينات الرياح -عادةً- ما تحتوي على 300 جهاز استشعار بما يمكنه من نقل بيانات مهمة، كما أن "طرفًا خارجيًا يمكن أن يتحكم في التوربين".

توربينات الرياح الصينية في قفص الاتهام

كشف تحليل معهد الدفاع والدراسات الإستراتيجية الألماني أن النظام السياسي والتماسك الاجتماعي "في خطر" ما لم تُفرَض قيود على توربينات الرياح الصينية.

وتوصَّل معدّو التقرير إلى أن الصين قادرة على تأخير المشروعات عمدًا، والحصول على بيانات حسّاسة، بل وإغلاق التوربينات عن بُعد إذا سنحت لها فرصة الوصول إليها.

وبناءً على ذلك، نصحت الحكومة بمنع مشروع الرياح "ووتركانت" من استعمال توربينات الرياح الصينية، حيث لا يمكن استبعاد زعزعة استقرار النظام السياسي ونموذج العمل داخل الصناعة الألمانية والتماسك الاجتماعي في حالة غياب -أو عدم كفاية- التخطيط لأغراض الأمن بقطاع الطاقة.

وتفصيليًا، يقول التقرير، إنه يمكن افتراض تدخُّل الصين -عمدًا- بإبطاء -أو حتى تعطيل- الأنظمة والمكونات صينية الصنع، مع الأخذ في الحسبان الوضع السياسي بين البلدين، لتكون وسيلة للضغط السياسي وأداة للحرب الاقتصادية.

وبناءً على ذلك، يدعو التقرير الحكومة إلى اللجوء لقانون مثل قانون المشتريات الوطنية وقانون طاقة الرياح في البحر لاستبعاد الشركات الصينية من إبرام عقود لأسباب تتعلق بالدفاع أو سلامة المواطنين.

كما حذَّر من أن استعمال توربينات الرياح الصينية يخاطر بوضع أساس للاعتماد على خبرات بكين، ويمنحها قدرة الوصول لعناصر أساسية في البنى الأساسية الحساسة في ألمانيا بالقرب من مواقع تدريب عسكرية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تقرير توربينات الرياح الصينية قد تبتز ألمانيا من صحيفة بوليتيكو
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق