ازدهار الطاقة المتجددة في الهند لم يسرّع إزالة الكربون من شبكة الكهرباء
نوار صبح

- الهند تعتمد على كهربة الاستعمالات النهائية للطاقة المختلفة للتخلي عن الوقود الأحفوري
- الهند ضغطت لتسريع زيادة قدرة توليد الكهرباء من مصادر غير الوقود الأحفوري
- توليد الكهرباء من غير الوقود الأحفوري لم يواكب الطلب المتزايد على الكهرباء
- حصة الكهرباء المحايدة كربونيًا لم تتحسّن بصورة كافية لتقليل انبعاثات الكربون للشبكة
يتنامى الاعتماد على الطاقة المتجددة في الهند لزيادة قدرة توليد الكهرباء، بهدف التقليل من انبعاثات القطاع، وصولًا إلى الحياد الكربوني، لكن المفارقة أن عمليات إزالة الكربون من شبكة الكهرباء ما زالت تسير ببطء شديد.
وقد حدّدت وزارة الكهرباء الهندية هدفًا لزيادة قدرة توليد الكهرباء غير المعتمدة على الوقود الأحفوري في البلاد إلى 500 غيغاواط بحلول عام 2030 من نحو 200 غيغاواط في السنة المالية 2023-2024، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويرى محلّلون أن أهمية الوصول إلى هذا الهدف تتجاوز مجرد اكتساب مكانة بارزة في دبلوماسية المناخ.
وأحرزت الهند تقدمًا ملحوظًا في زيادة قدرتها المركبة على توليد الكهرباء بالمصادر المتجددة، وشهدت السنوات الـ10 الماضية، من عامَي 2013 إلى 2023، بالإضافة إلى نحو 113 غيغاواط من الطاقة المتجددة، وهو إنجاز متميز للبلاد.
التخلي عن الوقود الأحفوري
تعتمد الهند -مثل العديد من البلدان الأخرى- على كهربة الاستعمالات النهائية للطاقة المختلفة للتخلّي عن الوقود الأحفوري المسؤول إلى حد كبير عن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتُبرّر العديد من إستراتيجيات التخفيف من آثار تغير المناخ -مثل طرح السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات- بناءً على التوقعات بأن إمدادات الكهرباء تتحول بسرعة إلى اللون الأخضر.
من ناحية أخرى، فإن قدرة الهند على التصدير تعتمد بصفة محتملة على الانبعاثات الكربونية للكهرباء في ظل أنظمة تعديل حدود الكربون المحتملة التي تفرض رسومًا على السلع المستوردة بناءً على مقدار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تمّ التسبب فيها لإنتاجها.
من جهة ثانية، قد تتأثر الشركات الصغيرة والمتوسطة، تحديدًا، في مثل هذا السيناريو بسبب الحصة الأكبر من استهلاك الكهرباء في عملياتها التجارية مقارنة بأشكال الطاقة الأخرى.
ويوجد لدى هذه الشركات نطاق تقني ومالي محدود للاستثمار في محطات الطاقة المتجددة الأسيرة لتقليل البصمة الكربونية لأعمالها، على عكس الشركات الكبيرة.
في المقابل، قد يؤدي ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من كهرباء الشبكة إلى إعاقة سعي الهند لتحقيق تريليون دولار أميركي من صادرات السلع بحلول عام 2030.

توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الهند
تحقيقًا للمصلحة الوطنية، ضغطت الهند لتسريع زيادة قدرة توليد الكهرباء من مصادر غير الوقود الأحفوري مثل الطاقة المتجددة (التي تشمل في المقام الأول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية) والطاقة النووية.
في السنوات الـ3 الأخيرة، بين السنة المالية 2021-2022 والسنة المالية 2023-2024، نمَت قدرة توليد الكهرباء المركبة غير القائمة على الوقود الأحفوري بمقدار 6 مرات مقارنة بالوقود الأحفوري.
وكانت غالبية الإضافة في شكل محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وبالنظر إلى التقدم الكبير المحرز في زيادة سعة الطاقة المتجددة، فإن التوقعات تشير إلى أن شبكة الكهرباء في الهند ستصبح نظيفة بسرعة. ومع ذلك، هناك تحول في القصة.
بطء التقدم في إزالة الكربون من شبكة الكهرباء
يُعدّ التقدم في إزالة الكربون من شبكة الكهرباء في الهند بطيئًا للغاية على الرغم من نمو الطاقة المتجددة الحالية.
ويعود ذلك إلى أن متوسط توليد الكهرباء من محطات الطاقة المتجددة قليل مقارنة بمحطات الطاقة الكهروحرارية التي تعمل بالفحم بالقدرة نفسها.
واستنادًا إلى البيانات على مدى السنوات الـ5 الماضية، تبيّن أن محطات الكهرباء القائمة على الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الهند ولّدت ما يقرب من 4 أضعاف حجم الكهرباء مقارنة بمحطات الطاقة الكهروحرارية بالقدرة نفسها.
وهذا يعني أن استبدال توليد الكهرباء القائم على الفحم يتطلّب قدرة أكبر من الطاقة المتجددة بعدة مرات.
وبالتالي، فإن إضافة القدرة الأخيرة للطاقة المتجددة قد لا تكون كافية لزيادة حصة الكهرباء النظيفة في العرض الإجمالي، وهو المفتاح لخفض عبء الانبعاثات على الشبكة.
وفي الوقت نفسه، لم يواكب توليد الكهرباء من غير الوقود الأحفوري الطلب المتزايد عليها.

ويُظهِر التحليل القائم على البيانات أنه على مدى العقد الماضي، جرى توفير أكثر من 50% من الزيادة السنوية في استهلاك الكهرباء من الوقود الأحفوري، خصوصًا الفحم، باستثناء عام واحد فقط.
يأتي هذا على الرغم من أن قدرة الطاقة المتجددة تفوق الوقود الأحفوري خلال هذه المدة.
ويُلبّى الطلب المتزايد بصورة أساسية من خلال زيادة مستوى استعمال الأسطول الحالي من محطات الطاقة الكهروحرارية.
وهذا يٌظهر قوة أخرى لمحطات الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري مقارنة بالطاقة المتجددة: المرونة في تعديل توليد الكهرباء بناءً على المتطلبات.
تجدر الإشارة إلى أن توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري على مدى العقد الماضي نما بوتيرة الإسهام نفسها من غير الوقود الأحفوري.
لذلك؛ فإن حصة الكهرباء المحايدة كربونيًا لم تتحسّن بصورة كافية لتقليل انبعاثات الكربون للشبكة.
موضوعات متعلقة..
- نقل الكهرباء في الهند.. مقترح لدعم تصنيع المكونات محليًا
- أداني الهندية تزوّد ولاية ماهاراشترا بالكهرباء النظيفة 25 عامًا
- حصة الطاقة المتجددة في الهند قد ترتفع إلى 35% من مزيج الكهرباء بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- ما علاقة ترمب برفض المصافي الأميركية للنفط المكسيكي؟ أنس الحجي يجيب
- الهيدروجين الأخضر.. 3 تحديات تجعل مشروعات القطاع حبرًا على ورق (دراسة)
- توقعات بنمو الطلب على الكهرباء عالميًا 4% سنويًا.. ما دور الصين؟
المصادر: