توربينات أقدم مزرعة رياح في أستراليا لن "تُدفَن".. ما مصيرها؟
أسماء السعداوي

يلوح بالأفق انتهاء العمر التشغيلي لأقدم مزرعة رياح في أستراليا، بعدما نجحت في تغذية شبكة الكهرباء بالتيار على مدار نحو ربع قرن من الزمان.
ومزرعة الرياح "كودرينغتون" (Codrington) هي أول مزرعة رياح في ولاية فيتكتوريا، كما أنها أقدم مشروعات الرياح التجارية داخل شبكة الكهرباء، وكانت الأكبر في أستراليا عند تشغيلها في عام 2001، بحسب متابعات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعادةً ما يتراوح العمر التشغيلي لتوربينات الرياح بين 20 و30 عامًا، ثم يؤول مصيرها إلى الدفن في مكبّات النفايات أو الحرق.
ورغم إمكان استمرار المزرعة، فإن الشركة المشغّلة نفت إمكان الاستعانة بتوربينات رياح جديدة، متعللةً بارتفاع التكاليف، وقيود المساحة، والربط بشبكة الكهرباء.
وتضاعفت قدرات طاقة الرياح الأسترالية مؤخرًا ضمن مساعي الحكومة لرفع حصة الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030، كما يقول المجلس العالمي لطاقة الرياح، إن أستراليا قادرة على توليد 5 تيراواط من طاقة الرياح البحرية.
مصير أقدم مزرعة رياح في أستراليا
من المتوقع وقف إنتاج الكهرباء من أقدم مزرعة رياح في أستراليا "كودرينغتون" في جنوب غرب ولاية فيكتوريا عام 2027.
واستبعدت شركة "باسيفيك بلو" (Pacific Blue) المالكة للمزرعة فرص استبدال توربينات جديدة بالقديمة وإعادة التشغيل؛ بسبب ارتفاع التكاليف.
وكان استمرار المزرعة يتطلب تحديثات كبيرة ومكلفة لشبكة الكهرباء، مع زيادة مساحة الموقع؛ لأن المزرعة لن تستوعب سوى 4 من التوربينات الأحدث والأكبر.

وبدأت المزرعة بقدرة 18.2 ميغاواط عملياتها في يوليو/تموز 2001، حيث كانت في ذلك الوقت أكبر مزرعة رياح في أستراليا، بحسب المعلومات الواردة في الموقع الرسمي للشركة المطورة باسيفك بلو.
وتضم المحطة 14 توربينًا بقدرة 1.3 ميغاواط للواحد، على ارتفاع 50 مترًا، وهي قادرة على تزويد 10 آلاف منزل بالكهرباء، كما يحول تشغيلها دون إطلاق 49 ألف طن من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بما يعادل إبعاد أكثر من 17 ألف سيارة عن الطريق.
والآن بعد مرور أكثر من 25 عامًا على بدء إنتاج الكهرباء منها، أعلنت الشركة أن تركيزها منصبّ حاليًا على إنهاء تشغيل المزرعة بطريقة شاملة ومحترمة ورائدة، بما يشمل اللجوء لخيارات إعادة تدوير أكبر قدر ممكن من البنية الأساسية ضمن التزام الشركة بالوفاء بتوقعات السلامة والبيئة.
وفي بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، تقول الشركة، إنه من المقرر اكتمال التراخيص اللازمة لإنهاء تشغيل المزرعة في غضون 12 شهرًا.
يأتي ذلك بعد عقد اجتماعات بين شركة وأصحاب الأراضي وممثلين للمجتمع المحلي خلال العام الماضي (2024)، لتحديد الأُطر الأولية لوقف التشغيل.
وشكّلت المباحثات تأكيد الالتزام بإعادة التأهيل الكامل لموقع المزرعة على نحو يُرضي أصحاب الأراضي والسلطات المعنية.
وحاليًا، تعتزم "باسيفيك بلو" الانخراط مع سكان منطقة جنوب غرب فيكتوريا، حيث توجد أقدم مزرعة رياح في أستراليا، لبحث مسألة وقف التشغيل في وقت لاحق من هذا العام.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذّي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود أستراليا بقائمة أكبر الدول صاحبة مشروعات الرياح المعلنة:
مزارع الرياح في أستراليا
فتحت أقدم مزارع الرياح في أستراليا باب الحديث عن طرق التخلص، أو إعادة تدوير توربينات الرياح، بعد انتهاء عمرها التشغيلي.
وعلاوة على "كودرينغتون"، تدير شركة بلو باسيفيك مزرعتين إضافيتين، هما "شاليكوم هيلز" (Challicum Hills) و"يامبوك" (Yambuk)، اللتان افتُتِحتا في عامي 2003 و2005 على الترتيب.
وبحسب الحكومة المحلية، يوجد 41 مزرعة رياح تضم 2500 توربين في فيكتوريا.
وتشير بيانات مجلس الطاقة النظيفة المحلي إلى أن 31 مزرعة رياح أسترالية تضم 500 توربين رياح قد تجاوزت أعمارها 15 عامًا في عام 2023.
بدوره، يقول مدير توليد الكهرباء وتخزينها في المجلس، نيكولاس أبيرل، إن العقود المُبرَمة بين الشركات وأصحاب الأراضي والتراخيص والموافقات الحكومية تتضمن الاتفاق على المتطلبات والتمويل اللازمَين لإنهاء التشغيل.
ولفت إلى أن مشغّل المزرعة هو من يقرر تفكيكها أو تركيب توربينات جديدة، بالاتفاق مع أصحاب الأراضي، ولا خطر من التخلّي عن المرافق القديمة، لكن ثمة معادن ثمينة تحتويها أبراج التوربينات، وعلى رأسها الصلب والنحاس.
وبحسب تقرير لمجلس الطاقة النظيفة صدر في عام 2023، يمكن أن تساعد إعادة تدوير توربينات الرياح القديمة في توفير ما يصل إلى 47 ألف طن من المعادن.
وفي هذا الصدد، رصدت منصة الطاقة المتخصصة إعلان شركة أكسيونا الإسبانية (Acciona) إطلاق مبادرة "توربين ميد" لإعادة تدوير شفرات أكبر مزرعة رياح قيد التشغيل في أستراليا.
ولذلك فتحت الشركة أمام المبتكرين باب المشاركة باقتراحاتهم لتطبيقات تحوّل الشفرات إلى مواد ومنتجات صديقة للبيئة.
وتمتلك أكسيونا مصنع إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح "ويست تو فايبر" (Waste2Fiber) في إسبانيا، كما نجحت في استعمال المواد المُعاد تدويرها في صنع أحذية رياضية، وفي أجهزة التعقّب الشمسي.
موضوعات متعلقة..
- أول مبادرة لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح في أستراليا
- آخر شركة لتصنيع أبراج توربينات الرياح في أستراليا تغلق أبوابها
- طاقة الرياح في أستراليا تتوسع بمشروع ضخم
اقرأ أيضًا..
- سفينة حفر عابرة للقارات قد تقتنص فرصًا في أفريقيا والبحر المتوسط
- سباق السيارات الكهربائية.. جيلي الصينية تطلق طرازين هجينين في أسبوع
- إيجبس 2025 يشهد صفقة تعاون بين مصر واليونان في تقنيات جمع الكربون وتخزينه
- أدنوك للتوزيع تعتزم تدشين محطة وقود عصرية في مصر.. الأكبر من حيث الخدمات
المصادر:
- بيان شركة باسيفيك بلو عن وقف تشغيل أقدم مزرعة رياح من موقعها الرسمي
- ملف المزرعة من الموقع الرسمي
- معلومات إضافية من شبكة "إيه بي سي" المحلية