مراكز البيانات في بريطانيا تواجه تحدي الربط مع شبكة كهرباء لندن (تقرير)
نوار صبح

يواجه مطورو مراكز البيانات في بريطانيا تحدّي الربط بشبكة الكهرباء حول العاصمة لندن، التي تعاني من ازدياد الطلب ونقص قدرة التوليد المتاحة.
ويوجد حاليًا 400 غيغاواط من الطلبات المعلّقة للربط بشبكة الكهرباء حول لندن، وتُقدِّر هيئة تنظيم الطاقة في المملكة المتحدة "أوفغيم" Ofgem أن 60-70% من هذه الطلبات لن تحدث أبدًا، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي ذلك على الرغم من أن حكومة بريطانيا تريد تعزيز بناء مراكز البيانات.
واستُخلِصَت هذه الأرقام من تحديث سوق مراكز البيانات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا للنصف الثاني من عام 2024، الذي نشرته شركة العقارات التجارية العالمية "كوشمان آند ويكفيلد" Cushman & Wakefield، وتوضح التحدي الذي يواجه مطوري مراكز البيانات.
مراكز البيانات في بريطانيا
تتجمع معظم مجمعات الخوادم التي تدعم مراكز البيانات في بريطانيا حول العاصمة لندن، وتواجه المشروعات تأخيرات متزايدة في الربط بالشبكة، وهي مشكلة قد تتفاقم مع التخطيط لمزيد من المرافق لخدمة السوق المتنامية للخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى قيود الكهرباء، تسلّط "كوشمان آند ويكفيلد" الضوء على العديد من العقبات الأخرى التي يواجهها بناة مراكز البيانات في جميع أنحاء منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: توافر الأراضي المحدود واللوائح الصارمة للاستدامة، وكلّها تعتمد بشكل كبير على التكاليف والجداول الزمنية للمشروع.
وعلى الرغم من هذه الظروف، يستمر النمو بوتيرة سريعة، خصوصًا في الأسواق الرئيسة في فرانكفورت ولندن وأمستردام وباريس ودبلن (FLAPD).
ويلحظ التقرير وجود مسار تطوير قوي يبلغ 2.9 غيغاواط قيد الإنشاء في جميع أنحاء المنطقة، بينما يوجد 8.7 غيغاواط حاليًا في مراحل التخطيط، ما يجعل النمو نحو 16% على أساس سنوي.
ارتفاع سعة مراكز البيانات
ارتفعت سعة مراكز البيانات في جميع أنحاء منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 9% في العام حتى منتصف عام 2024، لتصل إلى 9.4 غيغاواط، ومن المتوقع أن تكون لندن أول سوق في المنطقة تصل إلى 2 غيغاواط في السنوات الـ3 إلى الـ5 المقبلة.
ويزعم التقرير أن المجمع بمقياس غيغاواط أصبح أكثر طلبًا، بما يتماشى مع الاتجاهات في الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يضاعف نشاط البناء الجديد السعات الحالية.

وفي الوقت نفسه، تعمل الأسواق الناشئة والمجمع البعيد الواقع خارج المناطق الحضرية الراسخة على إعادة تشكيل مشهد مراكز البيانات، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إلى جانب فرانكفورت ولندن وأمستردام وباريس ودبلن، تُعدّ ميلانو نجمًا صاعدًا بسعة 990 ميغاواط في السعة الحية والمخططة، في حين تُعدّ هلسنكي وأوسلو مناطق نمو جديدة نسبيًا لبناء مراكز البيانات.
وشهدت العاصمة الفنلندية هلسنكي زيادة كبيرة خلال العام الماضي إلى 594 ميغاواط إجمالي السعة، مع كمية كبيرة في "المرحلة المبكرة"، ونمت أوسلو بسرعة إلى إجمالي سعة 423 ميغاواط.
لندن أكبر سوق لمجمعات مراكز البيانات
تُعدّ لندن أكبر سوق لمجمعات مراكز البيانات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وثاني أكبر سوق على مستوى العالم.
وتفيد شركة "كوشمان آند ويكفيلد" أنه كان لديها 1,141 ميغاواط قيد التشغيل من النصف الثاني من عام 2024، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 15%على أساس سنوي.
وستكون عاصمة إنجلترا أول سوق في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تصل إلى 2 غيغاواط في غضون السنوات الـ3 إلى الـ5 المقبلة، وهذا يعتمد على قدرتها على الوفاء بمسار تنفيذ مشروعاتها البالغ 1.5 غيغاواط.
في المقابل، يبدو أن قيود الكهرباء تُعدّ مشكلة خاصة في لندن وحولها، وهو ما لن يكون خبرًا جديدًا لكثير من الأشخاص، حيث يُقال، إن طلبات الربط بقيمة 400 غيغاواط في قائمة الانتظار.

ويزعم التقرير أن 60-70% من عمليات الربط هذه "ستفشل في التحقق"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتسلّط كوشمان آند ويكفيلد الضوء على نظام إدارة قائمة انتظار منقّح أطلقته هيئة تنظيم الطاقة بالمملكة المتحدة "أوفغيم" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بهدف إصلاح هذا الأمر وإزالة "مشروعات استنزاف الموارد"، وتسريع عملية الربط للمشروعات القابلة للتطبيق.
وأوضحت هيئة تنظيم الطاقة في ذلك الوقت أن: "التغيير يمثّل خطوة كبيرة بعيدًا عن نظام "من يأتِ أولًا يخدم أولًا" الحالي، الذي أدى إلى قائمة طويلة من مشروعات الطاقة التي يمكن أن تولّد ما يقرب من 400 غيغاواط من الكهرباء، وهو ما يتجاوز بكثير المطلوب لتشغيل نظام الكهرباء البريطاني بأكمله.
وتسبق النتائج، الواردة في هذا التقرير، إعلان خطة عمل فرص الذكاء الاصطناعي من جانب حكومة حزب العمال الجديدة، التي تهدف إلى تكثيف بناء مشروعات مراكز البيانات مع "مناطق نمو الذكاء الاصطناعي" الخاصة، وقواعد التخطيط المعدّلة للمساعدة في الحصول على وصول أسرع إلى شبكة الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- ربط مراكز البيانات بمحطات الطاقة النووية في أزمة.. ما القصة؟
- استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات قد يُشكل 10% من نمو الطلب العالمي
- هل يخسر الغاز الطبيعي معركة مراكز البيانات لصالح الطاقة النووية؟
اقرأ أيضًا..
- صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا تهبط 46%.. وزيادة الضخ عبر تركيا
- هل تناور إسرائيل بوقف إمدادات الغاز لمصر؟.. 3 خبراء يتحدثون
- حقل مارون الإيراني.. سادس أكبر اكتشاف بري في العالم باحتياطيات 22 مليار برميل
المصادر..