لتعزيز قطاع النفط والغاز.. مسؤول يعلن موعد افتتاح بنك الطاقة الأفريقي (خاص)

داليا الهمشري

2025-03-07

0 888

يواجه قطاع النفط والغاز في أفريقيا عدّة تحديات تعوق ازدهاره رغم الموارد الضخمة، أبرزها أزمة نقص التمويل وضعف البنية التحتية والمخاطر السياسية والاقتصادية.

وفي هذا الإطار، أعلن المدير العام للجنة الاستثمار في الطاقة في أفريقيا زكريا دوسو -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- عن بدء تشغيل بنك الطاقة الأفريقي هذا العام (2025).

وأُنشِئ بنك الطاقة الأفريقي -وهو مؤسسة مالية دولية- بالاشتراك بين منظمة البلدان الأفريقية للنفط والغاز والبنك الأفريقي للاستكشاف والإنتاج.

وأوضح دوسو أن البنك يهدف إلى التغلب على تحدي نقص التمويل الذي يواجه صناعة النفط والغاز في الدول الأفريقية.

وتُعدّ لجنة الاستثمار في الطاقة مؤسسة مالية أسّستها الدول الأفريقية المُنتجة للنفط والغاز من أجل تنسيق التعاون فيما يتعلق بتمويل المشروعات.

بنك الطاقة الأفريقي

قال زكريا دوسو، إن الدول الأفريقية المُنتجة للغاز اتفقت على إنشاء بنك الطاقة الأفريقي لتمويل قطاع النفط والغاز في القارة، ودعم البنية التحتية للنقل من أنابيب الغاز وخلافه.

وأضاف أن البنك سيبدأ برأس مال 5 مليارات دولار أميركي موجهة لتمويل قطاع الطاقة بصفة عامة، وسيتخذ من القاهرة مقرًا له.

وأوضح زكريا دوسو أن أزمة نقص التمويل ما تزال أكبر عقبة تواجه التوسع في قطاع النفط والغاز في أفريقيا، مشيرًا إلى أن ضخ مزيد من الاستثمارات سيعمل على ازدهار هذه السوق.

وأكد أن الدول الأفريقية ما تزال في حاجة إلى جذب الاستثمارات في قطاعات المصب والتكرير والبنية التحتية، ولا سيما فيما يتعلق بإنشاء أنابيب لنقل الغاز.

ولفت إلى أن أزمة نقص الكهرباء في أفريقيا ترجع في المقام الأول لغياب البنية التحتية، كما أن معظم الدول يلجأ إلى تصدير النفط إلى جنوب أفريقيا لتكريره نظرًا لعدم وجود عدد كافٍ من المصافي.

وأضاف أن عملية نقل النفط الخام والمشتقات النفطية لا تتمّ بسهولة إلى جهة التكرير؛ نظرًا لغياب البنية التحتية للنقل كذلك.

ومن المتوقع أن تتعدى الحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية في قطاع النفط والغاز في أفريقيا مبلغ 60 مليار دولار سنويًا خلال الأعوام الـ5 المقبلة، وفقًا للدراسات التي أجراها البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيمبنك).

وطالب دوسو بوضع نظام تمويلي مناسب لجذب هذه الاستثمارات، مشيرًا إلى أن بنك الطاقة الأفريقي لن يكون كافيًا وحده على ضخ الأموال في قطاع البنية التحتية في القارة.

ودعا الدول الأفريقية للعمل معًا لجذب مزيد من الأموال والاستثمارات، مشيرًا إلى أن التعاون المشترك بين الدول هو السبيل الوحيد لتلبية الاحتياجات التمويلية.

دور القطاع الخاص

أكد المدير العام للجنة الاستثمار زكريا دوسو -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن القطاع الخاص يؤدي دورًا حيويًا في قطاع الطاقة في قارة أفريقيا، لافتًا إلى أن معظم اللاعبين الرؤساء في قطاع الطاقة هي شركات نفط عالمية.

وشدد على ضرورة تقوية دور القطاع الخاص المحلي في أفريقيا وشركات النفط الوطنية المملوكة للدول، موضحًا أن تقوية دور هذه الجهات سيؤثّر إيجابًا في النمو الاقتصادي للدول الأفريقية.

ولفت إلى أن تقوية دور هذه الجهات تهدف إلى تمكين السكان الأصليين؛ ما يوفّر المزيد من فرص العمل في السوق المحلية.

وطالب الدول الأفريقية بالعمل على تقييم تحديات الأسواق الداخلية للتغلب على الادّعاءات الخارجية بعدم وجود عمالة مؤهلة، وأن البيئة تنطوي على مخاطر عالية.

تحول الطاقة

قال دوسو، إن حاجة أفريقيا الملحّة إلى الكهرباء تجعل تركيزها الأول على زيادة الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز، وتضع مصادر الطاقة المتجددة في المرتبة الثانية.

وأضاف -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الدول الأفريقية تعوّل على الغاز على وجه الخصوص؛ كونه الخيار العملي لتلبية الاحتياجات المتزايدة على الكهرباء بأقل بصمة كربونية.

أحد مشروعات الغاز في أفريقيا - الصورة من منصة "أفريكا سي إي أو فويسيز"

وحول تطلُّعه للدخول في شركات دولية، قال دوسو: "نتطلع للشراكة مع الدول الأفريقية في المقام الأول؛ لأنها تضع الأساس السليم للشراكات الخارجية مع المؤسسات الدولية".

وتابع قائلًا: "نريد وضعًا يمكّننا نحن الأفارقة من التحكم في نظامنا؛ لذا فالشراكات الدولية ليست أولوية بالنسبة لنا".

وعبّر عن أمله في حل أزمة الطاقة في قارة أفريقيا، وألّا يكون هناك أفريقي محرومًا من هذه الخدمة بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..