
تغزو الطاقة النووية قطاع الشحن البحري مع بدء تزويد سفن الحاويات بمفاعلات معيارية صغيرة؛ ما يضمن خفض الانبعاثات وتقليص استعمال زيت الوقود الثقيل.
ووفق دليل تقنيات الشحن البحري النظيف لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لن تضطر السفن -بعد تعزيزها بالمفاعلات على متنها- إلى الرسو للتزوّد بالوقود التقليدي كما هو معتاد.
وتطوّر مشروع سفن الحاويات النووية شركة "إتش دي للبناء والهندسة البحرية" HD KSOE الكورية الجنوبية، التابعة لمجموعة "إتش دي هيونداي" الصناعية.
وحصل تصميم السفينة على موافقات من هيئة أميركية معنية، إذ تتعاون الشركة الكورية مع شركتَيْن أميركيتين هما: "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة، و"تيرا باور" المدعومة من بيل غيتس.
مشروع سفن الحاويات النووية
بدأت أبحاث مشروع سفن الحاويات النووية المشتركة مع "تيرا باور" الأميركية خلال العام الماضي 2024، في إطار البحث عن حلول تضمن انتقال صناعة الشحن البحري إلى الطاقة النظيفة.
وتضمّن التعاون دراسة تطوير الجيل المقبل من المفاعلات المعيارية الصغيرة لدمجها في سفن حاويات تتسع لنحو 15 ألف حاوية، بما يراعي اعتبارات السلامة والكفاءة في الوقت ذاته.
ويمكن أن تتسع السفن لحاويات أكبر عددًا، بالاستفادة من المساحات التي كانت مخصصة في التصميمات السابقة لخزان الوقود والمحركات.

وتقوم فكرة عمل هذه السفن على التخلي عن خزانات الوقود والمحركات المساهمة في إطلاق الملوثات البيئة، خاصة زيت الوقود الثقيل عالي الكبريت.
ويُشير تزويد السفن بالمفاعلات الصغيرة عدم حاجة السفن إلى الرسو على المواني أو محطات الشواطئ البرية المخصصة للتزوّد بالوقود.
والتزمت الشركات المطورة بتعزيز السفن بنظام للوقاية من إشعاع المفاعلات المعيارية الصغيرة، اعتمادًا على خزان مصنوع من الصلب المضاد للصدأ "الستانلس ستيل" والتبريد بالماء.
وتوصلت الشركة -بالتعاون مع بيكر هيوز الأميركية- إلى نظام تسيير للسفينة يستفيد من ثاني أكسيد الكربون عبر تسخينه إلى درجات عالية لتوليد الكهرباء، وبذلك تصبح هذه التقنية ملائمة حال انخفاض درجات الحرارة.
سوق بناء السفن
تتلقى سوق بناء السفن دعمًا من دمج المفاعلات المعيارية الصغيرة على متن سفن حاويات قطاع الشحن البحري.
وربط كبير مسؤولي التقنيات في المكتب الأميركي للشحن، باتريك ريان، بين نشر السفن العاملة بالطاقة النووية وتحقيق أهداف الحياد الكربوني في الصناعة البحرية.
وفي هذا الإطار، تسعى الشركة الكورية صاحبة تصميم سفن الحاويات العاملة بالمفاعلات المعيارية الصغيرة لبناء منشأة تجريبية لإجراء اختبارات السلامة الخاصة بالسفن، حسب موقع بلقان غرين إنرجي نيوز.
وتمهّد جهود الشركة إلى إطلاق سفنها النووية بحلول عام 2030، مع الانتهاء من تطوير نموذج لمفاعلات معيارية صغيرة يمكنها العمل في السفن البحرية.
وتبذل الشركة الكورية لإنجاز هذه المفاعلات، إذ تعاونت بحثيًا مع "تيرا باور" الأميركية العام الماضي لدراسة ذلك.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي، تولت الشركة الكورية مسؤولية تصنيع معدات مفاعل "ناتريوم" المبرد بالصوديوم بقدرة 345 ميغاواط، لصالح شركة "تيرا باور" الأميركية.
موضوعات متعلقة..
- الوقود البحري التقليدي لن يختفي قريبًا.. تحركات أصحاب السفن لتلبية ضوابط أوروبا
- السفن العاملة بالوقود المزدوج تؤدي دورًا مهمًا في خفض انبعاثات الشحن البحري (تقرير)
- الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري تبشر بفوائد بيئية واعدة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تقرير يتوقع انخفاض متوسط أسعار النفط إلى 73 دولارًا في 2025
- شحنة غاز مسال عربية تغير وجهتها في البحر.. ما السبب؟
- الاتحاد الدولي للغاز: 5 دول عربية مهمة للسوق العالمية (خاص)
المصادر: