أقدم حقول النفط في العراق يقترب من تحقيق إنجاز مهم

2025-02-20

0 939

يقترب أقدم حقول النفط في العراق من تحقيق إنجاز مهم، في خطوة من شأنها دعم جهود حكومة بغداد الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وزيادة الطاقة الإنتاجية من النفط إلى 8 ملايين برميل خلال 3 سنوات.

وأعلن مدير عام شركة نفط الوسط المهندس محمد ياسين حسن، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تحقيق قفزة نوعية في تطوير الرقع الاستكشافية ضمن مربع نفط خانة بمحافظة ديالى، مؤكدًا تسريع وتيرة الإنتاج بشكل غير مسبوق.

وكشف المدير العام، خلال زيارته الميدانية لأقدم حقول النفط في العراق، ولقائه مع شركة جيوجايد الصينية (المشغّل) خطة طموحة لبدء الإنتاج النفطي من الرقع الاستكشافية خلال 18 شهرًا فقط، مختصرًا بذلك المدة الأصلية المقررة بـ5 سنوات.

وتشير التقديرات إلى أن حقل نفط خانة سيبدأ الإنتاج الفعلي بحلول أواخر العام المقبل 2026، ضمن خطة تعتمد على تقنيات حديثة لاستكشاف الموارد واستثمارها بأعلى كفاءة.

وتُعدّ الشركة الصينية أول شركة أجنبية تدخل حقل نفط خانة منذ أكثر من 70 سنة، إذ يُعدّ الحقل من أقدم حقول النفط في العراق، واكتُشف بداية 1920، وبدأ الإنتاج بعدها بسنوات.

حقل نفط خانة

أوضح ياسين أن حقل نفط خانة يمتد على مساحة شاسعة تبلغ 2250 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 40% من مساحة العاصمة بغداد، قائلًا: "أنجزنا بنجاح أعمال المسح الزلزالي ثنائي الأبعاد، في حين نقترب من استكمال المسح ثلاثي الأبعاد".

وأشار إلى أن المشغّل يعمل حاليًا على إحالة العقود الرئيسة، كأعمال الحفر، وتأهيل المنشآت، ونصب مركز عمليات معجل، بالإضافة إلى مدّ أنابيب تصدير النفط والغاز للمصادر القريبة.

وأرجع التقدم الاستثنائي إلى التعاون المثمر بين إدارة الشركة ممثلةً بقسم حقول ديالى، والإدارة المشتركة واللجان الفنية مع الشركة المشغّلة للحقل.

جانب من زيارة مدير عام شركة نفط الوسط لحقل نفط خانة- الصورة من صفحة الشركة في فيسبوك

يضم الحقل 8 تراكيب نفطية، من أبرزها جرابيكا وتل غزال، وتتميز بنفطها الخفيف جدًا، ومن المقرر أن يركَّز العمل في مراحله الأولى على تسريع إنتاج الغاز، على أن يلي ذلك بدء إنتاج النفط.

وشدد ياسين على أن المشروع الحيوي يأتي ضمن البرنامج الحكومي الذي يتبنّاه رئيس الوزراء، ويحظى بدعم واهتمام مباشر من قيادة القطاع النفطي، إذ يرى هذا الإنجاز فاتحة خير لأهالي محافظة ديالى.

الحقول الحدودية

يُعدّ حقل نفط خانة، الواقع على الحدود مع إيران، إحدى الركائز المهمة في إستراتيجية وزارة النفط، إذ طُرِحَ في جولة التراخيص الخامسة، التي استقطبت اهتمام شركات عالمية، ضمن مساعي بغداد لاستثمار الحقول الحدودية بفاعلية.

ويُتوقع أن يسهم المشروع بتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية في مدينة خانقين، من خلال توفير فرص عمل للسكان المحليين، إضافة إلى تنفيذ مشروعات تنموية تستهدف رفع مستوى الخدمات العامة.

وتشمل قائمة الحقول الحدودية، بالإضافة إلى نفط خانة، حقولًا مثل السندباد في البصرة والحويزة في ميسان، التي أُحيلت إلى شركات أجنبية ضمن جولة التراخيص الخامسة، في إطار جهود تهدف إلى زيادة الإنتاج النفطي بمقدار 250 ألف برميل يوميًا، إلى جانب مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز.

ووقّع العراق في عام 2023 عقودًا مع شركات عالمية، مثل "جيوجاد" الصينية و"نفط الهلال" الإماراتية، لتطوير حقول النفط والغاز الحدودية.

وتشمل العقود مشروعات استكشاف وإنتاج تُسهم في تعزيز احتياطيات البلاد من الهيدروكربونات، مع التركيز على استثمار الغاز المصاحب وغير المصاحب، الذي يمكن أن يغطي جزءًا كبيرًا من احتياجات البلاد المتزايدة للغاز المُستعمَل في محطات توليد الكهرباء.

من جانبه، أشاد مدير الشركة الصينية المشغّلة للحقل بالدور المحوري لإدارة نفط الوسط في تذليل العقبات التي تواجه العمل، مؤكدًا أن الجدول الزمني للمشروع يتقدم بوتيرة تفوق المواعيد المحددة في العقد.

كما ثمّن الجهود الاستثنائية للقوات الأمنية في تأمين عمليات المسح الزلزالي، رغم وعورة المنطقة وصعوبة تضاريسها.

ومن المتوقع بدء أعمال الحفر الاستكشافي لأول بئر في الحقل في يوليو/تموز المقبل، إذ تتضمن خطة تأهيل حقل نفط خانة إنشاء منشآت جديدة بطاقة تصميمية تصل إلى 50 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، لاستثمار الغاز الحر والمصاحب.

ويُتوقع أن يبدأ الإنتاج في الحقل خلال الربع الأخير من عام 2026، بطاقة مبدئية تصل إلى 9 آلاف و500 برميل نفط يوميًا، وأكثر من 40 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..