رابطة المصافي الأفريقية تدعو مصر لقيادة تطوير قطاع النفط والغاز في القارة (خاص)
داليا الهمشري

تؤدي رابطة المصافي الأفريقية دورًا كبيرًا في تعزيز أمن الطاقة في القارة السمراء، من خلال معالجة أكبر قدر من النفط الخام، ونقل الوقود الناتج عبر البنية التحتية الأفريقية للتوزيع والتخزين.
وضمن هذا الإطار، أكد السكرتير التنفيذي لرابطة المصافي والموزعين الأفارقة (ARDA) أنيبور كراغا ضرورة وضع تشريعات ولوائح لجذب الاستثمارات في قطاعي التكرير والبنية التحتية في أفريقيا.
ودعا كراغا -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- على هامش مشاركته مؤخرًا في فعاليات مؤتمر (إيجبس 2025)، الجانب المصري إلى وضع إطار لتنسيق التعاون بين الدول الأفريقية في قطاع النفط والغاز.
وتعمل رابطة المصافي الأفريقية على تعزيز التشاور والتعاون بين دول القارة في المجالات الرئيسة لصناعة الهيدروكربونات، مثل الاستكشاف والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والتسويق والنقل والتوزيع والتخزين.
وتتألف الرابطة من مصافي النفط الأفريقية والمُستوردين ومُشغّلي المحطات والمُسوقين الرؤساء والموزعين، ويقع مقرّها الرئيس في أبيدجان بساحل العاج.
ضمان أمن الطاقة
قال أنيبور كراغا، إن عمل الرابطة لا يقتصر فقط على دعم المصافي، بل يمتد ليشمل المسوّقين المستقلين والجهات التنظيمية والموزعين أيضًا.
وأضاف: "نحن نجمع أصحاب المصلحة في صوت واحد، لضمان القدرة على مشاركة أفضل الممارسات في الإنتاج وجذب الاستثمارات".
وتابع أن أن جهود رابطة المصافي الأفريقية لضمان أمن الطاقة في القارة لا تقتصر على التركيز على تطوير قطاع التكرير فقط، بل تشمل قطاع المصب بأكمله".
واستطرد قائلًا، إنه لا بد من جذب الاستثمارات في مختلف المجالات عبر قطاع الطاقة، حتى تشمل التكرير والبنية التحتية للتخزين والتوزيع وخطوط الأنابيب والمستودعات، بالإضافة إلى محطات الغاز المسال.
خفض الانبعاثات الكربونية
أوضح كراغا -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن رابطة المصافي تتبنّى خطة لتعزيز تحول الطاقة، من خلال التشجيع على الاستثمار قطاع الطاقة الشمسية، وتقنيات الطهي النظيف.
ولفت إلى أن هذه الخطة تستهدف تحقيق تحول كبير خلال 3 عقود من الآن حتى عام 2050، لتحقيق احتياجات القارة من الطاقة بأقل قدر من الانبعاثات الكربونية.

وأكد كراغا على أن قارة أفريقيا في حاجة إلى استغلال جميع مصادر الطاقة المتاحة لديها، سواء من الوقود الأحفوري أو الموارد النظيفة، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، مشيرًا إلى أن سكان أفريقيا سيمثّلون ربع سكان العالم بحلول عام 2050.
وأضاف: "نحن نعمل على التوسع في إنشاء البنى التحتية اللازمة لنقل الوقود، بالتوازي مع دعم مشروعات الطاقة النظيفة لضمان توفير أمن الطاقة".
جذب الاستثمارات
أكد السكرتير التنفيذي لرابطة المصافي والموزعين الأفارقة أن جذب الاستثمارات ما يزال يمثّل التحدي الأكبر الذي يواجه القارة في قطاع الطاقة.
ولفت إلى ضرورة وضع لوائح وتشريعات محفزة لدعم الاستثمارات في قطاعات الطاقة المختلفة مثل التكرير وإنشاء البنى التحتية.
يُضاف إلى ذلك إعداد عدد كافٍ من المشروعات، وتحديد تكلفتها ونطاقها، والتأكد من تنفيذها بأقل قدر ممكن من البصمة الكربونية، من أجل جذب الاستثمارات.
وأكد أن الدول الأفريقية أصبح لديها الآن قدرات فنية وكوادر قادرة على تنفيذ المشروعات على النحو المطلوب في حال توفر الاستثمارات.
وشدد على أن أفريقيا تأخذ قضية تحول الطاقة على محمل الجدّ، وتبذل جهودًا مكثفة للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، بجانب تبنّي تقنيات نظيفة في عمليات استخراج وإنتاج النفط والغاز.
الدور المصري
أوضح أنيبور كراغا أن مصر تؤدّي دورًا كبيرًا في قطاع التكرير في قارة أفريقيا، لافتًا إلى أنها تمتلك ما يقرب من 800 برميل يوميًا من القدرة التكريرية.
وعبر كراغا -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- عن تطلُّعه إلى توسيع نطاق التعاون مع مصر، ولا سيما في قطاع التكرير.

وطالب بضرورة تطوير إطار عمل لتشجيع التعاون بين الدول الأفريقية من أجل وضع خطة لتطوير قطاع النفط والغاز عبر القارة، ووضع الاستثمارات في المواقع المناسبة، خاصة في ظل قرب بعض المصافي من الأسواق.
واقترح أن تقود مصر هذا التوجه في ظل ما تتمتع به من ريادة في قطاع التكرير والبتروكيماويات.
وتمثّل رابطة المصافي الأفريقية منصة لتنسيق التعاون بين شركات التكرير والمُوزعين الأفارقة وشركات التسويق والهندسة والخدمات المالية الدولية.
كما تسعى الرابطة إلى توفير الفرص لدول المصب الأفريقي، للتعاون بصورة إيجابية مع المنظمات العالمية؛ من أجل تطوير استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز.
موضوعات متعلقة..
- إيجبس 2025 يناقش تحديات تهدّد استثمارات النفط والغاز في أفريقيا
- صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال.. ما أبرز الدول المستوردة؟
- استثمارات النفط والغاز في أفريقيا.. 3 دول عربية تترقب طفرة ضخمة
اقرأ أيضًا..
- مباحثات لنقل النفط العراقي إلى مصر لأول مرة.. ما القصة؟
- الغاز المسال في اليمن.. طاقة معطلة منذ سنوات تهدر مليارات الدولارات (تقرير)
- حقل الروضتين الكويتي.. قصة اكتشاف نفطي عمره 69 عامًا
- أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة طاقة الرياح بنهاية 2024