8 أسباب قد تُحبط خطة ترمب للاستحواذ على المعادن في أوكرانيا
أسماء السعداوي

منح الرئيس الأميركي دونالد ترمب اهتمامًا لم يحظَ به قطاع المعادن في أوكرانيا من قبل، بفضل الخطط التوسعية التي طالت -أيضًا- قناة بنما وخليج المكسيك وغرينلاند.
وعرض قطب العقارات السابق الاستحواذ على 50% من المعادن الأرضية النادرة بحوزة أوكرانيا، في مقابل تقديم الدعم العسكري للبلد التي أنهكتها الحرب مع روسيا في حرب بدأت قبل 3 أعوام.
وبحسب موسوعة مفاهيم منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المعادن الأرضية النادرة تُستعمل في صناعات الدفاع والتطبيقات عالية التقنية وإنتاج بطاريات تخزين الكهرباء من بين أخرى، وهي ليست نادرة كما يُطلق عليها؛ إذ تتوفر في أنحاء مختلفة من العالم، لكن بتركيزات منخفضة، ويتطلب فصلها وتعدينها تكاليف باهظة وآثار في البيئة.
ورغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض عرض ترمب بشدة، فإن أحدث التقديرات تقول، إن ترمب لم يكن ليكسب كثيرًا لو نجحت الصفقة المثيرة للجدل.
حجم المعادن في أوكرانيا
تُقدَّر قيمة المعادن في أوكرانيا بتريليون دولار أميركي يرغب الرئيس دونالد ترمب بالاستحواذ على ما يعادل 500 مليار منها، لكن تقديرات أخرى أكثر تفاؤلًا وضعتها عند نحو 15 تريليون دولار.
وحاليًا، تغيب أوكرانيا عن صدارة أكثر الدول المنتجة للمعادن أو الجاذبة للاستثمارات، لكن يُنظر إليها بوصفها موردًا محتملًا مع تضييق الخناق على الصين.
ومن أشهر الشركات الأوكرانية العاملة بالقطاع فيريكسبو (Ferrexpo) المنتجة للكريات المستعملة في إنتاج الصلب و"ميتينفست" (Metinvest) المنتجة للفحم والحديد الخام.

وتسعى كييف إلى تعزيز احتياطياتها من الليثيوم والغرافيت والتيتانيوم، كما تزعم أنها تمتلك أكبر احتياطيات للّيثيوم في أوروبا.
لكن ارتفاع الطلب على البطاريات القابلة لإعادة الشحن قابله ارتفاع في الإنتاج؛ وهو ما جعل الأسعار تنخفض في السنوات الأخيرة.
في المقابل، يحيط الغموض والتحديات بموارد المعادن في أوكرانيا للأسباب التالية:
- أعلنت أوكرانيا سلسلة اكتشافات لا يُعرف حجم احتياطياتها، لكن معظمها من العناصر الثانوية المصاحبة لإنتاج معادن مثل الفوسفات
- معظم تلك الاحتياطيات توجد في مناطق خاضعة لسيطرة روسيا
- لا تمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة مُجدية اقتصاديًا ومعترف بها عالميًا
- سوق المعادن الأرضية النادرة العالمية صغيرة بالمقارنة بالنفط الخام والنحاس
- حتى مع إضافة المعادن الأوكرانية الأخرى سيظل حجم الموارد صغيرًا
- المعادن شحيحة في أوكرانيا، ولا يوجد تقييمات حديثة لها.
الرئيس دونالد ترمب
تسعى الولايات المتحدة إلى تأمين إمدادات تلك المعادن الثمينة بما يعزز موقعها العالمي؛ إذ جاءت في المركز الثاني -بعد الصين- في أكثر 10 دول إنتاجًا للمعادن الأرضية النادرة.
كما أنها ثاني أكبر الدول التي لديها شركات تمتلك مناجم تحتوي على المعادن الحيوية، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي الذّي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة:
ورغم ذلك، استوردت واشنطن ما يُقدَّر بـ1.5 مليار دولار من المعادن الأرضية النادرة، مثل الليثيوم والغرافيت والزيركونيوم والتيتانيوم.
وحتى لو ثبتت الجدوى الاقتصادية لموارد المعادن في أوكرانيا، وتوصلت كييف إلى اتفاق مع واشنطن، فإن المشكلات الرئيسة ستظل قائمة، وفق ما يقوله كبير الاستشاريين في شركة "سي آر يو غروب" (CRU Group) ويليس توماس.
ويعود ذلك -بحسب توماس- إلى أن الولايات المتحدة مازالت بحاجة إلى إقامة سلسلة قيمة غير موجودة حاليًا (باستثناء الصين) لفصل المعادن وصنع المغناطيس.
ولأسباب كثيرة، فشلت شركات التعدين الغربية، ولاسيما الأميركية، في بناء شركاتها الخاصة بقطاع المعادن الأرضية النادرة عالميًا، بسبب التحديات البيئية والخاصة بالمعالجة وتقلبات الأسعار والمنافسة الشرسة مع الصين.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن تعدين المعادن سهل نسبيًا، لكن معالجة المواد الخام صعب للغاية، وهو ما يمثّل تحديًا أمام الغرب.
في المقابل، تستحوذ الصين على نحو 60% من الإمدادات المكررة و90% من قدرات الفصل والتكرير، وفي السنوات الأخيرة "استعرضت بكين عضلاتها" بتزايد التوترات بشأن الرقائق الإلكترونية مع أميركا، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
والجديد هو أن ترمب يتبع سياسة هيمنة الطاقة ومحاربة النفوذ الصيني على أنواع معينة من المواد الخام؛ وهو ما جعلها أحد أعمدة سياسته الخارجية.
لكن أوكرانيا لا تمتلك درجة التيتانيوم اللازمة لصناعة الدفاع الأميركية، رغم كونها أحد أكبر 10 منتجين للمعدنين الحاملين للتيتانيوم في العالم، وهما "إيلمينت" (ilmenite) و"روتيل" (rutile).
كما أنها لا تمتلك القدرة على إنتاج التيتانيوم الإسفنجي المستعمل في محركات الطائرات وتطبيقات دفاعية أخرى.
وكانت أوكرانيا تخطط لاستغلال ثرواتها من المعادن النادرة في عام 2021، لكن الحرب الروسية في 2022 أحبطت تلك المساعي التي كان على رأسها إطلاق حزمة إعفاءات ضريبية للمستثمرين الأجانب.
وحاليًا، يوجد أكثر من نصف الرواسب في مناطق خاضعة لسيطرة موسكو، وتتجاوز قيمتها نحو 7.4 تريليون دولار، وفي دنبرو القريبة من مواقع الجيش الروسي ثمة موارد بقيمة 3.5 تريليون دولار، وفي شبه جزيرة القرم بـ204.4 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
- تقديرات المعادن النادرة في أوكرانيا تبلغ 15 تريليون دولار.. ترمب يريدها مقايضة (تقرير)
- المعادن الحيوية في أوكرانيا تدعم تعافيها اقتصاديًا بعد الحرب (مقال)
- كيف تؤثر أزمة غزو أوكرانيا في أسواق السلع والمعادن؟
اقرأ أيضًا..
- آبار النفط والغاز في 2025.. اكتشافان مهمان في مصر و4 دول عربية بالقائمة
- توقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا.. التداعيات الأوّلية والسيناريوهات المستقبلية (مقال)
- الطاقة النووية في الهند.. كيف ستنتج 100 غيغاواط بحلول 2047؟ (تقرير)
- الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط قد يرتفع 3%.. ودور الغاز يتزايد (تقرير)
المصدر: