بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا تشهد تطورات جديدة (تقرير)
نوار صبح

يشهد قطاع تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا تطورات جديدة، على الرغم من حالة الضبابية بشأن الحوافز الضريبية في عهد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتترقّب صناعة السيارات الكهربائية في البلاد مرحلة مهمة؛ حيث من المقرر افتتاح 10 مصانع بطاريات جديدة هذا العام، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وستزيد هذه المصانع، بدعم من عمالقة الصناعة مثل "إل جي إنرجي سوليوشنز" و"إس كيه أون" و"باناسونيك" وشركات صناعة السيارات الكبرى؛ بما في ذلك "فورد" و"هوندا" و"هيونداي" و"تويوتا" و"ستيلانتيس"، من قدرة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا إلى 421.5 غيغاواط/ساعة سنويًا.
وتبلغ قدرة تصنيع بطاريات الكهربائية هذه ما يقرب من ضعف المستويات السابقة، حسبما أفادت بيانات شركة بنشمارك مينرال إنتيليجنس Benchmark Mineral Intelligence، مقرّها المملكة المتحدة.
المخاطر المالية لصانعي البطاريات
قد تؤدي التغييرات في الحوافز الضريبية الفيدرالية وإمكان فرض رسوم جمركية جديدة على المركبات ومكوناتها إلى تقليل الطلب على السيارات الكهربائية؛ ما يزيد من المخاطر المالية لصانعي بطاريات السيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من هذا التطور الإيجابي المتمثل في بناء مصانع بطاريات جديدة؛ فإن الضبابية السياسية في ظل إدارة ترمب ألقت بظلال من الشك على التوقعات طويلة الأجل لهذه الاستثمارات الضخمة.
ويرى المحللون أنه لا أحد يعرف ما إذا كان الاهتمام العام بالسيارات الكهربائية سيظل قويًا عندما تتقلص الحوافز وترتفع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية أو الالتزام الفيدرالي المحدود بالطاقة النظيفة.

نمو مبيعات السيارات الكهربائية
أعلن العديد من شركات صناعة السيارات نموًا قويًا في مبيعات السيارات الكهربائية على مدار العامين الماضيين، بمساعدة كبيرة من الحوافز الاستهلاكية والتمويل الملائم.
وبالنظر إلى بناء المزيد من حزم بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا، يوجد تفاؤل بشأن تقليل اعتماد البلاد على الصين في مكونات السيارات الكهربائية الأساسية.
وقال المحلل لدى شركة بنشمارك مينرال إنتيليجنس، إيفان هارتلي: "لقد بُنِيت المصانع ولا يمكن إيقافها، والزخم موجود".
وأوضح أن "معظم المصانع يوجد في ولايات جمهورية، ومن الصعب إلغاء آلاف الوظائف التي وعدت بها قاعدة الناخبين الرئيسة".
وأضاف أنه "حتى لو كانت الحكومة الفيدرالية ستحد من الاعتمادات الضريبية لتصنيع البطاريات؛ فمن غير المرجح إلغاء هذه المصانع، التي اقترب العديد منها الآن من الاكتمال".
رغم ذلك؛ فإن المصانع قد تواجه معركةً شاقة للبقاء قادرة على المنافسة إذا أدت السياسات الجديدة إلى تقويض الطلب على السيارات الكهربائية أو رفع تكلفة المواد الأساسية.

بناء تصنيع البطاريات على نطاق واسع من الصفر
على الرغم من أن مثل هذه التحركات تشير إلى تباطؤ، يقول المحللون إن هذه التحديات ترجع في المقام الأول إلى الصعوبات التي تواجهها الشركات الناشئة في بناء تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا على نطاق واسع من الصفر.
وقال المحلل لدى شركة بنشمارك مينرال إنتيليجنس، إيفان هارتلي: "هناك عدد من العوائق التي تواجهها الشركات الناشئة في مجال بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا، ومن الصعب تصنيع منتجات عالية الجودة باستمرار".
ويراقب المحللون مدى تأثير السياسات الفيدرالية الجديدة أو التغييرات التنظيمية في معدلات استعمال هذه المصانع عند افتتاحها، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت رئيسة قسم تكنولوجيا البطاريات وأبحاث سلسلة التوريد لدى منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، إيفلينا ستويكو: "من المرجح أن تواجه المشروعات المشتركة بين مصنعي البطاريات وشركات صناعة السيارات مزيدًا من اليقين بشأن الطلب المتوقع بسبب سلاسل التوريد المتكاملة".
وفي الوقت نفسه، تراقب الصناعة بأكملها الإجراءات الحكومية المحتملة واتجاهات المستهلكين والعوامل الاقتصادية الأوسع التي قد تُشكل مسار سوق السيارات الكهربائية.
من جهتها، تؤدي سياسات الرسوم الجمركية دورًا رئيسًا؛ فقد ترتفع تكاليف الإنتاج عند فرض رسوم استيراد أعلى على المواد الخام، التي يأتي الكثير منها من الصين.
ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تؤدي إلى تآكل ربحية المصانع المحلية الجديدة هذه وربما تحسين مكانة الصين الرائدة عالميًا في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
رحلة تصنيع البطاريات في أميركا
يتّفق معظم المحللين على أن رحلة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا قد انطلقت على الرغم من حالة الضبابية.
يقارن بعض الخبراء المرحلة الحالية لقطاع بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا بـ"منحنى عصا الهوكي" التصاعدي؛ حيث ستتبع الزيادة السريعة التبني المبكر البطيء، بشرط أن تتوافق الأسعار مع استقرار سلسلة التوريد في السنوات المقبلة.
وبالنظر إلى المستقبل، يكمن السؤال الشامل فيما إذا كانت سعة بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا التي تضاعفت تقريبًا ستطابق أو تتجاوز وتيرة الطلب الاستهلاكي على السيارات الكهربائية، خصوصًا إذا تضاءلت الحوافز.
موضوعات متعلقة..
- بطاريات السيارات الكهربائية.. تحديات تواجه سلسلة القيمة وتفرض تدابير جديدة (تقرير)
- سوق بطاريات السيارات الكهربائية 2024.. خريطة الشركات الـ10 الكبار وحصصها السوقية (تقرير)
- تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. شركة بريطانية تستعيد 97% من الليثيوم
اقرأ أيضًا..
- تطورات الطاقة الحرارية الأرضية في 2024.. السعودية تبدأ تجارب واعدة (تقرير)
- إيرادات صادرات النفط السعودي في 2024 تنخفض 24 مليار دولار (إنفوغرافيك)
- واردات مصر من الغاز المسال ترتفع لأعلى مستوى منذ 4 أشهر
المصدر..