حرائق الغابات والأعاصير في أميركا قد تتوحش بسبب ترمب وماسك.. ما القصة؟
محمد عبد السند

- إقالة 880 شخصًا من أكبر وكالة طقس أميركية
- تزداد المخاوف بشأن حرائق الغابات والأعاصير في أميركا
- ترمب يرغب في تقليص حجم العمالة الفيدرالية
- توقعات بأن تشهد منطقة وادي نهر المسيسيبي السفلي عواصف شديدة
- جولات إقالة إضافية مرتقبة في الإدارة الوطنية للمحيطات
تزداد المخاوف بشأن تفاقم حرائق الغابات والأعاصير في أميركا، بعد إقالة إدارة الرئيس دونالد ترمب مئات الموظفين من أكبر وكالة أميركية تشرف على توقعات الطقس وبحوث المناخ، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولامس عدد الموظفين الذين شملهم قرار التسريح من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) 880 موظفًا، في أحدث تطور بجهود إدارة ترمب لتقليص القوى العاملة على مستوى الحكومة الفيدرالية.
ويستعمل خبراء الأرصاد الجوية والمؤسسات الإعلامية وخدمات التنبّؤ التجارية والشركات الأخرى، بيانات الطقس الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، لإخبار الجمهور الأميركي بأحوال الطقس.
ويصدر عن الوكالة أحدث المعلومات التي تخص درجة الحرارة وهطول الأمطار وجودة الهواء ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية والرطوبة، وإصدار التحذيرات من وقوع أعاصير، إلى جانب مراقبة صحة المحيطات، من بين أخرى كثيرة.
وتأتي تخفيضات العمالة الفيدرالية في الوقت الذي يواصل فيه قطب الأعمال والملياردير الأميركي إيلون ماسك، بصفته رئيس ما يُسمّى إدارة كفاءة الحكومة (دوج) (DOGE)، الدفع نحو تقليص الإنفاق من خلال خفض التمويل وتسريح الموظفين.
جرس إنذار
تُعد الإقالات الجماعية التي نفّذتها إدارة دونالد ترمب، بمثابة جرس إنذار بشأن مدى جاهزية البلاد لاستقبال الكوارث الطبيعية والتعامل معها، وسط تحذيرات من اندلاع حرائق الغابات والأعاصير.
وتؤثر الإقالات المذكورة في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التي تضم هيئة الأرصاد الجوية الوطنية ونظام مراقبة واسع النطاق يوفر بيانات مجانية للمتنبئين التجاريين.
وقالت السيناتورة والعضوة في اللجنة المكلفة بمراقبة الإدارة الوطنية للمحيطات في مجلس الشيوخ، ماريا كانتويل، إن ما لا يقل عن 880 شخصًا قد أُقيلوا من مناصبهم، وفق ما ورد في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع إقالة مئات آخرين من الأشخاص في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وقالت إحدى الموظفات اللاتي شملهن قرار الإقالة، وتُدعى مارني براون: "من دواعي السخرية أن يحدث هذا لموظفين حكوميين".
وأُقيلت براون من منصبها اختصاصية دعم إداري في مكتب المستشار العام للإدارة الوطنية للمحيطات في سيلفر سبرينغ بولاية ماريلاند.

حرائق الغابات
تأتي الإقالات في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تتطوّر ظروف حرائق الغابات خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي في مناطق أريزونا ونيو مكسيكو وتكساس.
ويُتوقع أن تشهد منطقة وادي نهر المسيسيبي السفلي جولة شديدة من العواصف الرعدية والبرد وحتى الأعاصير الأسبوع المقبل، حسبما قال مركز التنبّؤ بالعواصف في الولايات المتحدة، وهو جزء من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.
ويتوافر لدى هيئة الأرصاد الجوية عادةً اثنان على الأقل من خبراء الأرصاد الجوية في الخدمة طوال الليل في أكثر من 120 مكتبًا للتنبؤ بالأرصاد في جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ ويدوّن الموظفون توقعاتهم، ويطلقون مناطيد الطقس من أجل جمع البيانات، كما يصدرون التحذيرات من وقوع الفيضانات والأعاصير المفاجئة.
وعندما تندلع نوبات طقس حادة، مثل الأعاصير، يُستعان بموظفين إضافيين حتى يتسنّى تدوين مزيد من الملاحظات وتسجيلها على نماذج التوقعات المحوسبة.
وقبل جولة الإقالات الأخيرة، بلغ عدد الموظفين في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قرابة 12 ألف شخص، بما في ذلك 5 آلاف و700 عالم ومهندس وخدمة موحدة تشغل أسطول سفن وطائرات البحث التابع للإدارة.
خسائر في الأرواح
يقول عالم المحيطات الذي قاد الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي خلال إدارة بايدن، ريك سبينراد، إن الوكالة كانت تعمل على شغل الوظائف الشاغرة بعد موجة من التقاعدات في عام 2024.
وأضاف أن فقدان العمالة بهذا الشكل "سيسفر عن الكثير من الخسائر، بل ربما خسائر في الأرواح، إلى جانب التأثير في الثروة العقارية والتنمية الاقتصادية".
وتابع: "المهمة المكلفة بإنجازها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ستتأثر سلبًا بالتأكيد، بعد أن أصبحت الوكالة تعاني نقصًا حادًا في عدد العمال"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يواجه ما يقرب من 21 مليون شخص ظروفًا جوية قاسية في 4 مارس/آذار (2025)، بما في ذلك سكان دالاس وسانت لويس ونشفيل، بنسبة 15% على الأقل.
وفي العام الماضي، أودت عواصف عديدة، بما في ذلك اندلاع 110 أعاصير في وسط الولايات المتحدة الأميركية، بحياة 51 شخصًا، وتسبّبت بخسائر تُقدّر قيمتها بنحو 46.8 مليار دولار، وفق المراكز الوطنية للمعلومات البيئية.

إيلون ماسك
تأتي جولة الإقالات الأخيرة في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، وسط جهود تبذلها إدارة الكفاءة الحكومية "دوج" لخفض حجم القوى العاملة الفيدرالية.
و"دوج" هي لجنة استشارية رئاسية أميركية أعلنها ترمب في أثناء حملته الانتخابية، بقيادة مالك شركة تيسلا إيلون ماسك، وفيفيك راماسوامي.
وتشتمل "دوج" على برنامج طوعي للانتقال إلى التقاعد والتعليمات من مكتب إدارة العاملين بطرد الموظفين خلال فترة الاختبار، ممن شغلوا عادةً مناصبهم لمدة عامَيْن أو أقل.
إلى جانب ذلك ما يزال هناك المزيد من جولات إضافية لتسريح الموظفين من وظائفهم؛ إذ أمر البيت الأبيض الوكالات الفيدرالية بتقديم خطط بحلول 13 مارس/آذار الجاري بشأن تنفيذ "جولات خفض عمالة إجبارية واسعة النطاق".
موضوعات متعلقة..
- لُعبة طاولة تحذر من تداعيات تغير المناخ على كوكب الأرض (صور)
- مكافحة تغير المناخ ترتبط بدرجة حرارة الكوكب.. والمعالجة الدولية "خاطئة" (تقرير)
- كوارث تغير المناخ تشهد انخفاضًا حادًا.. دراسة حديثة تفاجئ العالم
اقرأ أيضًا..
- إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون في دقائق بتقنية ثورية
- أول محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم تتأهّب للبناء
- سكاتك: مصر مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر.. بشروط (خاص)
المصادر:
1.إقالة 880 شخصًا من أكبر وكالة طقس أميركية من بلومبرغ.