التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة متجددةطاقة نووية

اختيار أستراليا بين الطاقة المتجددة والنووية يخضع لتوجهات الحكومة والمعارضة (تقرير)

نوار صبح

يخضع اختيار أستراليا بين الطاقة المتجددة أو النووية لتوجهات الحكومة الحالية بقيادة حزب العمال، والائتلاف المعارض.

وأفاد تقرير نشرته هيئة تغير المناخ في أستراليا أن الخطط البديلة لبناء 7 محطات طاقة نووية بدلًا من البنية التحتية للطاقة المتجددة قد تكلّف أستراليا ملياري طن إضافي من انبعاثات الكربون.

في المقابل، ذكر تقرير إعلامي أن هذا يعادل 200 عام من الانبعاثات التي تنطلق من قطاع الطيران المحلي الأسترالي سنويًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي ظل تسابق البلدان لخفض انبعاثات الكربون وصولًا إلى "الحياد الكربوني"، تبرز ضغوط لاستبدال الوقود الأحفوري الذي يسبّب الاحتباس الحراري بمصادر طاقة أكثر نظافة.

الطاقة المتجددة في أستراليا

على الرغم من تحقيق الكثير من خفض انبعاثات الكربون في أستراليا باستعمال تقنيات الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، يجري استكشاف تقنية طاقة نووية محايدة كربونيًا.

وذكرت منصة إنتريستنغ إنجينيرنغ، في وقت سابق، أن الصين استثمرت بكثافة في محطات الطاقة النووية واسعة النطاق، بينما كانت الشركات الناشئة في الولايات المتحدة تتطلع إلى بناء الجيل التالي من محطات الطاقة النووية المعيارية لتناسب هذا الدور.

وفي الوقت نفسه، تبنّى البلدان نهجًا مختلطًا لاستعمال الطاقة المتجددة والنووية لتلبية احتياجاتها من الكهرباء.

محطة لوي يانغ في ولاية فيكتوريا الأسترالية التي يعتزم الائتلاف المعارض تحويلها إلى محطة طاقة نووية
محطة لوي يانغ في ولاية فيكتوريا الأسترالية التي يعتزم الائتلاف المعارض تحويلها إلى محطة طاقة نووية – الصورة من الغارديان

الحياد الكربوني في أستراليا

تبنّت الحكومة الأسترالية، بقيادة حزب العمال، نهجًا يركّز على الطاقة المتجددة لتحقيق أهدافها المتعلقة بالحياد الكربوني.

وتُلَبّى احتياجات الطاقة، حاليًا، من خلال محطات الكهرباء القديمة العاملة بالفحم، التي تواجه انقطاعات غير مخطط لها لنحو 10% من وقت تشغيلها سنويًا.

وتتضمن خطط حزب العمال التخلص التدريجي من محطات الكهرباء هذه على مدار العقد المقبل، مع استبدال بنية تحتية مكافئة أو أكثر للطاقة المتجددة بها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في المقابل، اقترح الحزب المعارض، المعروف باسم الائتلاف، خطة بديلة لبناء محطات طاقة نووية في 5 من هذه المواقع للحفاظ على أسعار الكهرباء تحت السيطرة.

وفقًا للخطة، سيستعمل الائتلاف تقنية المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMR) لإنشاء وحدات أصغر في وقت مبكر من عام 2035 ووحدات أكبر في عام 2037، وسيموّل دافعو الضرائب جميع محطات الطاقة النووية.

زيادة الانبعاثات

وفقًا لهيئة تغير المناخ -وهي هيئة مستقلة تقدّم المشورة للحكومة الأسترالية بشأن قضايا تغير المناخ-، فإن من شأن خطط الائتلاف المعارض أن تزيد من الانبعاثات الناجمة عن التأخير في التحول إلى مصادر الطاقة المحايدة كربونيًا والاستمرار في تشغيل محطات الكهرباء العاملة بالفحم لمدة أطول.

ويشير تحليل هيئة تغير المناخ إلى أن هدف الحياد الكربوني غير محدد بحلول تاريخ معين.

من ناحية ثانية، يسمح الهدف بتقليل الانبعاثات في الغلاف الجوي تدريجيًا، ما يقلل من تراكم ثاني أكسيد الكربون، المسؤول عن الظروف الجوية السيئة وارتفاع درجات الحرارة العالمية.

ومن شأن اختيار الطاقة النووية بدلًا من الطاقة المتجددة أن يضر بالخطط الفورية لأستراليا للحدّ من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030، وهو ما سيؤدي، وفقًا لتوقعات الهيئة، إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.6 درجة.

توربينات الرياح بمزرعة ماكنتاير بولاية كوينزلاند في أستراليا
توربينات الرياح بمزرعة ماكنتاير بولاية كوينزلاند في أستراليا – الصورة من الغارديان البريطانية

وبحسب خطط الطاقة النووية لدى الائتلاف، ستصل أستراليا إلى أهداف الطاقة المحايدة كربونيًا بنسبة 82% بحلول عام 2042، بعد 12 عامًا من خطّتها الحالية لاستعمال المصادر المتجددة وحدها.

وعلى الرغم من أن الائتلاف يعطي الأولوية للكهرباء الأرخص على الطاقة النظيفة في الأمد البعيد، فإن الخطط لا تأخذ في الحسبان أيضًا حقيقة أن تقنية المفاعلات النووية الصغيرة ما تزال قيد التطوير، وقد يستغرق نشرها تجاريًا أكثر من عقد من الزمان.

وفي الوقت نفسه، ستواصل أستراليا تشغيل محطات الكهرباء القديمة العاملة بالفحم، ما يزيد من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي وسط منع القطاعات الأخرى التي تشتري الكهرباء من الشبكة من التحول إلى الطاقة الخضراء.

من جهتهم، يخشى الخبراء من أن استعمال أموال دافعي الضرائب لبناء محطات الطاقة النووية من شأنه أن يوقف الاستثمارات الخاصة في مجال الطاقة المتجددة، ما يؤدي إلى إبطاء طرحها قريبًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق