
أثبت إخضاع مشروع تخزين الهيدروجين لدعم إنتاج الحديد والصلب بصورة نظيفة، نجاحًا في مرحلته التجريبية، ما شجّع الشركات المطوّرة على تمديد الاختبارات حتى عام 2026 لضمان نتائج موثوقة.
وتطوّر مشروع "هايبريت" HYBRIT، منذ عام 2016، ثلاث شركات هي: فاتنفول السويدية، وإس إس إيه بي (SSAB)، وإل كيه إيه بي (LKAB)، بتمويل مشترك بنسبة 78%.
وأبلغت شركة فاتنفول وكالة الطاقة المختصة في السويد (والمموّلة للمشروع بحصة 22%) باكتمال المشروع التجريبي بنجاح، وقابلية تخزين الوقود النظيف بهدف خفض انبعاثات عملية تصنيع الصلب.
وحسب مواصفات المشروع وتفاصيله لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد تخفّض عملية التخزين من تكلفة إنتاج الهيدروجين بنسبة 40%.
مشروع تخزين الهيدروجين التجريبي
تضمّن مشروع تخزين الهيدروجين التجريبي بناء منشأة تتسع لنحو 100 متر مكعب، لتصبح بمثابة كهف صخري ملائم للتخزين ومزوّدة بغلاف داخلي (بطانة) من الصلب.
واختارت الشركات المطوّرة مدينة "لوليو" السويدية موقعًا للمنشأة، قرب مشروع تجريبي آخر لإنتاج الحديد الإسفنجي (الحديد المُصنّع بالاختزال المباشر عبر فصل الأكسجين عن أكاسيد الحديد).
ومع اكتمال مرحلة التجريب تيقنت الشركات من إمكان توسعة نطاق المستفيدين من الهيدروجين المخزّن، مع ضمان خفض بما يتراوح بين 25 و40% من تكلفة الإنتاج.
وأسفر تجريب المنشأة عن أداء في السلامة والوظائف، بعدما خضعت لاختبارات تعادل عمرًا تشغيليًا قدره 50 عامًا، وفق بيان الشركة.

وأكد مسؤول التخلص من الكربون في الشركة السويدية، ميكائيل نوردلاندر، أن تخزين الهيدروجين ضروري لـ"كهربة" الصناعات وتعزيز مرونة شبكات الكهرباء.
ويشير ضخ الهيدروجين في صناعات عدة إلى إزاحة الوقود الأحفوري تدريجيًا، وتحويل الصناعات للاعتماد أكثر على "الكهربة".
ومن شأن ذلك أن يعزّز أهمية تأمين إمدادات الهيدروجين بصورة دائمة ومستقرة، عبر كهوف التخزين.
وبذلك، تؤدّي المنشأة دورًا مهمًا في التحكم بفائض الهيدروجين، عبر زيادة إنتاجه وتخزينه خلال فترات انخفاض أسعار الكهرباء، لتلبية الطلب مع ارتفاع الأسعار.
نتائج تجربة المنشأة
أكّدت مسؤولة التقنيات في "إل كيه إيه بي"، جيني غريبرغ، أن نتائج تجربة المنشأة شجّعت الشركات المطورة على تهيئة الظروف لجدوى التخزين، خاصة مع اقتراب مصنع إنتاج الحديد بالاختزال المباشر من رؤية النور.
وأضاف كبير مسؤولي التقنيات في "إس إس إيه بي"، مارتن بي، أن مشروع "هايبريت" له عوائد تقنية واقتصادية تمهد إلى بناء سلاسل قيمة بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وتقليص البصمة المناخية لصناعة الصلب التي تُسهم بـ7% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

ويساعد دمج الهيدروجين المخزّن في الصناعة على خفض الانبعاثات بنسبة 10% في السويد، و7% في فنلندا.
وكشفت نتائج المشروع التجريبي عن أن معدل التخزين بلغ 94% منذ عام 2022 حتى الآن، تضمنت ساعات تشغيل وإنتاج وتخزين تصل إلى 3 آلاف و800 ساعة.
ويرجع عامل النجاح الأبرز في هذه التجربة إلى استعمال الصلب المقاوم للهيدروجين للإغلاق كهوف صخور التخزين، إذ حالت دون تسرب الوقود النظيف حتى مع تكثيف وتيرة الاختبارات لتعادل نصف قرن من التشغيل المتواصل.
ويمكن أن يبدأ مصنع إنتاج الصلب بالاختزال المباشر العمل بوقود الهيدروجين المخزن في مشروع "هايبريت".
ويبدو أن هذه المنشأة قد تمتد آثارها الإيجابية إلى سوق الكهرباء في السويد، خاصة مع تمديد الاختبارات حتى العام المقبل لإجراء المزيد من التحسينات، بما يضمن القابلية التجارية لمنشأة التخزين.
موضوعات متعلقة..
- تجربة فريدة لتخزين الهيدروجين تخفض تكلفة الإنتاج 40%
- افتتاح منشأة لتخزين الهيدروجين الأخضر تحت الأرض.. الأولى من نوعها عالميًا
- إزالة الكربون من صناعة الصلب.. كيف تفكر أكبر 4 شركات منتجة؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- كم تبلغ تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان؟
- إنتاج إيني من النفط والغاز في مصر ينخفض.. وليبيا تحقق قفزة ملحوظة
- أكبر 10 دول في قدرة طاقة الرياح عالميًا حتى 2024 (إنفوغرافيك)
المصادر: