إنتاج النفط في سوريا يترقب شركة أجنبية.. مليار برميل بالانتظار

أسماء السعداوي

2025-02-20

0 1٬831

يترقب قطاع النفط في سوريا زيادة حجم الإنتاج بما يلبي الاحتياجات المحلية، بدعم من اقتراب رفع العقوبات عن الدولة التي أنهكتها الحرب منذ 14 عامًا.

وفي هذا الصدد، جددت شركة "غلف ساندز بتروليوم" البريطانية (Gulfsands Petroleum) رغبتها بالعودة إلى قطاع التنقيب والإنتاج ضمن هدف زيادة الإنتاج اليومي من النفط إلى 100 ألف برميل يوميًا.

وتلك ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها الشركة اعتزامها استئناف أعمالها في سوريا، إذ أعدّت خطة تنفيذية عام 2023، بعدما منعتها العقوبات.

كما أن رئيسها التنفيذي متفائل برفع العقوبات وتهيئة بيئة مواتية للعمل هناك، لجلب الخبرات والعمّال والمعدّات من جديد، ضمن جهود إعادة الإعمار.

إنتاج النفط في سوريا

بحسب آخر تحديثات قطاع النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تدهورت مستويات إنتاج النفط في سوريا إلى ما دون 100 ألف برميل يوميًا في الوقت الحاضر، بالمقارنة بنحو 400 مليون برميل يوميًا قبل اندلاع الثورة في عام 2011.

وبالنسبة لشركة غلف ساندز، فإن أبرز أصولها داخل قطاع النفط السوري هما حقلان داخل المربع 26، الذي تمتلك فيه حصة عاملة قدرها 50% من أسهم رخصة التنقيب والإنتاج، إلى جانب شركة سينوكيم الصينية (Sinochem).

ويوجد المربع 26 في شمال شرق سوريا، بالقرب من الحدود مع العراق، وهي منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد (المعروفة باسم قسد).

وبحسب تقديرات الشركة، قد تصل احتياطيات النفط القابلة للاستخراج داخل مربع 26 إلى أكثر من مليار برميل.

وحاليًا، لا تنخرط "غلف ساندز" في أعمال داخله بسبب إعلان حالة القوة القاهرة في ديسمبر/كانون الأول (2011)، بعد أن فرضت المملكة المتحدة عقوبات على سوريا، وفق ما ورد في الموقع الرسمي للشركة.

حقل نفط في سوريا- الصورة من وكالة أسوشيتد برس

وحالة القوة القاهرة هي أحد بنود العقد الذي يعفي الطرفين من الالتزامات الواجبة بعد حدوث قوة قاهرة خارج نطاق سيطرتهما، مثل الحرب أو الأحوال الجوية، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.

وفي تطور جديد، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة غلف ساندز، جون بيل، اعتزام الشركة -المُدرَجة في بورصة لندن- العودة إلى قطاع التنقيب وإنتاج النفط في سوريا فور رفع العقوبات، وأن تسنح الظروف.

وحسب تصريحات نقلتها منصة أرغوس ميديا (argus media)، قال، إن ثمة مناقشات تدور حاليًا حول رفع العقوبات في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وبالفعل، رصدت منصة الطاقة المتخصصة في يناير/كانون الثاني الماضي (2025) موافقة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على خريطة طريق تستهدف تخفيف القيود تدريجيًا على قطاع النفط في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

ومن بين الإجراءات المقترحة، إلغاء حظر استيراد النفط من سوريا، وتصدير تقنيات النفط والغاز، ورفع قيود على تمويلات التنقيب عن النفط وتكريره، وبناء محطات طاقة جديدة، وصادرات وقود الطيران، من بين أخرى.

كما تشمل التحركات السياسية اجتماع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في 24 فبراير/شباط الجاري (2025) لبحث رفع العقوبات عن سوريا، لكن الإجراء قد يسير ببطء لأسباب سياسية داخل الكتلة التي تضم 27 دولة، وفق تصريح الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاجا كالاس.

شركة غلف ساندز

يرى الرئيس التنفيذي لشركة غلف ساندنز، جون بيل، أن التطورات الخاصة بالعقوبات إيجابية عمومًا، مؤكدًا رغبة شركته الدائمة في العودة للعمل في سوريا.

وتشير البيانات إلى أن إنتاج حقلَي النفط التابعين للشركة بالمربع 26، بلغ 24 ألف برميل يوميًا عند إعلان حالة القوة القاهرة عام 2011، لينهار إلى ما يتراوح بين 15 ألفًا و20 ألف برميل يوميًا في 2017.

وتاريخيًا، كان إنتاج النفط في سوريا يبلغ 600 ألف برميل يوميًا، إلّا أنه تراجع بشدّة على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وقبل اندلاع الحرب في عام 2011، كان الإنتاج دون مستوى 400 ألف برميل يوميًا، وفي مايو/أيار 2022 انخفض بمقدار النصف إلى 200 ألف برميل يوميًا فقط.

وفي الوقت الحاضر انخفض الإنتاج إلى أقل من 100 ألف برميل يوميًا، يأتي منها 16 ألفًا فقط من الحقول الواقعة بمناطق خاضعة لسيطرة النظام السابق.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط في سوريا بين عامي 2010 و2024:

إنتاج النفط في سوريا من عام 2010 إلى عام 2024

وتعليقًا على ذلك، أرجع جون بيل انخفاض إنتاج النفط في سوريا إلى ممارسات غير مستدامة، مثل الغموض والممارسات غير القانونية التي تفتقر للسلامة، وتتسبّب في أضرار للبيئة، علاوة على التوجّه إلى السوق السوداء.

وبناءً على ذلك، قال، إنه ليس بإمكان الشركة العودة إلّا إذا رُفعت العقوبات الغربية على قطاع الطاقة السوري، بما يسمح للشركات العالمية استئناف العمليات وجلب الاستثمارات والعمّال والمعدّات والخبرات لدمشق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..