شحنة ديزل روسية تصل إلى سوريا عبر ناقلة خاضعة للعقوبات.. ما القصة؟
هبة مصطفى

أثارت شحنة ديزل روسية جدلًا واسعًا، في ظل وقت حرج بعد إضافة إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن المزيد من العقوبات على موسكو، قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025.
ووفق بيانات تتبع سفن، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تكمن "غرابة" الشحنة في أمرين؛ أنها مُحمّلة على متن ناقلة تخضع للعقوبات الأميركية، ووجهتها نحو دولة شرق أوسطية.
وخضعت شركات وناقلات روسية عدة ضمن نطاق العقوبات الأخيرة التي أضافتها وزارة الخزانة الأميركية، وشمل ذلك شركات طاقة وناقلات وتجارًا.
وتُعَد شحنة الوقود أول شحنة ديزل مباشرة بين روسيا وسوريا منذ 12 عامًا، بالتزامن مع مساعٍ للنهوض بقطاع الطاقة في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تفاصيل شحنة الديزل الروسية
حُمّلت شحنة الديزل الروسية من ميناء بريمورسك في 8 فبراير/شباط الماضي، وانطلقت يوم 10 من الشهر ذاته إلى وجهتها النادرة في سوريا.
ووصلت الناقلة "بروسبيريتي" إلى ميناء بانياس السوري في 5 مارس/آذار الجاري، حسب بيانات لتتبع السفن نشرها موقع فيسيل فايندر.

وتحمل الناقلة شحنة بنحو 37 ألف طن متري من الديزل منخفض الكبريت، وفق معلومات أوردتها رويترز.
ويصل عمر الناقلة "بروسبيريتي" -المخصصة لنقل الكيماويات والمشتقات النفطية- إلى 19 عامًا؛ إذ بُنيت عام 2006 وتحمل علم باربادوس الكاريبية.
وجاءت الناقلة ضمن قائمة السفن المشمولة في التحديث الأميركي للعقوبات على روسيا قبل شهرين، ضمن ما يزيد على 180 ناقلة أخرى، ولاحقًا أقرت بريطانيا والاتحاد الأوروبي العقوبات ذاتها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ إذ أُدرجت شركة "فورناكس شيب مانجمنت" -التي تدير الناقلة، وتتخذ من الإمارات مقرًا لها- ضمن قائمة العقوبات أيضًا.
شحنة ديزل نادرة إلى سوريا
بجانب مخاوف العقوبات، تحمل الناقلة شحنة ديزل نادرة إلى سوريا؛ إذ تعد أول شحنة مباشرة من موسكو تصل إلى دمشق منذ عام 2013.
وتأتي الشحنة بالتزامن مع محاولات وزارة النفط السورية إنعاش قطاع الطاقة وتلبية الطلب الآخذ بالارتفاع، بعد توقف مصفاتي النفط الوحيدتين في البلاد "بانياس، وحمص" منذ سقوط نظام بشار الأسد.
ويوضح الرسم أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- تدرج إنتاج النفط في سوريا خلال 14 عامًا:
وكشفت الزميلة الأولى في معهد واشنطن، المهتمة بمجال الطاقة وتتبع السفن نعام ريدان (Noam Raydan)، عن أن المشتري أو المستهلك النهائي لشحنة الديزل الروسية لم يُعلن حتى الآن وصولها إلى ميناء بانياس السوري.
وأضافت أن الحكومة السورية الحالية تسعى إلى شراء شحنات نفط لمواجهة أزمة الطاقة في ظل "محدودية" الخيارات، خاصة مع إحجام عدد من شركات التجارة والناقلات عن التوريد خوفًا من الوقوع تحت طائلة العقوبات.
وأشارت -في سلسلة تغريدات لها على موقع إكس- إلى أن روسيا انتهزت الفرصة للانخراط في سوق الطاقة السورية؛ ما يخدم مساعي موسكو لترسيخ أقدامها في البلاد خلال مرحلة ما بعد نظام بشار.
وأوضحت "رايدان" أن قطاع الطاقة السوري يحتاج إلى الدعم المالي والسعي للحفاظ على الخدمات الرئيسة في البلاد، محذرة من تعرض دمشق لخطط تهدف لتقويض التطور الاقتصادي.
وقالت إن عدم تخفيف العقوبات الأميركية على سوريا يُعمّق شبكات التجار والوسطاء، بالإضافة إلى "تضييق" نطاق الموردين والمحتكرين لإمدادات الطاقة، محذرة من اتجاه روسيا لعقد صفقات طاقة بالاستفادة من المشهد الحالي.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مستوردي الديزل الروسي في 2024.. 5 دول عربية بالقائمة (خاص)
- سوريا تستقبل أول شحنة مازوت منذ رحيل الأسد.. هل تحل أزمة الوقود؟
- سوريا تبحث عن وسطاء لتوريد النفط بعد عزوف الشركات الكبرى
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تعلن أسعار بيع النفط السعودي إلى آسيا في أبريل 2025
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في فبراير 2025.. صدارة عربية
- في دولة عربية.. حكاية 4 آبار مهدت الطريق لاكتشاف 267 مليار برميل نفط
المصادر:
- بيانات تتبع الناقلة "بروسبيريتي" في رحلتها من ميناء بريمورسك الروسي حتى سوريا، من فيسيل فايندر.
- العقوبات على لناقلة وتفاصيل حمولة شحنة الديزل الروسية إلى ميناء بانياس، من رويترز.
- الطلب السوري المحلي وسيناريوهات استفادة روسيا من واقع قطاع الطاقة في دمشق، من سلسلة تغريدات نوم رايدان.